عضو المكتب السياسي للاشتراكي الدكتور مصطفى عبد الخالق لـ(لا): 
اليمن تخوض حرباً وطنية تحررية وهي جزء من معركة دولية مع جبهة المقاومة والتحرر


لأكثر من عقد، كان غائباً عن المشهد السياسي والحزبي، الدكتور مصطفى عبد الخالق، عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي اليمني، ثم عضو لجنته المركزية، ووزير العدل وأشهر رئيس محكمة عليا في (اليمن الديمقراطي)، يظهر اليوم معنا في صحيفتكم (لا)، متحدثاً عن المشهد اليمني في ضوء العدوان السعودي الأمريكي، وآخر مستجدات الساحة السياسية بما يتعلق بمشاورات الكويت، وحول أداء الحزب الاشتراكي وموقفه الأخير، مروراً بالأوضاع التي يعيشها جنوب اليمن حالياً... وإليكم نص الحوار.
 تشهد البلاد اليوم عدواناً سعودياً أمريكياً متعدد الأبعاد، من جملة هذا المشهد، أين يقف الدكتور مصطفى؟!
الأمر البديهي أن كل اعتداء على الوطن ومواطنيه، من الخارج، هو مدان من كل مواطن؛ لكن يظل الاستثناء من أولئك الذين فقدوا روح الانتماء للوطن، ووجدوا مصلحتهم في الصفوف المقابلة له، وفقدوا كل ارتباط بالوطن والمواطن، وأصبحوا جزءاً ممن يتآمر على شعبهم ووطنهم.

 كيف تقرأ الصراع القائم وأبعاده؟
إذا كان السؤال بشأن الصراع وأبعاده يتعلق بالمملكة السعودية، فالأمر في غاية الوضوح، فالسعودية قامت على التوسع في مختلف الجهات منذ قيامها، وأصبح ذلك مبدأ تعمل به حيثما يتاح لها. ودون حاجة للعودة إلى الماضي، يكفي أن ننظر إلى الاتفاقية السعودية المصرية الأخيرة.
وبالنسبة لليمن واليمنيين، فإن حدود أرضنا واضحة بغض النظر عن التنازلات التي تتم إثر الحروب أو لحظات الضعف الناجمة عن الصراعات الداخلية.
إن تركيز القوى الخارجية (عربية ودولية) على اليمن كان يأتي بسبب موقعها الجغرافي، واليوم أضيف سبب، بل أسباب أخرى، لهذا، فالتركيز على اليمن لم يعد مقتصراً على موقعها فقط، بل تركيز يتعلق أيضاً بما اكتشف من نفط ومعادن، في ظل أحادية التأثير الدولي ذي القطب الواحد المتمثل بالولايات المتحدة الأمريكية. وبهذا الشأن فإن قوى التحرر في العالم، تطمح لأن يستعيد العالم شيئاً من التوازن الدولي للحفاظ على استقلالها من الهيمنة الخارجية من ناحية، ودعم الشعوب في الحفاظ على حريتها واستقلالها وثرواتها.
وفي بلادنا (اليمن) يجري تشويه لنضال شعبنا وأهداف ذلك النضال، فلقد كان اليمن موحداً، وجرى تقسيمه، ثم تقسيم المقسم، لكن شعبنا استطاع بنضاله الدؤوب وتضحياته العظيمة ورجاله المخلصين، أن يعيدوا الخارطة الموحدة لليمن، مما أثار حفيظة القوى الأجنبية، عربية ودولية، فأعادت تركيزها وتآمرها على اليمن بهدف تقسيمه بوسائل ومفاهيم مختلفة. وهو ما يجعل المعركة القائمة، معركة تحرر وطني بامتياز، وجزءاً من معركة دولية ضمن الصراع الذي تخوضه قوى المقاومة والتحرر في العالم.

 إضافة لما ذكرت، كيف ترى الطرح القائل بأن المنظومة الاستعمارية العالمية وأدواتها في المنطقة، فزعت عقب 21 أيلول 2014م، من قيام (سوريا) أخرى أو (حزب الله) آخر في جنوب الجزيرة العربية، ولذا راحت تحشد كل جيوشها ومرتزقتها وأسلحتها للحيلولة دون حدوث ذلك؟! ومؤخراً ظهرت تصريحات عسكرية صهيونية تناقلتها وسائل إعلام عربية وإسرائيلية، بأن الصواريخ محلية الصنع التي دخلت المعركة مع العدوان، آخرها (زلزال 3)، تمثل تهديداً لأمن الكيان الإسرائيلي أكثـر من النووي الإيراني..
برغم إمكانية هذه الصواريخ، أرى أن ذلك نوع من التضخيم من قبل الكيان، لتكثيف الحرب على الوطن، والخطر الفعلي هو في وصول هذه الصواريخ إلى يد المقاومة الفلسطينية، وبالطبع فإن صواريخ أكثر إمكانية ومدى مملوكة لدى سوريا وحزب الله...

