عندما تستمع إلى قصائد الشاعر المبدع أحمد عطاء، تشتعل في داخلك كثير من الأحلام المؤجلة والنائمة في سكون الغيب.
إنه شاعر متوقد بكل حيويته، وشعره عذب ومتدفق وحار، ويزداد توهجاً وعمقاً وألقاً وتجديداً، كما نلاحظ في قصائده الرقة والسلاسة والعذوبة الدافئة والشجن الجليل.
عندما بدأت في كتابة هذه المقدمة عن الشاعر أحمد عطاء، أحسست بأشياء تهز الروح وتربك القلم إذا ما أراد أن يكتب كل شيء، فإذا به مهدد بألا يخط أي شيء، أظنها الحيرة ذاتها التي تنتاب كل من أراد الكتابة عن قصائده. فمشكلة الكتابة عن هذا الشاعر إنما تكمن في استحالة الإحاطة بكامل أعماله الإبداعية.
كما يتميز شاعرنا بروح الفيلسوف وشفافية الحالم الأبدي.
يكتب القصيدة الفصحى والشعبية دون أن ينفصل عن واقعه، ودون أن يخلق قطيعة مع جذوره الراسخة والعميقة بعمق الحياة وتاريخها الأبدي. كما أن دقة الملاحظة وقوة الذاكرة وسعة الخيال وعمق التفكير هو ما يميزه عن كثير من الشعراء.
 كيف تنظر إلى الفضاء الشعري اليوم؟
الفضاء أو الكون الشعري الحالي قفزَ قفزة نوعية منذ بداية العدوان على وطننا الغالي، حيث بزغت أنجم الكثير من الشعراء، بل أصبحوا متربعين على عرش المشهد الشعري وعلى الساحة الثقافية، سواء من حيث القصائد المغناة أو المقروءة أو المنشورة على صفحاتهم في (فيسبوك) وغيره. لكن كان يجب على الشعراء التنويع بين كتاباتهم، حتى نظهر للعالم أننا شعراء بلاغة، ونستطيع الكتابة لكل شيء.. نكتب للحرب وللحب، نكتب للأرض والسماء، نكتب لله وللطبيعة، نجعل من الحروف صواريخ مدمرة، وأيضاً وروداً وعطراً يبعث الحياة والطمأنينة، فالشعر هو الشعور المقدس بكل شيء من حولنا، والشعراء اليمنيون معروفون منذ الأزل أنهم أهله وأصحابه، ويكاد أن يكون كل منزل في اليمن به شاعر أو اثنان.
                       
 القصيدة التهامية لها نكهة خاصة.. لماذا لم تنتشر كثيراً؟
بالنسبة للقصيدة التهامية العذبة، هي سكر الشعر اليمني، وهي بخوره أيضاً، فهي تعكس نقاء وصفاء القلوب التهامية التي تربت على الليونة والهواء العليل. وأنا لا أوافقك الرأي حين تقول إنها لم تنتشر، فالكثير من الشعر التهامي حاضر في الساحة اليمنية والعربية، وأنا وجدت فيديو مصوراً لأحد الجنود السودانيين وهو يقرأ شعراً تهامياً (للشاعر أحمد سليمان)، ويحفظه لكأنه من أسرد القصائد، وأيضاً تغنى بالشعر التهامي الكثير من الفنانين. أما ما منعني من المشاركة باللون التهامي خلال مسابقة (شاعر الصمود)، هو أنه يوجد مصطلحات غير متداولة نستخدمها في تهامة، وأيضاً أنني حين أقرأ شعراً تهامياً لا أحب أن يضحك أحد على ذلك، لأن تهامة بأرضها ولغتها وأهلها تعتبر عندي من المقدسات التي لايجب على أحد الضحك عليها أو التقليل من شأنها. وللقصيدة التهامية إيقاع مختلف يسحر المتلقي منذ الوهلة الأولى، لها رائحة الطيب الممزوج بصدق أهلها حباً وعشقاً وبلاغة، لهذا تجد الشاعر التهامي يستقطب الجمهور أينما حضر وشارك.                         

