السلاح الفني أكثر تأثيراً من الرصاص، لأنه سريع النفاذ إلى الوجدان، ولهذا ولد الفن لخدمة البندقية والثورة والدفاع عن الوطن.. المنشد طه الشرقبي أحد الأصوات التي لعبت دوراً هاماً في مواجهة العدوان السعودي القبيح، فأعماله الفنية المتميزة ترتقي إلى مستوى الأعمال العربية، والتي تذكرنا بكبار الفنانين والمنشدين العرب من عهد الفن الأصيل.. إنه من المنشدين القلائل المتمكنين ببراعة من تقديم عطاءات إبداعية، تفرّد بأداء خاص في العديد من الأناشيد التي أداها ولحنها.. لذا نظلم إحساسنا عندما لا نسمع أنشودة (خيّلت بارق) بصوته الفذَّ، مع صوته تصبح الأنشودة جديرة بالسماع، فهناك تناغم بين المفردات واللحن، وأدائه الجميل.
 في البداية كيف يحب المنشد طه الشرقبي أن يقدم نفسه لقراء صحيفة (لا)؟
أحب أن أقدم نفسي للقراء الكرام بأني آمل أن أكون الشخص الذي يؤدي مسؤوليته تجاه العدوان الغاشم الذي يتعرض له وطننا الحبيب.
 
 كيف تنظر الى الفضاء الفني اليوم سواء في مجال الإنشاد أو الزامل؟
الفضاء الفني اليوم صار أكثر تحرراً منه قبل اليوم، بل صار هذا الفن جبهة أخرى لها أبطالها ورجالها، وتترك أثرها الكبير في هزيمة الأعداء ورفع معنويات المجاهدين.
 
 (خيّلت بارق) أنشودة ترتقي الى الأعمال العربية المميزة، من حيث اللحن والأداء والكلمات. من كتب هذه القصيدة؟ ومن لحنها؟
(خيّلت بارق) من كلمات الشاعر العزيز ضيف الله سلمان، وأنا من قمت بتلحينها. 

 ماذا تعني لك أنشودة (من سعى يا شعب في قتلك وقتلي)؟
تعتبر هذه الأنشودة بالنسبة لي عهداً أقدمه لكل من سمعها أو شاهدها، بأن يكون مبدأ الكفاح والتضحية هو المنهج الذي لا ولن أحيد عنه مهما حصل، ومهما كانت النتائج.

 نلاحظ عدم تعدد المقامات في الأنشودة اليمنية بشكل عام. من السبب في هذا التصحر الفني؟
سبب التصحر الفني برأيي هو عدم الاطلاع الكامل، والتهيب لدى الكثيرين من ممارسة التجارب المستمرة، واستخدم الأسهل، وما هو قريب في المتناول.
  
 الفنانون في الخليج يصعدون عبر مسيرتهم الفنية بالسطو على تراثنا وألحاننا. برأيك أين يكمن الخلل؟
التنصل من المسؤولية والتخاذل من جانب المعنيين بالفن والتراث اليمني، هو ما أتاح الفرصة للفنانين الخليجيين، كونهم مفلسين من التراث، بالسطو على تراثنا الأصيل، وهكذا هي السنة الكونية أن البدائل المغلوطة تأتي عندما يتنصل أصحاب الحق من حقهم.

 بعد رحيل الحنجرة الباليستية الشهيد لطف القحوم، لمسنا خفوتاً وضموراً للزامل.. كيف تعلق على ذلك؟
الشهيد لطف القحوم فعلا كان صاحب الحنجرة الباليستية، ولا زال صدى صوته يتردد على مسامع الدنيا ليقول للأحرار بأننا نقول ونفعل، ولسنا مجرد قول بلا عمل. فإن كان هناك من خفوت للزامل، فذلك يضاعف المسؤولية على كل أصحاب هذا الفن، لمضاعفة الجهود في تغطية ذلك النقص الذي تركه رحيل الشهيد لطف القحوم. وأملنا في الله كبير في أن يعوض بمن يملأ ذلك الفراغ. 

 ما هو المجد الذي يمكن أن يحظى به المنشد من الإنشاد؟
إذا كان هناك من مجد يمكن أن يحظى به المنشد أو غيره في أي مجال كان، فهو القيام بمسؤوليته أمام الله سبحانه وتعالى، وأمام التاريخ، خاصة في مثل هذه المرحلة التي يمر بها شعبنا اليمني العظيم.

 ما هي المقامات التي تتحدى حنجرة المنشد طه الشرقبي؟
نحن وطَّنا أنفسنا لله، ومتوكلون عليه، لهذا لا أجد أياً من المقامات تمثل تحدياً بالنسبة لي، ولو كانت صعبة فاقتحام الصعاب يذللها لأصحاب العزم والإرادة.

  هل تجيد العزف على بعض الآلات الموسيقية؟
لا أجيد العزف.

 ما الذي يستفزك؟
الذي يستفزني هو أن يأتي المحتل الذي نعرف وحشيته ودمويته، باسم إعادة الشرعية، وأكثر من ذلك أن تجد من يصدقه في ما يدعي ممن تشربوا ثقافة الاستحمار، وتربوا على منهج الانبطاح.
 
 من يتصدر المشهد الفني اليوم؟
الذي يتصدر المشهد الفني اليوم باعتقادي هو المبدع عيسى الليث، مع أن هناك الكثير ممن يبذلون جهودهم في أداء ما يمليه عليهم واجبهم الديني والوطني، والله لا يضيع أجر من أحسن عملاً.
 
  عمل تعتز به كثيراً..
العمل الذي أعتز به هو أنشودة (من جراح الشعب) التي هي من كلمات الأخ حسن طالب، وتلحيني.
 كلمة أخيرة..
إذا كان هناك من كلمة أخيرة فهي الشكر والتقدير لصحيفة (لا) التي تعني لا للانحناء أمام أي طاغٍ أو صعوبة أو تهديد.. والشكر أيضاً لرئيس تحريرها الأستاذ صلاح الدكاك، ولك أيضاً أخي عبدالرقيب.. وأقول لكل القراء إننا في وضع يحتاج إلى جهود الجميع، ومن لا يقدم للشعب في هذه المرحلة فلن يقدم له شيئاً في أية مرحلة أخرى، وستلاحقه لعنة التاريخ جيلاً بعد جيل..



سيرة ذاتية:
طه حسين الشرقبي
من أبناء منطقة مرَّان
أحد أعضاء فرقة الرسالة
يعمل في مؤسسة الشهيد زيد بن علي مصلح للإنتاج الإعلامي والفني
منشد ومصور ومخرج
أشهر أعماله المميزة:
من جراح الشعب، صانع النصر، أنوار طه، خيلت بارق لمع.
الأعمال المميزة لفرقة الرسالة:
شامخ شامخ يا يمن، رجال الحرب، رجال السيد، الراية الحمراء.