ما الذي أنجزه العدو وأنجزناه؟!
 3 أعوام عدوان كوني.. قل ينسفها اليمني نسفاً

علي نعمان المقطري / لا ميديا

لم يعد أمام العدوان احتياطات جنوبية كافية بعد الآن. فبعد كل هذا الفتك المستمر بالقوات العدوانية أصبح وضع العدوان على المخا والساحل مكشوفاً أمام الضربات اليمنية الجوية والصاروخية بأنواعها المتوسطة والقصيرة المدى والمحمولة.
 
خيارات العدو في العام الجديد من العدوان
مع نهاية العام الثالث من العدوان، يحاول العدو أن ينتقل إلى تكتيكات هجومية جديدة، مستنداً الى حشد المزيد من المرتزقة الجنوبيين والمحليين والأجانب لتكثيف الحشد العسكري للدفاع عن خطوط حدوده الداخلية.
الأول الحد الشمالي، وكانت بداية من شن الهجوم المضاد للعدو في نجران، إذ منذ أشهر عديدة يحاول العدو استرداد المناطق الجبلية التي تشرف على مدينة نجران في جبال الخضراء -صحراء البقع– وخلال أشهر تتواصل معارك ضارية في المناطق التي أسقطها الجيش اليمني ويسيطر عليها نارياً، إلى جانب العديد من المراكز التي يتبادل جيشنا السيطرة عليها مع العدو بين يوم وآخر. لكن الثابت هي الضربات اليمنية القاسية التي يتلقاها العدو يوماً تلو آخر، وعلى وقع هذه الضربات تتصاعد أسباب وعوامل الانتفاضة الشعبية الثورية في العمق السعودي.
في عسير يواصل الجيش تغلغله في العديد من المناطق الداخلية في هضبة عسير، بينما لا تفلح محاولات استرداد المواقع السعودية من أيدي المقاتل اليمني. والحال ذاته في جيزان.
إن الأمريكي يعترف عبر صحافته أن السعودية في حربها على اليمن لم تحقق أية نتائج، لكن بالمقابل فهناك الجيش اليمني الذي بناه من الصفر أبناء الشعب المسحوق المقهور وضرب التوازنات القديمة التي كانت تفرض عليه في السابق ما قبل الثورة.

في الجبهة الداخلية
الصورة الاستراتيجية على أرض المعركة
في جبهة الجوف ومأرب ونهم، ومنذ أن حقق العدو خرقاً بإسقاط مركز الجوف قبل عامين، لم يستطع إنجاز أكثر من ذلك، بل على العكس، ها هي الضربات للجيش واللجان تنهمر فوقهم، وتستعيد العديد ممن المناطق والمواقع المهمة منها المشرفة على حزم الجوف.
لقد كانت الجوف حتى مأرب، محط أهداف العدو، أن تصير قاعدة مباشرة للتوسع نحو المحافظات والمناطق المحيطة بالعاصمة صنعاء، وبالتالي تطويقها وخنقها حتى ضمان استسلامها وإذلالها.. وهو الذي تم تعزيزه لاحقاً –كمشروع وأهداف- بالإعداد للخيانة من الداخل وضرب قواتنا من ظهرها.
الآن وبعد 3 أعوام، يمكن القول إن أخطر هجوم واجهته عاصمتنا وقواتنا في محور الجوف ومأرب، كان خلال مشاورات جنيف 2016م، ومن بعدها وعلى الرغم من ضراوة الزحوفات العدوانية والحملات الجوية القاصفة، تمكنت قواتنا بتكتيكاتها العبقرية من إحداث شلل دائم في حركة قوات العدو وقدراته.
وحالياً، يعيش العدو حالة تراجع شاملة لصالح تقدم قواتنا، وتابعنا مؤخراً الانهيارات في المتون بالجوف والمطار ومواقع أخرى في مأرب.
وبصورة إجمالية، فالهجمات المتوالية لقواتنا والتقدمات التي يحرزها، هي مؤشر هام على وضعنا العام المتقدم والتراجع للعدو.