 كيف تقيِّم واقع الشعر اليمني في ظل العدوان؟
الواقع الشعري أكثر تماسكاً كما لم يكن من قبل، بل أكثر صرامة وقوة.. بطبيعة الحال، فالشاعر هو سلاح آخر، وهو بارود بحد ذاته. يمكنك القول إن الشعراء الآن أصبحوا يكتبون بشكل شبه يومي، لما تتطلبه منهم المصلحة الوطنية، ولما يرى من دماء وضحايا، وأنقاض وموت.. وإن عدد الشعراء في ازدياد هائل، أكاد أجزم أن كل يوم يشرق فيه 10 شعراء جدد، وسترى ذلك بنفسك حينما تتابع الواقع بعدما تستقر بلادنا إن شاء الله، وتقف وزارة الثقافة أمام شلال هائل من الشعراء الذين سيقدمون أنفسهم وبقوة.                         

 إلى أين يقودك مشروعك الشعري؟
سؤالك غريب نوعاً ما.. مشروعي الشعري ليس هو من يقودني، وأيضاً لست أنا من يقوده، فعلاقتي بالشعر صداقة دائمة، علاقة حميمية جداً، لن أستغني عنه، ولن يستغني عني، أي أنني والشعر لن نختلف، ولن نكتفي بالوصول الى شيء محدد، فأنا لازلت أبحث عن نص لم أكتبه بعد.. عن قصيدة لم تكتمل.. عن حروف لاتزال عالقة في مخيلة هاجسي، لا أدري متى سأصل ذلك، ولكنني سأستمر، فالشاعر الحقيقي هو الذي يظل يسبح في فلكه الخاص، ويحلق منفرداً بخصوصياته الإبداعية، ولا يقول إن هناك شيئاً أو مجداً معيناً عند نقطة معينة يجب أن يصل إليها، أو يجب أن يقود قصائده إليها، كالشهرة والعلو.. بل يبقى بجناحيه محلقاً بعيداً بعيداً بعيداً..                         

  هل لديك قصائد غنائية؟
نعم لدي العديد من النصوص المغناة، وأبرزها في مديح المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه، أنشدها المنشد التهامي الجميل حامد ظهير، ولي نصوص عاطفية لحنها الفنان اليمني الرائع المقيم في قطر أحمد أمين، وفي صنعاء تغنى بأحد النصوص الفنان رؤوف، فالنصوص المغناة تضيف لمسة عطرة على الشاعر، وأنا حين أستمع الى أغنية من كلماتي أشعر بشعور لا يوصف، به من الفخر والفرح والشدو، ولكنني لا أحب الركض خلف المنشدين والفنانين، والتحايل عليهم ليلحنوا نصوصي أو يقوموا بغنائها..                         

 أنت أحد الشعراء المشاركين في برنامج (شاعر الصمود).. لو تحدثنا عن ذلك؟
بالنسبة لبرنامج (شاعر الصمود) هو عبارة عن فكرة جميلة تبنتها مؤسسة دمون للثقافة والآداب، برئاسة الشاعر الكبير معاذ الجنيد، وكان البرنامج طيلة شهر رمضان يسعى جاهداً لإبراز الإبداع اليمني الشعبي، ولكن ما عاب البرنامج هو تقييد المشاركين بمواضيع خاصة للكتابة فيها، وهذا ما يضعف النصوص، ويجعل المستمع يشعر بالملل.. حين ذهبت للتقدم للمسابقة كأول مرة، قرأت على لجنة التقييم نصاً غزلياً عاطفياً جداً، وتفاجأت اللجنة آنذاك، ولم أفهم السبب، وحينما تأهلت أخبروني أن أراعي فكرة البرنامج، وهي الصمود ضد العدوان، أي أنه يجب أن نكتب أولاً للوطن والحرب، وبالرغم من هذا، إلا أنه كان له الأثر الكبير في حياتي ومشواري، وكنت أرى جميع المعدين للبرنامج يعملون بجدية عالية، من المدير إلى لجنة التحكيم الى لجنة الإعداد والتقديم والإخراج.. لقد كان جو المسابقة أكثر من حماسي وتحفيزي رائع..
باختصار برنامج (شاعر الصمود) كان عملاً ضخماً بالرغم من التحديات المادية التي واجهت البرنامج، وكانت أمام الجميع. أغتنم الفرصة لأشكر مؤسسة دمون ومديرها التنفيذي الأستاذ الرائع والنشيط  مهدي الجنيد، الذي كان له الدور الأكبر في وقوف البرنامج على قدميه والاستمرار طيلة الشهر الفضيل، له كل الحب.                         