 لكن ألا تعتقد أن الخطر القائم بالنسبة للكيان، هو في توسع دائرة تصنيع هذه الصواريخ في المنطقة ورقعة انتشارها؟!
رحلة الميل تبدأ بخطوة. صدقني، حتى لو كان سلاحاً محمولاً على الكتف، ويتصدى للدبابة فقط، فهو بحد ذاته إنجاز في يد المقاتل العربي، الذي لا يتقيد كثيراً بما تتقيد به الدول، فهو مقاتل جسور في المعركة، ويستلهم منها تطوراته وإبداعاته.. ونحن نعرف أن الكيان الإسرائيلي سعى ويسعى لتحطيم الجيوش العربية، وتمكن من الجيشين العراقي والليبي، ويحاول الآن مع الجيش العربي السوري والجيش اليمني، ودون جدوى، فهو ارتطم بجدار المقاومة الشعبية والصمود والتحدي الشعبي الوطني، وصارت المسألة أنه بدلاً عن جيش منظم، صار الشعب جيوشاً جرارة مقاتلة متدربة. 

 نظرتك لإدارة القوى الوطنية لجبهة المواجهة..
لإدارة الجبهة شقان؛ الأول جبهة الصمود الشعبي الوطني ضد العدوان السعودي الأمريكي، براً وجواً وبحراً، وتعبئة الجهود الشعبية في الدفاع عن الوطن والتلاحم وتعزيز الصفوف، وهو ما يتوجب علينا جميعاً دعمها وتعزيزها.
والثاني، هو أنه برغم ما تعيشه البلاد من ظروف اقتصادية مزرية وتفشي الجوع والفقر والبطالة...، بسبب الحصار والعدوان، فإن من أهم النجاحات، هو قطع الطريق على العدوان أن يتسبب بأزمات اقتصادية تؤدي إلى انهيار شامل للبلاد والعملة الوطنية، ينجم عنه استسلام الناس وتوقفها عن المقاومة والتصدي ولو معنوياً..
وإدارة المعركة سياسياً وعسكرياً، حيث خلق تناغم كبير بين الشقين العسكري والسياسي، وفتح علاقات سياسية ودبلوماسية في المسرح الدولي لتعزيز موقفنا دولياً.
أضف إلى ذلك، كسر العزلة والحصار الإعلامي والسياسي على بلادنا، وهو ما هدف إليه العدوان لإخفاء ما يحدث في الوطن، واستطاعت بلادنا إخراج المشهد اليمني إلى الفضاء الدولي، وفضح ما يقوم به العدوان من جرائم وحصار وتدمير، وجعل قضية شعبنا هي قضية رأي عام دولي.

 تدور الآن مشاورات سياسية معقدة في الكويت، وفي ظل تأويلات وقراءات لها مختلفة بين انتقالها إلى السعودية وبين استمرارها في إطار كسب الوقت، وبين أن تراوح مكانها دون جدوى، ما هو تصورك لها؟
لا شك أن هناك، وفي كل مكان، دوراً للدول التي تستضيف المشاورات والمناقشات والمفاوضات التي يراد الوصول بها إلى نتائج، وليس عيباً أن يتم في أي مكان، لكن العيب هو في الأطراف المتفاوضة، فهي التي تمنح وتعطي وتسمح بتأثير الدول عليها، وتحصر أو توسع التأثير عليها، فالمشكلة تكمن في الأطراف المتفاوضة نفسها، وفي مدى صدقها في البحث عن حلول لأزماتها. صحيح أن جيران اليمن والدول العربية الأخرى التي تبدي اهتمامها بما يسمى (الأزمة اليمنية)، ليست جميعها في نفس المستوى من صدق النوايا، لكن في ظل أوضاعنا الحالية التي وصلت إلى مستوى مخيف، فإننا لا بد أن نرحب بهذه الجهود في حدود الأهداف التي يرجوها اليمنيون، دون مساس بوطنهم أرضاً وإنساناً.. ورغم أن هذا لا يمكن أن يتوفر 100%، لكننا في ظل أوضاعنا الحالية سنقبل بالجهد الأكثر صدقاً والأقل عداوة.. وعلى كل حال، هناك أنباء عن انتقال المحادثات في الكويت إلى السعودية، وشعبنا لن يرضى، رغم ذلك، إلا بما يحفظ سلامته وسلامة أراضيه، ويحفظ كرامته واستقلاله، كما لن يقبل ما يفرض عليه دون إرادته، أكان من الداخل أو من الخارج. ولا نقول هذا من قبيل الترداد اللفظي، بل نقوله بثقة العارف بتاريخ وحاضر شعبنا اليمني، والذي لا يجهله أحد، كسمة لا تنفصم عن اليمني إلا ما ندر.