المتغيرات الصاروخية
في ظل هذا التكالب الدولي على اليمن، المترافق بالخذلان الدولي كذلك، وفي ظل الرهان على الاستسلام اليمني أمام العدوان والتسليم بتفوقه وهيمنته؛ كانت اليمن تكسر كل التوقعات والرهانات.. إن البلد الأضعف والأفقر، والواقع تحت أشد المؤامرات وطأة وتخريباً، تمكن تحت كل هذا القصف الجنوني المتواصل لثلاثة أعوام، أن يصنع ويطور منظومة صاروخية تنسف (الباتريوت باك3) ومنظومة (البانتسير) الأحدث في العالم، تنسفها نسفاً.
إن المعادلة الصاروخية الجديدة والدفاعية الجوية والهجومية الجوية، والبحرية، غيرت شكل المعركة إلى أبعد مما نتخيل.. ونحن فقط على موعد مع بدء (خريف الطائرات) وأكوام حطام المنظومات والترسانات الدفاعية والهجومية العدوانية.
وربما لسنا ندرك حجم هذه الإنجازات ومدى عمق تأثيرها، لكن العالم يدرك جيداً ذلك، وعلى المدى القريب هو يعي أن الغطاء الجوي الذي يوفره لمرتزقته ومأجوريه سينقشع قريباً، وبالتالي هل سيتمكن من الحراك على الأرض حينها؟! بالتأكيد لا. علاوة على كون عواصم العدوان المجاورة، ومراكزها الحيوية النفطية والاقتصادية، تحت طائل الضربات اليمنية، وكذا وجودها البحري.. ولذلك سيسارع إلى تكتيكات ومناورات سياسية جديدة ريثما يجد مخرجاً من هذه المعضلة التي تهدد مشروعه بالكامل.
إن هذا النهوض الهائل، قد أنجز في 3 أعوام وحسب، وهو سيعطي ثماره بعد سنوات طويلة جداً من الحرمان والقهر والاستضعاف والامتهان.. واليمني الحافي، واجه بسلاحه الشخصي أحدث أنواع وتقنيات الأسلحة والرصد والتجسس والتخريب، وذلك لكونه مسلحاً بأهم أنواع الأسلحة، وهي العقيدة والفكرة الوطنية الثورية والاستقلالية والسيادة.
لقد كان من الغباء كثيراً، وهو الأمر المعهود من هذه القوى الدولية الشائخة، الاعتقاد أن السيطرة الجوية ستحسم المعركة ويقع عليها الرهان، وستمكن العدو من السيطرة الاستراتيجية الدائمة.
وخلال الأعوام الثلاثة الماضية، تطورت خطى القاعدة الصاروخية إلى المتعددة المهام، وجاءت في أمس أوقات الحاجة لها، وحصيلة النتائج كانت الضربات الموجعة في قلب العدو وتجمعاته ومراكزه القيادية.
كما تمكنت قواتنا من اختراق قيادات البنى العملياتية المركزية والميدانية طول الوقت، مقابل عبقرية قيادية في إبقاء أسرار التطوير العسكري الصناعي طي الكتمان حتى في ظل الشراكة الزائفة التي عملت للتجسس على هذه القضايا.

ماذا كانت آمالهم؟!
بالتأكيد لن ننسى حين ظهر العسيري السعودي، يقول: سنكون في صنعاء بغضون أسبوعين! وها هي 3 أعوام تمر.. ليتأكد فقط حديث القائد العسكري الأمريكي كولن باول، حول ابن سلمان، أنه طفل مدلل لا يفهم حتى معنى كلمة حرب، وكيف أن السعوديين أكدوا على أسبوعين لبلوغ صنعاء، ثم بانقضائها هم جاؤوا إلينا مستنجدين!
إن الضربات الصاروخية والجوية الأخيرة، لم تصب العدو في مقتل وحسب، بل وكبرى شركات تصنيع السلاح، إذ إنها فقدت سمعتها في سوق العالم بعد أن كانت مجتاحة الأسواق والعقول والسيادات للبلدان.. وبالتأكيد انعكاسات ذلك سيكون على السعودية.

تداعيات الحرب على اليمن 
وكيف أتت هذه المرة على العسكريين السعوديين
شهدت السعودية تغييرات في المستوى الأعلى للقيادة العسكرية، وبلا شك ذلك يعد اعترافاً صاخباً بالهزيمة العسكرية والاستراتيجية للعدوان على اليمن.. إن تداعيات الحرب على اليمن لم تصل القيادة العسكرية السعودية وحسب، بل سبق أن أتت على الداخل السعودي وبمقدمته العائلة المالكة، وبالأصح الطبقة المالكة، وكيف صارت كلاباً مسعورة تتناهش بعضها، ومائة عام من تراكم الثروة والقوة والأموال والشبكات، ها هي تسحق في 3 أعوام من الصمود اليمني الأسطوري المدهش للعالم على حد سواء.

إبداع التكتيكات الصاروخية الجديدة
منذ ظهور القوى الصاروخية الجديدة خلال العقود الأخيرة في المنطقة، لم تستخدم الصواريخ العربية كسلاح ردع استراتيجي حاسمة كما هي الآن لدينا في محطات استراتيجية للدفاع الاستراتيجي اليمني الهجومي، ولم تحقق النتائج التي نحققها نحن الآن.
لقد تم اختراق المعادلة الصاروخية الدفاعية والهجومية الغربية الأمريكية الأحدث في العالم، ليتجه السعودي والإماراتي، للحج نحو موسكو بحثاً عن قباب دفاعية صاروخية أحدث عالمياً، ولم تجدِ نفعاً رغم ذلك.