أتقن التعامل مع القلم والميكرفون صحفياً بالكلمة والموقف ومشجعاً رياضياً من الدرجة الأولى للعبة النظيفة والجميلة، ووحدوياً حتى النخاع. وأتقن أيضا التعايش في الحياة، وسيرته الذاتية حافلة بالكثير ومليئة بالعمل والأحداث والمحطات الخاصة.
ولد محمد عبدالله فارع بمدينة عدن سنة 1939، وبدأ حياته العملية مفتشاً في الهيئة العامة للقوى الكهربائية.
 في عام 1954 بدأ علاقته بالصحافة الرياضية. وفي 1958 تحمل رئاسة القسم الرياضي في صحيفة «الكفاح»، وفي العام 1963 رأس القسم الرياضي في «فتاة الجزيرة».
كما رأس القسم الرياضي في صحيفة «14 أكتوبر» فترة طويلة (منذ صدور أول عدد من أعداد صحيفة في 19 يناير 1968 حتى العام 1999)، ثم أصبح مستشاراً لرئيس التحرير حتى وفاته. كما أسندت له مهمة إعداد وتقديم المجلة الرياضية في تلفزيون عدن عام 1968 حتى قبل وفاته بأسابيع.
حصل على دبلوم في الصحافة من جمهورية ألمانيا سنة 1977م. تولى عدداً من المناصب في الأندية الرياضية، والأطر الرياضية العليا، ومنها المجلس الأعلى للرياضة.
بدأ «الفارع» حياته الرياضية لاعباً لنادي شباب التواهي (الميناء كما عرف لاحقاً) من عام 1950 حتى بداية 1958، وتحمل العديد من المراكز القيادية بالنادي.
ساهم في تشكيل أول رابطة عربية للصحافة الرياضية تأسست في بغداد عام 1972. وفي ذلك العام أسس الرابطة اليمنية للصحافة الرياضية، وانتخب أمينا عاما مساعد للرابطة العربية، ورئيساً للرابطة اليمنية. وظل محتفظاً بالمنصبين العربي واليمني حتى عام 1990، وأدخل اليمن كدولة مؤسسة للاتحاد الآسيوي للصحافة الرياضية من خلال موقعه العربي.
عام 1980 أعد كتاباً رياضياً عن مسار الحركة الرياضية اليمنية شمالاً وجنوبياً، وهو أول كتاب رياضي موحد يصدر في ظروف تشطيرية صعبة، وله إسهامات عديدة على المستوى الرياضي داخليا وعربياً.
كان كثير الترحال، مغطيا النشاطات الرياضية في المحافل العالمية أو التصفيات النهائية لكأس العالم لكرة القدم والنشاطات الأخرى.
تاريخه العملي حافل بالكثير، وأينما تواجد شيخ الصحفيين الرياضيين اليمنيين كانت له بصمات ملموسة ومحفورة في الذاكرة والتاريخ. كان قامة إعلامية كبيرة، فهو رائد ومؤسس مدرسة الإعلام الرياضي في اليمن وتدربت أجيال كثيرة على يده.
انتقلت روح شيخ الصحافة الرياضية اليمنية الطاهرة إلى خالقها ليلة الجمعة، ثالث أيام عيد الفطر عام 1421هـ ـ 29 ديسمبر 2000م، بعد أن تأخر نقله للعلاج في الخارج.