 برأيك، ما مضمون التسوية التي بإمكانها الانتصار لشعبنا إزاء ما لحقه من عدوان وخراب واحتلال؟ 
الأوضاع السائدة في بلادنا اليوم، والتي نجمت عن العدوان، حطمت آمال كل فئات شعبنا، الغني والفقير، وزادت أوضاعه الاقتصادية والمعيشية سوءاً، ومن الصعب استعادة ما فقده شعبنا، وما يرتكبه العدوان وأدواته، مخالفٌ للمعاهدات والمواثيق الدولية..وبالتالي، فإن التسوية التي تضمن الانتصار لشعبنا، لا بد أن توقف العدوان على الوطن، وترفع عنه الحصار، وأن يتم سحب القوات الأجنبية من أراضينا، ووقف التدخل بالشؤون الداخلية وتمويل الجماعات الإرهابية والعملاء والمخربين، وتعويض شعبنا عما لحقه من أضرار وخراب وقتل.. هذه برأيي أهم النقاط التي يجب أن تتضمنها التسوية، وذلك ما نريده، لكن تظل المسألة محكومة بممكنات فرض هذه الخيارات، والظروف الحاكمة للتفاوض.

 وإلى أي مدى يعيق القرار 2216 -المشرعن للعدوان، والقبول به كمرجعية للتسوية- في تحقيق ذلك؟
القرار 2216، هو قرار معطل، ولا يخدم الشعب اليمني، وقد اتخذ في ظروف كانت مفرحة لعدد من الدول باضطراب الأوضاع في اليمن، وفي ظل معادلة ليست هي ذاتها المعادلة القائمة اليوم.
وقد صدر القرار، دون قراءة صحيحة لما يجري في اليمن، وتحت تأثير بعض الدول العربية التي لم تكن موفقة ولا صادقة في قراءتها لما يجري في البلاد. وعلى كل حال، تميل الأوضاع الآن، وبما في ذلك حوار الكويت، إلى تجاهل هذا القرار في ظل البحث عن حلول لأوضاع اليمن وللقراءة الأكثر قرباً من الحقيقة وللتطورات السائدة على الأرض، وما تفرضه توازنات القوة ميدانياً، فالقرار يتعارض مع أية رغبة جادة للخروج بحل حقيقي.

 بتوقعك، إلى أين ستفضي مشاورات الكويت؟!
لا شك أن اليمن فرض نفسه أمام هذه الدول، وصارت تتفاوض معه بشكل مباشر، وتأكد لها أن اليمنيين لن يقبلوا بأي قرارات ستكون مجحفة بحقهم. وفي المشاورات، أبرز نقطة نلاحظها، أن الجميع عاد من نقطة الصفر، متجاوزاً القرارات المجحفة كالقرار 2216، وتم تجاوز الأهداف التي أعلن عنها العدوان وشروطه في البداية، وبالتالي فإنني أتوقع أن التسوية ستأتي بثمار متعادلة في الأدنى، تفي ولو بجزء بسيط مما ناضل لأجله شعبنا.