 من لفت انتباهك من الشعراء في برنامج (شاعر الصمود)؟
في الحقيقة جميع المشاركين في المسابقة كانوا شعراء كباراً، وعلى مستوى عالٍ، دون استثناء، ولهم كتابات مختلفة وشيقة، وكل شاعر تجبرك حروفه على لفت الانتباه والوقوف مراراً وتكراراً أمام تجربته المختلفة، وأنا معجب بهم جميعاً، ولازلنا على تواصل بالجميع في مجموعة على (واتساب) أو اللقاء والجلوس كل أربعاء في مجلس النمري في مؤسسة دمون للثقافة والإبداع..
وقد أعجبتني جداً النصوص الباليستية التي يتمتع بصياغتها الشاعر بسام شانع، والنصوص التي أبرزت الشاعرة اليمنية بأنوثتها العذبة والإبداع الجزل عن طريق الشاعرة جهاد صلاح الدين، وإن اخترت لك الأجمل والأبلغ فإن جميع المشاركين شعراء كبار جداً.                         

 هل كنت تتوقع أن يتم تتويجك بلقب (شاعر الصمود)؟
سؤال مستفز، ولكنه في محله، حينما جئت للتقديم في المسابقة صادفني أخ الشاعر معاذ الجنيد، وكنت جالساً مع الشاعر وليد الحسام، فقال لي دون أدنى معرفة ستكون أنت البطل، أرى ذلك في وجهك، أنت من ستحصد اللقب، ربما قالها عابراً، لكنه أثر في قلبي، فأصبحت أشعر أنه لاشيء محال، وكنت أكتب وأحلم كما لو أنني حصدته.
أيضاً كنت على اتصال بأخي الدكتور أيمن عطاء، وقلت له لا تقلق يا أخي سأستلم الثلاثة ملايين، وسنتزوج أنا وأنت بعد العيد. تفاءلت جداً، وكل الأهل والأصدقاء في الحديدة وصنعاء كانوا متفائلين جداً، خصوصاً بعدما حصدت المركز الأول في الحلقة الأولى، كانت لدي رغبة قوية في إحراز اللقب والاجتهاد أكثر فأكثر، والحمد لله على ما كتبه الرحمن لي، وأنا فخور جداً بهذه التجربة.                         

  ماذا تعني لك قصيدة (قبلة وطن)؟
قصيدة (قبلة وطن) تعني لي مسابقة (شاعر الصمود)، فهي القصيدة الأولى التي كتبتها باللون الشعبي الحميني، وأيضاً كتبتها بضغط من البرنامج، حيث كان الاتصال منهم عصراً، وموعد الحلقة مساء اليوم التالي، لهذا غلب على هذه القصيدة عاطفة وحب كبير، ولاقت صدى جميلاً في الشارع، وأيضاً حصدت المركز الأول في هذا الدور، بالرغم من وجود منافسين كبار كالشاعر محمد الجرف وأحمد المؤيد. (قبلة وطن) تكاد أن تكون فاتحة الخير لي في البرنامج، فتحت لي الكثير من الأبواب، وحفزتني لأن أكتب أكثر بالطريقة الشعبية. شكراً لهذه القبلة..                         

