حاوره/ أحمد عطاء / لا ميديا -

هو شاعر يعجبك منذ الوهلة الأولى، لتميزه بشخصية قوية تذهلك وتجذبك، فتجد نفسك متابعاً لمقاطعه التي ينشرها على شكل فيديوهات يناطح بها قلوب الغزاة، ويكتب قصائده بوطنية المحب ونكهة المحارب المجاهد المؤمن الذي وهب نفسه وروحه فداء لدينه وأرضه مدافعاً عن بلده ضد العدوان، وهو شاعر متمكن وذو نظرة ثاقبة وبُعد بلاغي جميل. لهذا وجب علينا التوقف أمامه، إنه الشاعر باسم المساوى.

القصيدة تكتب نفسها دون إرادتي
 • هل لك أن تُعرّف القراء من يكون الشاعر باسم المساوى؟
- شاب في الـ24 من العمر، همداني الجَدّ، مسقط رأسي صعدة، مواطن بسيط.

 • من أين ابتدأت أولى أبجديات روحك الشاعرية؟
- لا أعلم، أعتقد أنني خُلقت لكي أكون شاعراً، ولكن بدايتي في كتابة القصيدة النبطية تتزامن مع انفجار أول قنبلة لتحالف العدوان على اليمن الحبيب.

• من هو الذي اكتشف الشاعر بداخلك؟
- المسؤولية والواقع المحيط هما المحفّزان، والعدوان عامل مسرّع، أو قل: منبّهٌ جعل القصيدة تكتب نفسها وبدون إرادتي.

لا أبحث عن الشهرة
• لماذا أنت غائب عن الساحة الثقافية؟
-  ليس غياباً وإنما كلٌ يجاهد بطريقته، ونحن لا نبحث عن الشهرة.. وليس بالضرورة أن يظهر كل من كان شاعرا أو منشدا.

 • الشعر الشعبي هو الأبرز في هذه المرحلة.. برأيك ما هو الواجب الذي يقع على عاتق الشعراء تجاه ما يحدث من عدوان على الوطن؟
 - الواجب على كل شاعر أن ينظر إلى نفسه كشخص مسؤول، وأن يعايش ويواكب الواقع والأحداث بعيداً عن الوهم.. والشعر الذي لا يقدّم رسالة ولا يحل مشكلة، تغرب شمسه قبل شروقها.

 • يكثـر الشعراء الواهمون أو المتوهمون بشاعريتهم في هذا الوقت.. ما هي رسالتك إليهم؟
- أعتقد أن الجواب السابق يفي بالغرض، وسنكرر لعلّ من التكرار ما يقود إلى الفهم أكثر: أخي الشاعر، الوهم يؤدي بنفسه إلى الجنون، لذا فإن الأفضل ومن الواجب على كل شاعر أن ينظر إلى نفسه كشخص مسؤول عن هذا الشعب وهذا الوطن.. والتوفيق يأتي من الله.

لكل شاعر جمهوره
 • نصوصك المجابهة للعدوان ليست ظاهرة للعلن.. ترى ما هو سبب ذلك؟
 - مع ازدحام الساحة بالشعراء، لا غرابة أن تغيب قصائدي وقصائد كثير من الشعراء، ولكن أرى أن لكل شاعر جمهوره الخاص.

 • كيف تنظر إلى الواقع الثقافي اليوم؟
- الواقع الثقافي في المجتمع اليمني في زخم والحمد لله، حتى إنني أقول في نفسي الآن: علمت لماذا قال الرسول صلوات الله عليه وعلى آله "الإيمان يمانٍ والحكمة يمانية".. والحُكم يمانٍ بإذن الله.

 • من 1 إلى 100: أين تجد نفسك في ترتيب شعراء الوطن؟ 
- صراحةً، كل شاعر يرى نفسه الأفضل، ولكن الحقيقة هي أن هناك من هم أفضل مني شاعرية، وهناك من أنا أفضل منهم.. لا أستطيع التحديد.

حب خاص
 • ما هو النص الذي كتبته ولم يفارق مخيلتك؟
- كتبت نصوصاً كثيرة، وكلها تعجبني. ولكن هناك قصيدة كتبتها متوجهاً بها إلى المتعامين عن جرائم العدوان، هذه القصيدة لها حبها الخاص، حتى إنني لا ألقيها على أحد إلا في الوقت الذي أحس أن هناك ممن هم حولي من سيتأثر بها.

 • ما هو أطول نص كتبته في مشوارك الإبداعي؟
- أطول قصيدة كتبتها كانت في مناسبة المولد النبوي مدحاً في المصطفى صلوات الله عليه وعلى آله.

موطن الشعراء
 • هل تكتب الشعر الفصيح أيضاً؟
- نعم أكتب الفصيح، ولكن ليس كالنبطي، وإنما من فترة لفترة، حيث إنه هذه الأيام تحتاج مواكبة الأحداث إلى الشعر النبطي أكثر من غيره.

 • كيف تنظر إلى مستقبل الشعراء في الوقت الحالي؟
- بهذا الزخم وهذا الظهور للشعراء -وشعراء بكل ما تعني الكلمة- أعتقد أنه سيكون اسم اليمن في المستقبل (موطن الشعراء).
لا غنى عن الشعر العاطفي
 • هل تكتب القصيدة العاطفية؟ وما رأيك فيمن يرفض كتابة هذا النوع من الشعر؟
- نعم، كنت أكتب، ولا غنى لي عن الشعر العاطفي، ولكن واقعنا اليوم أعتقد أنه لن يكتب الشعر العاطفي مع هذه الجرائم التي نشاهدها ونعايشها كل يوم إلا إنسان قلبه أقسى من الحجر، أما من يرفض كتابة الشعر العاطفي فهو وشأنه.. مع أنه يعلم والقارئ يعلم وأنت تعلم أستاذي الكريم أنه لا يوجد شاعر على وجه الأرض لا يكتب الشعر العاطفي أو لم يكتبه.

الشهيد النمري هو المفضّل
 • من هو قدوتك الشعرية والذي تراه مذخراً شعرياً؟
- الشاعر المفضّل لدي الشاعر الشهيد عبدالمحسن النمري رحمه الله، أما قدوتي فهو كل شاعر حرّ غيور على عرضه وأرضه حتى ولو كان يتأتئ الشعر فإني أراه قدوة.

 • ما هو العائق الذي يجعل بعض الشعراء مختفين عن المشهد الثقافي خصوصا في هذه المرحلة؟
- سبق وأن قلت لك إن الازدحام الشعري في الساحة اليوم هو أحد أسباب عدم ظهور الأكثرية، وهناك طائفة من الشعراء أسميهم السخفاء؛ من ترى كل كتاباتهم عن الأصدقاء والوفاء والخيانات وما أشبه ذلك؛ متجاهلين قضيتهم الأساسية وهي الوطن الذي ترعرع فيه.. 
والبعض من الشعراء الذين أقابلهم وأسمع لهم قصائد جهادية قوية، فأسألهم: لماذا لا تنشرون قصائدكم؟ فيجيبون: مراعاة لمشاعر الجماهير!

تجارة مع الله
 • ما هو حلمك الذي يرافقك دائماً؟
- كانت لدي أحلام وليس حلم، كنت أنام وأصحو وهي لا تفارق بالي وتفكيري، إلى أن فرج الله علي وأراح بالي ورزقني حلم التجارة معه بالجهاد والشهادة في سبيله.

 • كلمة أخيرة تود قولها؟
- نشكر صحيفة "لا" ونشكر طاقمها على حسن استضافتنا، وعلى المجهود الذي يبذلونه.