 في كل مفاوضات سياسية هناك أوراق قوة وتوازنات ومعطيات ميدانية وسياسية بجانب متغيرات دولية، تحدد في كليتها قاعدة التفاوض وحدوده ومساره.. ما القاعدة التي تقوم عليها مشاورات الكويت؟! ما الذي يحددها؟ وما أوراق القوة التي يمتلكها وفدنا الوطني؟!
هُنا، نحن نتحدث عن العموميات، وليس التفاصيل، إذ نحن لا نعرف ما الذي يدور في الكواليس. 
وبرأيي، أن الكويت منذ البداية، كانت قائمة على الدعوة من الآخر، وبوساطة أممية، والوفد الوطني ذهب، وفقاً لتصريحاته، أنه لا مانع لديه من الدخول في مفاوضات توقف العدوان والحصار...، وعلى مبدأ الندية، وهم يقيمون الحجة على الجميع، ويمدون يدهم للسلام، لا الاستسلام، ورفض الإملاءات والشروط المسبقة.. والمشاورات جاءت بعد قناعة أن السعودية صارت سبباً في خلق الأزمات داخل كثير من البلدان العربية، وتجاوز خطر الإرهاب الذي تنشره إلى أوروبا وغيرها، كما أن هناك ضغطاً دولياً للدخول بالمشاورات، للحيلولة دون انفجار الأوضاع في البلدان المجاورة، والتي لا تعرف كيف ستكون نتائجها الكارثية.
وقد بدأ المجتمع الدولي يحذر أكثر من إسناده الأعمى للسعودية، وإن كانت دول معينة كالولايات المتحدة لا تقدم على مواقف الشدة معها، بحكم أسباب عدة اقتصادية وسياسية في الإطار العربي والدولي، وهذا ما يشوه كثيراً المواقف الدولية في ظل الهيمنة الدولية الأمريكية وسيادة سياسة القطب الواحد. لكن الآن، صار المجتمع الدولي يعي أن الحرب لن تأتي بنتائج في اليمن، ولذا لا خيار سوى التفاوض واستخدام الأدوات الناعمة.

يرزح الوطن في جنوبه تحت الاحتلال الأمريكي الناتوي الداعشي، إلى أين يذهب الجنوب برأيك؟
يشهد كل صادق على أن الجنوب نضج، منذ ما قبل الاستقلال وبعده، على قداسة الوحدة اليمنية، وقدم التضحيات الجسام من أجلها، لكن زج به في أتون ظلم وتمييز مجحف طال قادة ومواطنين بعد الوحدة، وحرموا من الثروات، وكل ذلك شجع العدو على استغلال واستخدام معاناة الناس وجوعهم ومظالمهم، وهكذا وصل بالأخ أن يقول لأخيه أنت لست ابن أبي وأمي، رغم أنهما من صلب واحد ورحم واحد! فجاء من يوزع المال من نفط اليمن والسعودية والخليج، فقيل له (أنت عمنا وجدنا) الذي نبحث..الجوع والتيه يؤديان إلى ردود فعل غير متوقعة. وهذا الحال محزن، لكنني أعتقد أنه حال غير دائم، وأن الجميع تعلم من التجربة، والأمر يعتمد على مدى إدراكنا للمشكلة، ومدى وعينا ومسؤوليتنا تجاه طننا.

 ما الذي حدث برأيك داخل الحزب الاشتراكي ليجعله يتخذ تلك المواقف المخزية، وينسلخ من بحر نضاله، ويقف مع العدوان والاحتلال؟!
منذ قيام أحزاب اللقاء المشترك بين مجلس تنسيق أحزاب المعارضة -عدا حزب التجمع الوحدوي- وبين حزب الإصلاح، ضعفت تلك الأحزاب، ومنها الاشتراكي، وذلك لأن قواعد تلك الأحزاب صدمت من هذه الخطوة، وجمدت نشاطها الحزبي، في حين استمر حزب الإصلاح في التوسع، مستغلاً توزيع المعونات الغذائية منه ومن السعودية التي توزع أنواع الدعم والمعونات لأغراض سياسية وأمنية، ويقوم عليها حزب الإصلاح.. ولنسأل أنفسنا، لماذا أعضاء المكتب السياسي بعد مغادرة ياسين سعيد نعمان -للعمل كسفير!- لم يقبل جميعهم تولي هذا المنصب المشرف، وتم اختيار نائب سكرتير الدائرة التنظيمية أميناً عاماً للحزب؟! أليس هذا عجيباً؟! 
لقد كان هذا المنصب مشرفاً جداً، لماذا لا يقبله الكبار في قيادة الحزب ممن يحظون بعضوية المكتب السياسي لفترة طويلة، ولهم باع طويل في قيادة نضالات الحزب في جنوب وشمال الوطن قبل وبعد قيام الوحدة اليمنية، ألا يثير هذا سؤالاً كبيراً؟!

 الموقف الحالي للحزب، ما مدى اتساقه مع تاريخ الحزب النضالي والقضايا التي تأسس عليها؟!
أولاً لنوضح أمراً هاماً، هذا الموقف ليس موقفاً للحزب، ولم يخضع لقرارات الهيئات، ولم يستفت عليه أعضاء الحزب وكوادره، وهو موقف مجموعة من القيادات، رأت مصالحها هي، وليس الحزب. وبكل تأكيد، فإن هذا خارج تماماً عن تاريخ الحزب وقضاياه، وعن برامجه ووثائقه منذ التأسيس حتى الآن.