 أين تجد نفسك أكثر في كتابة القصيدة الشعبية أو الفصحى؟
الشعر الفصيح هو الأبقى عالمياً، والشعبي هو الأجمل والمرغوب داخلياً وعربياً. وأنا أسبح أحياناً هنا وأحياناً هناك، ولكنني حينما أكتب بالفصحى أجد أنني أستطيع الإبحار بعيداً أكثر، فالاحتكاك والقراءة لشعراء العرب القدامى تولد لديك القدرة الاستيعابية للكتابة بشكل أفضل، وسرد الصور البلاغية كما لو أنك تغرف من البحر. والشعر الشعبي بدأت كتابته قبل البرنامج بأسبوع حينما عرفت أن البرنامج شعبي بحت، وإن شاء الله أكون قد وفقت في تقديم الشاعر التهامي كما يجب.

 صمود الشعب اليمني يصنع نصراً.. برأيك من سيحاسب النظام السعودي على كل جرائمه؟
التاريخ هو من سيحاسب، سواء العدوان الخارجي أو العدوان الداخلي، التاريخ سيصلبهم في قائمة الإجرام ومصاصي الدماء، التاريخ هو سيف الزمن ومحكمة الدنيا، التاريخ كفيل بكل هذا الخراب توثيقاً وحساباً أبدياً حتى قيام الساعة، لهذا أنا على ثقة أنه مهما أجرمت دول العدوان، وصمد شعبنا أمامهم وأمام المعتديين من الداخل، فإنه سينال أولاً نصر الرحيم الجبار وتوفيقه واحتسابه، وثانياً سينال العزة والرقي والتقدم بإذن الله، فقط لنؤمن بهذه الآية كما يجب (إن مع العسر يسراً).                         

  عمل تعتز به كثيراً..
أعتز وأفتخر بأنني مثلت اليمن وحيداً في مهرجان الألف شاعر وشاعرة من جميع البلدان العربية، المهرجان الذي نظمته مؤسسة الكلمة نغم العالمية في جمهورية مصر العربية، بداية العام 2014م، كانت مشاركة رائعة فتحت لي اتصالاً مع شعراء عرب كبار عراقيين وأردنيين ولبنانيين وغيرهم، وأعتز جداً بهذه المشاركة والتكريم الذي حصلت عليه في نهاية المهرجان.                         

  ما هو الكنز الذي أعطتك إياه الحياة وتفخر به؟
أعطتني الحياة الكثير من الكنوز، وأهمها..عيناي.. أمي وأبي، عصاي التي أهش بها على وجعي: إخوتي وأخواتي، مأواي العذب والدافئ، زملائي في دفعة الصيدلة مستوى خامس بجامعة آزال للتنمية البشرية، بزعامة المندوب والحبيب جداً محمد الأشموري.                         

 من شجعك من الشعراء؟
الكثير من الشعراء شجعوني. في بداية الأمر، كنت أعرض تجاربي على أستاذي الشاعر الكبير عبدالإله الشميري، وهو الذي حفزني واستفزني لأكتب أكثر وأكثر، وكان دائماً ما يراقبني على (فيسبوك)، وأيضاً حينما كان ينشر بيتين من نص لي، ويكتب اسمي تحتهما، كنت حينها لا أنام من الفرح، ثم انتقلت الى يد المعلم والشاعر الصوفي الرائع إسماعيل مخاوي، وهو من شد على يدي وحسسني بقيمة ما أكتب. وأيضا الشاعر التهامي الجميل ماجد الرمادي الذي أعتبره من أكبر المشجعين، وأهم الذين وقفوا الى جانبي، ولازال يتابعني بحب. والكثير الكثير، لكن لاتسعفني الذاكرة الآن أن أذكرهم، ولكن أقدم لهم كل الحب والتحايا والامتنان، فهم لايزالون ينبضون في قصائدي وبقوة.                         

 ما هو الشيء الذي تمنيته وتحقق أو لم يتحقق؟
تمنيت أن أسافر الى أية دولة شاعراً، والحمد لله حدث ذلك أن سافرت الى مصر، أيضاً تمنيت أن أشارك في مسابقة على القناة اليمنية وتحقق، والحمد لله الكثير من الأشياء تحققت أيضاً.
تمنيت المشاركة في برنامج (أمير الشعراء) في الإمارات، ولم يتحقق حتى الآن، وأيضاً تمنيت الحصول على لقب (شاعر الصمود)، ولكنه لم يتحقق.                      