 بكل صراحة، هل تبقى اليوم حزباً اشتراكياً في ظل هذا الانهيار؟!
نعم، هناك حزب اشتراكي، لا يزال وسيظل، والحزب قبل كل شيء، فكرة وقضية وانحياز، ولا يعني أن الحزب يعيش إشكاليات معينة داخله -من الطبيعي أن توجد في كل تنظيم- أن الحزب قد انتهى، من الإجحاف هذا القول. لقد خاض الحزب معتركات عديدة صعبة وقاسية، وصقل صفوفه وبنيته في ظل أوضاع لم تكن تسمح له بأي نشاط، وجسد نضالاً وتجربة وتاريخاً لا يندثر.. والحزب مهما عاش أوضاعاً صعبة، فهو كالعنقاء المنبعثة من الرماد. سينهض الحزب بنفسه مجدداً، حزباً وطنياً جمهورياً وحدوياً.

 هل حقاً تخلص الحزب الاشتراكي من عقدة الأيديولوجيات كما جاء على لسان عبد الرحمن السقاف مؤخراً؟ وهل حدث لدى الحزب مراجعات نقدية للأيديولوجيا وللتجربة عموماً؟!
الحزب الاشتراكي اليمني له برنامج سياسي من وقت مبكر ولا زال، وتجري التعديلات التي يراها مؤتمره الحزبي ووفقاً للتطورات، ويبدو أن مفهوم الأيديولوجيا لا زال يختلط على الكثيرين، وقد استعمل تعبير الأيديولوجيا في وثائق الحزب، لكن إطار هذا التعبير يوسع من قبل البعض ويضيق من قبل البعض الآخر، وعلى القادة الحزبيين وأعضاء الحزب ومناصريه، أن يطالعوا برنامج الحزب، وسيجدون أن ما يتضمنه ليس فيه ما يخرجه عن العروبة والإسلام ومناصرة الضعفاء عرباً وأجانب بقدر ما يمكن، لكن نقد تعبير الأيديولوجيا يوحي بأن هناك الجديد حالياً، وهذا أمر ينم عن عدم دقة في مفهوم هذا المصطلح، ويوحي كأننا انتقلنا من مفاهيم كانت سائدة لدينا إلى مفاهيم جديدة، وهذا ضار في الحقيقة، ويوحي أننا كنا في الحزب الاشتراكي شيئاً آخر عما نحن عليه الآن، كلا، كلا، الحزب الاشتراكي حزب العمال والفلاحين والبرجوازية الصغيرة (أي رأس المال الصغير) والمثقفين من كل فئات الشعب والضباط والجنود. وعملياً كان الحزب الاشتراكي وعاءً لكل هؤلاء.
وإذا اختلفنا في مفهوم الأيديولوجيا، فلن تخرج عن كونها مفهوماً اقتصادياً اجتماعياً نضالياً، وتعبير النضالي يشمل العمل السياسي والكفاحي والنقابي.. كلا، الحزب الاشتراكي لا زال ذلك الإطار النضالي الذي يضم كل تلك الفئات الشعبية، ويهدف إلى بناء مؤسس على العدالة ورفض الاستغلال والظلم على فئات المجتمع المختلفة.

 لسنا هنا، بصدد إثبات أو نفي عروبة وإسلام الحزب. وفعلياً، وبعيداً عن حديث السقاف، فالبرنامج السياسي الأخير في 2005م، مثلاً، يُنظر في طياته عن (الرأسمالية) وحسناتها، وصار يطالب بالتكيف مع (العولمة) وبدء (الخصخصة)، والانضمام لمنظمة التجارة العالمية، وصار ينطلق في تحليلاته وقراءاته لمشاكل البلد الاقتصادية، من المنظور الليبرالي لا الاشتراكي، عاكساً مشاكل البلد كأسباب داخلية تنفي أن يكون للاستعمار أية صلة بذلك.. أليس هذا بحد ذاته تحولاً في (الأيديولوجيا)، في (مفاهيم الاشتراكية)، في (المنهج التحليلي العملي)، على الأقل في نظر القادة الذين كتبوا هذا البرنامج؟! ماذا يمكن تسمية ذلك؟!
إن صح التعبير، هذا نوع من الإقرار بحكم القطب الواحد، وسيطرته.. وبالطبع هذا ليس اشتراكياً. وفعلياً الحزب بعد الوحدة، وانهيار الاتحاد السوفييتي، أهم أصدقاء وحلفاء الحزب الاشتراكي، صار ليبرالياً، فالحزب أصبح بالمواجهة وحده أمام قطب واحد مسيطر، وأمام تراجع عالمي للمنظومة الاشتراكية. وبعد الحرب اضطر الحزب لاتخاذ تغييرات معينة نظراً للظروف المأساوية التي عاشها.

 هل تتبنى أنت هذا الطرح؟! وكيف تصف ذلك؟!
لا. والتطورات التي حدثت في 94م وبعدها خذلت المفاهيم، وخذلت اليسار، وخذلت الناس.. وأنا لست مع (لا) فقط أو (نعم) فقط، أنا مع ما يخدم الناس.

 يقال إنك صاحب الدعوى إلى فتح العلاقات مع الخليج والسعودية إبان (اليمن الديمقراطية).. ما صحة ذلك؟!
للجنوب علاقات مبكرة بالخليج بداية بالكويت، وكنت صاحب الدعوة إلى المشاركة في القمم العربية، والتي جزء منها السعودية التي لم يكن لنا أية علاقات معها، خاصة وأنها لم تقبل الاعتراف باليمن الديمقراطية، وقد شكلنا لجنة لإقامة العلاقات مع الجميع، وإرسال وفود لهذه المهمة، وكنت عضواً فيها، ويرأسها وزير الخارجية المرحوم المناضل محمد صالح مطيع، وتمت إقامة العلاقات مع الجميع، ما عدا دولة عمان الشقيقة، لأسباب تتعلق بوجود جبهة تحرير ظفار التي كانت ترفع السلاح لفترات مختلفة، إلى أن تم التوافق بينها وبين السلطة الحاكمة في عمان.
والحقيقة أننا كنا نسعى إلى بناء علاقات متكافئة بين اليمن الديمقراطية والمملكة السعودية، فإن قيام مثل هذه العلاقة التي تحترم سيادة شعبنا على أرضه، مرحب دائماً بها، لكن استغلال العلاقة في الهيمنة وتغذية الخلافات بين اليمنيين، ستظل مرفوضة من أي كان، ومن يخالف ذلك يكون قد ارتكب جريمة يعاقب عليها القانون، وهي جريمة نص عليها الدستور وقانون العقوبات اليمني.

 توليت عدة قضايا لملفات تتعلق بنشاط استخباراتي سعودي وأمريكي في السابق.. وها هي اليوم السعودية تبتلع الجنوب برمته، وتجاهد لابتلاع الشمال كذلك، بوصفها محرراً، والأدهى أن هناك من (الرفاق) يرون في ذلك إنجازاً ومسكباً وطنياً يتوجب الدفاع عنه! كيف تجد هذه التناقضات؟!
ببساطة، ذلك انقلاب في الوعي والمفاهيم، انقلاب في قراءة التاريخ والصراع، وهذه بكل تأكيد حالات شاذة.