  كم نسبة الشعراء الذين انخرطوا مع العدوان من شعراء الحديدة؟
لايوجد أي شاعر تهامي كتب للعدوان مرحباً وعاشقاً للغزاة، ولا أعتقد أن هناك شعراء تهاميين انخرطوا مع العدوان أبداً، لم أقرأ حتى الآن نصاً واحداً يرحب بالعدو الخارجي أبداً، فالشعراء التهاميون معروفون برفضهم للخيانة وبيع بلادهم، واقرأ عن تاريخ ونضال الزرانيق، وستعرف حقيقة ما أقول.                         
 
 ما هو أسمى مجد يمكن للشاعر أن يحظى به من الشعر؟
لايوجد مجد محدد يجب أن يصل إليه الشاعر، يجب على الشاعر عدم الوقوف أبداً، والسير الى ما وراء الوراء وإلى ما أمام الأمام، التحليق يجب أن يستمر حتى وفاة الشاعر، وما يصل إليه الشاعر من مجد ليس هو من يحدده، بل الجمهور والقراء هم من يحددون ذلك بروعة ما يكتب الشاعر من نصوص خالدة أو نصوص هزيلة تنتهي بمجرد نشرها وتنسى.

 كيف تنظر وأنت في هذا العمر إلى صورتك الشعرية.. هل أنت مقتنع بما قدمته أم ما زال الدرب أمامك طويلاً؟
الى الآن لم أقدم ما هو مطلوب، ولكنني مقتنع بما قدمته وبما سأقدم، أنا لا أزال في بداية الطريق، وقلمي لايزال ثقيلاً، سأستمر في المضي قدماً بحروفي، سأخلص للشعر كما أنه مخلص لي، والدرب الشعري طويل جداً، لهذا لن أشعر بالملل حيال ذلك، وسأبقى أجتهد أكثر وأكثر حتى آتيكم بصورة شعرية تملؤكم دهشة وإعجاباً.

 كيف ترى الشهرة العابرة التي يحظى بها بعض الشعراء؟
بعض الشعراء يحظون بشهرة عابرة، ولكنها ستكون مؤقتة، لأنهم مملوؤون بالفراغ، فقط عبارة عن حشو هوائي لا أكثر، لهذا فهم زائفون سينتهون بسرعة جداً، فمن يصعد بسرعة سيسقط بسرعة.

 من هو الشاعر الذي ترى أعماله تشبه أعمالك الشعرية؟
لكل شاعر أعمال خاصة به، ولا أعتقد أن هناك تشابهاً بين شاعرين، لأن لكل شاعر طريقته وتفكيره وقاموسه الخاص، يجب أن يكون الشاعر مختلفاً ومتفرداً بمصطلحاته لايتشبه بأحد، حتى يصنع لنفسه وجهاً شعرياً خاصاً به.

 هل لديك أعمال شعرية مطبوعة؟
لي مجموعة شعرية جمعت فيها النصوص العاطفية، وحاولت تنسيقها على شكل ملزمة بعنوان (سيزيف).. لم أتمكن من طباعتها لسوء الأحوال المادية. 

 سؤال غفلت عنه ولم أسألك إياه.. لك أن تفتح الذاكرة وتكمل الناقص من الحوار؟
السؤال الذي تمنيت أن تسألني، هو أين الإعلام من الشعر التهامي ومن شعراء تهامة؟
نرى تجاهلاً وإقصاء غير طبيعي لشعراء الساحل التهاميين، لا توجد قناة تحتفي بشاعر تهامي، ولا صحيفة احتفت بنصوص تهامية، ولا برنامج حمل اسم شاعر تهامي ضمن لجنة التحكيم، بالرغم من أنهم يعرفون أن هناك شعراء أكفاء يستطيعون المشاركة كلجنة تحكيم في المسابقات..
لكنني الى الآن لم ألق لهذا السؤال إجابة، أين الشعر التهامي من الساحة الثقافية والإعلامية في صنعاء؟                         