 هناك تعبئة لإيجاد مزاج جنوبي مضاد ومناهض للتاريخ والهوية ولحركة التحرر الوطني، عوضاً عن أن يكون مناهضاً للسياسات الظالمة التي عانى منها، بحيث بات ينظر للحزب باعتباره شمالياً، ولفتاح باعتباره دحباشياً.. ما تعليقك؟!
تجدر الإشارة أولاً إلى أن الحزب الاشتراكي غطى كل اليمن الديموقراطية سابقاً، وأعضاؤه كانوا أكثرية في المحافظات الجنوبية، وكانت ولاسيما محافظة عدن فيها خليط من كل اليمن جنوباً وشمالاً، وبالتالي اعتبار الحزب الاشتراكي شمالياً قول ساذج وطرح محدود، ولا يمكن أن يكون جدياً، وسكان الجنوب عامة أرفع من أن ينسب لهم هذا.. وطرح مثل هذا هو من قبل مسيسين لم يستطيعوا كسب جماهير الجنوب، فجماهير شعبنا في الجنوب لن تنطلي عليها هذه التعبئة القبيحة، فقد تربت أجيالها على مفاهيم أوسع من القروية والمناطقية، لكن الذنب كل الذنب في هذه النتائج يقع على الظلم الذي مورس على سكان الجنوب بعد حرب 94م. وأنا أتحدث هنا بمعرفة دقيقة عن مثل هذا الضيم والظلم الذي حاق بأبناء الجنوب، فأنا كنت ولا زلت أتابع ما تتعرض له القيادات الجنوبية كـ(سالمين) من ظلم في مستحقاتهم وحقوقهم، حيث أقوم بمتابعتها بجهد شخصي، ولم أستطع رفع الظلم.
أما ما يتعلق بشخص عبد الفتاح إسماعيل، فقد تربى وعاش ودرس وعمل في عدن. ولمن لا يعرف، أشير إلى أن طفولة عبدالفتاح كانت في عدن، ودرس فيها، ثم تدرب في معهد فني يتبع مصافي عدن، ثم عمل فيها، في أول شبابه، مثله مثل أغلب سكان عدن، وليعرف من لا يعرف أن الدراسة في مدارس عدن الحكومية والدراسة في المعاهد الفنية فيها، لم تكن إلا لمن يعتبر مواطناً من مواطني المستعمرة، في حين كان يعامل أبناء محميات عدن معاملة الدرجة الثانية، وأنا ألجأ للحديث عن هذا الموضوع لأوضح للأجيال الجديدة طبيعة المعاملة البريطانية لهذه الانتماءات، حتى لا يكون التعامل البريطاني أخف وطأة من معاملة غيره، وهو الأمر الذي يحدث للأسف.
مع ذلك، فإن هذا التعامل الجديد إنما ينصب في خانة البحث عن مبرر لزرع روح التباعد بين مواطني الوطن اليمني، بل التباعد بين النسيج الاجتماعي الذي عاش بانسجام خلال فترة طويلة من الزمن قبل وبعد الاستقلال.
ومثل هذه الطروحات، وبرغم محدوديتها، إنما هي ردود فعل لما عانته جماهير شعبنا في الجنوب من إقصاء وظلم من 1994م، وأنا على ثقة أن مثل هذا الطرح الجديد المغالي محدود بعناصر فقدت مصالح لم تكن تستحقها، وهي لهذا تضع يدها الذليلة في يد الأجنبي بدلاً عن اليمني، لينعم بعيش أفضل، لكنه رخيص ومذل. وأن شعبنا في الجنوب قد ناضل وعاش في ظل روح من التكافل وروح من الانتماء لليمن الكبير، وهو من بنى صرح الوحدة قبل غيره، وسيحميها قبل غيره، ولن تخدعه أموال النفط القادمة من الخارج.

 إلى أي حد تعتقد أن المثالية في تطبيق الاشتراكية وانفتاحها الأممي في الجنوب أعاق تشبع أبنائه بالوعي الوطني؟
بدأت نشاطات وتحركات العمل الوطني اليمني وتنظيماته من الجنوب، وبالذات من عدن، وحددت المفاهيم الأشمل التي احتوت كل الوطن شماله وجنوبه، وكان ذلك من مناضلين يمنيين من الشمال والجنوب، ولم يكن يقال هذا السياسي جنوبي أو شمالي، وأن صاحب هذه القصيدة شمالي أم جنوبي، ولا كانت توصف هذه الصحيفة بأنها تتناول فقط مسائل شمالية أو جنوبية، ولا أن صاحبها شمالي أو جنوبي.
ولما جاءت دولة الثورة في الجنوب شملت المناهج الدراسية دروساً لا يمكن وصفها بالجنوبية ولا بالشمالية، وغطت المدارس من باب المندب وحتى صعدة والمهرة، ثم خرجت المظاهرات تطالب بالوحدة، وحملت شعارات تعزز مفاهيمها، وأغلبها إن لم تكن كلها وأجملها كانت من تأليف المناضلين الكبار في محافظة شبوة وشرق محافظة أبين ومحافظة لحج، وأول من استعمل الشعار المنتشر الآن وهو (بالروح بالدم نفديك يا يمن..) كان قد جاء من شبوة الأبية. ولمن يريد التأكد فليعد إلى تلك المناهج، وليعد إلى النشيد الوطني، وإلى الشعارات وغيرها.
ومفاهيم الاشتراكية تبدأ أولاً بحب الوطن والمواطنين، والإخلاص لهم، والتفاني والصدق في خدمتهم. وليست الأممية طمساً للوطنية.