 كلمة أخيرة..
الشعر رسالة سامية، وهو كون لامتناهٍ من الجمال، لهذا يجب على من وهبه الله نعمة الشعر أن يسخره لما يرضيه، وعدم التهاون والتساهل مع أي عدو خارجي أو داخلي، وأنصح شعراء الصمود بتنويع كتاباتهم، فليس حراماً أن نكتب للحب والفل والبحر والورد، نحن بحاجة لثورة حب تخرجنا من هذا الألم المزمن. وأيضاً، أتمنى من الشعب الصابر أن يثق بربه الذي يقول على لسان نبيه: (أنا عند حسن ظن عبدي بي)، كما أنني أتمنى ممن قرأ هذا الحوار أن يدعو لعمي إسماعيل الذي ينام في غيبوبة منذ أسبوعين بغرفة العناية المركزة، بالشفاء العاجل.


الويل التهامي

ولتقصفوا سوق الهنودِ
يا أيها السعُرُ السعودي
ولتهلكوا أطفالنا
ولتهدمونا من بعيدِ
إنَّا تهامة يا بصاقَ
الأرض يا أنفَ العبيدِ
نحن السلام.. وإننا
نار تلظى في الردودِ
فهنا الزرانيقُ الأباةُ
هنا تفاصيلُ الأسودِ
والله إنا قادمونَ
ومن تراتيلِ الحدودِ
الثأر يغلي في دمي..
أرواحكم مجرى وريدي
سنعود عزرائيلكمْ
إنا هنا الويلُ الحُدَيدِي
يا من تعاليتم على
أشلائنا.. دُستُم نشيدي
مهما الدماءُ تناثرتْ
سيثورُ في العليا صمودي
ونصيرُ كابوسَ الأسى
لبلادكم.. هذا وعيدي
نجرانُ أقربُ من لظى
غضبي وأوسعُ من زبيدِ
ولنا سلاحٌ واحدٌ
الله.. رشاشي وجيدي
الله.. أعلى من مجازركمْ 
وأقرب من نهيدي
الله في قلبي هنا..
أنتم شياطينُ الوجودِ
سنبيدكم.. ونعيدها..
سلِّمْ سلاحَكَ يا سعودي

سيرة ذاتية:
ـ أحمد يحيى إسماعيل عطاء
ـ مواليد اليمن - الحديدة - بيت الفقيه 1992
ـ طالب بقسم الصيدلة ـ مستوى خامس 
ـ حاز على درع مهرجان الكلمة نغم بالقاهرة 2014
ـ حاز على وسام الوحدة من محافظ الحديدة 2010
ـ حاز على وسام جامعة إب 2014
ـ حاز على وسام محافظ إب 2014
ـ حاز على وسام مهرجان زبيد الثامن للشعراء الشباب 2011
ـ حاز على المركز الثاني في مسابقة الرسول الأعظم 2016
ـ حصل على لقب (شاعر الإبداع) في برنامح (شاعر الصمود) على قناة اليمن الفضائية 2016
ـ صحفي سابق لصحيفة رابطة شعراء العرب الإلكترونية
ـ المسؤول الإعلامي في منتدى بيت الفقيه الثقافي وعضو مؤسس
ـ نظم وأسس وشارك في العديد من المهرجانات والصباحيات والأمسيات الشعرية
ـ شارك في العديد من المسابقات والفعاليات الثقافية
ـ نشرت له صحف ومواقع عربية عديدة
ـ شارك في ملتقى الإبداع الشعري الأول- صنعاء 2013
ـ عضو رابطة شعراء العرب
ـ عضو مؤسسة فكر للثقافة والتنمية
ـ عضو في منتدى العمري للثقافة وإحياء التراث
ـ عضو في رابطة أدباء المرفأ الأخير
ـ عضو مؤسسة إبداع للثقافة والإبداع والفنون
ـ عضو نقابة شعراء اليمن
ـ عضو منتدى زبيد الثقافي
ـ عضو رابطة شعراء المهجر
ـ له مجموعة شعرية بعنوان (سيزيف).. لم تجد من يطبعها