 إذن، أنت تقول إن المشكلة ليست في تطبيق الاشتراكية، ولا المنهج الذي كان يدرس في الجنوب، لكن هذا الأمر، كان يقوم عليه الحزب الاشتراكي، والجنوب كانت قاعدته بشكل كامل، فلماذا إذن، توقفت عملية بناء الوعي الوطني، وترك المجال للآخر؟ ولماذا انفصل الحزب عن جماهيره، وانقطع عنهم؟!
الحزب تخلى، وضرب بعد حرب 94م، ولم يعد بمقدوره أن ينشط كما كان في السابق، وضربه والحرب عليه، تركت مكانه فارغاً لتوغل الوهابية والإخوان، الذين راحوا يستغلون معاناة الناس وفقرهم ومظالمهم، ووجدوها مفتاحاً هاماً لاختراق الوعي الوطني لدى أبناء الجنوب، وعملوا على ذلك باستخدام إمكانيات ضخمة وأجهزة وشبكات واسعة، أبرزها الناشطة عبر ما يسمى (الجمعيات الخيرية) التي مثلت المناطق الفقيرة لها حاضنة خصبة للتوسع فيها.

 لماذا لم يغادر الدكتور مصطفى مع جملة من غادروا الوطن بعد حرب صيف 94م؟!
لم أغادر حتى صنعاء خلال حرب 94م، رغم مغادرة القيادة، واستمررنا في تأدية مهامنا الحزبية في مقر اللجنة المركزية، وتواصلنا مع مختلف التنظيمات والأحزاب بشأن تلك الأوضاع الجارية، كممثلين عن الحزب، في ظل مغادرة القيادة من العاصمة، وبقينا للإشراف على العمل الحزبي ومتابعة أوضاع الرفاق.
كل ذلك لأنني كنت أحس بحاجة الرفاق في العاصمة إلى من يساندهم، في المجالات الحزبية وغير الحزبية، وبالذات متابعة الجهات المختصة بشأن معتقلي الحزب أو الموقوفين عن العمل بعد ذلك، وغيرها من الأمور. والصدق أقول، إنني وجدت استجابة في كثير من المسائل التي تابعتها من الجهات الرسمية المختلفة.

 ألم تخشَ على حياتك من التصفية مثلاً أو الاعتقال في تلك الظروف؟!
أبرز ما فعلت بهذا الصدد، هو إرسال أسرتي إلى القرية، وأمرت حراستي بالمغادرة إلى مناطقهم.
ولا ننكر كم أننا شعرنا بالخوف، وتوقعنا كل ما يخطر على البال من أذى؛ لكن المسؤولية أجبرتنا على البقاء واستبعاد التفكير الذاتي، وخلال الأيام الأولى للحرب قابلت الرئيس السابق علي عبد الله صالح شخصياً، وتحدثت معه كممثل للحزب في مسائل معينة أغلبها تتعلق بالمعتقلين من محافظات مختلفة بما فيها العاصمة، كما أنني قابلت الأخ غالب القمش، رئيس جهاز الأمن السياسي آنذاك، بخصوص القضايا ذاتها. وتم بالفعل التجاوب في كثير مما طرحناه.

 وكيف كانت مجريات اللقاء الذي تم بينك وبين صالح والقمش؟ هل أعوملت كعدو؟!
بكل صدق، كان اللقاء ودياً، واستمعوا لما قدمته، واستجابوا لكثير من القضايا التي طرحتها، ولم أعامل كعدو.
وطبعاً، تعرض منزلي للتفتيش من قبل مجموعة تابعة للأمن السياسي، قدمت إلى منزلي وطلبت تفتيشه، وذلك قبل لقاء القمش، وصادروا سلاحي الشخصي مع سلاح الحراسة قبل مغادرتهم.
كما أنني كنت أزاول عملي الحكومي، وأحضر إلى مكتبي في وزارة الشؤون القانونية بشكل طبيعي.

 متى كان آخر مؤتمر حزبي حضرته؟ وما هو آخر موقع قيادي شغلته في الحزب؟
حضرت كل مؤتمرات الحزب التي انعقدت بعد تخرجي من الجامعة عام 1986م، حتى آخر مؤتمر عام 2005م، هو المؤتمر العام الخامس، ولكني لم أحضر المجلس الحزبي الذي انعقد مؤخراً.
كنت عضو مكتب سياسي للحزب الاشتراكي اليمني، سكرتير أول منظمة الحزب في العاصمة بعد الوحدة. وفي المجلس الحزبي لم أحضر، ولكني انتخبت عضو لجنة مركزية ولا زلت.

 سؤالي الأخير، والذي هو تساؤل لدى كثيرين، لماذا توارى مصطفى عبد الخالق عن النشاط السياسي والحزبي لأكثـر من عقد؟! وإلى أي حد أسهم الأداء الحزبي المخيب للآمال، في تغييب الدكتور عن المشهد؟!
حين طرح في اجتماع للمكتب السياسي مسألة إلغاء عضوية الحزب في (مجلس تنسيق أحزاب المعارضة) -الذي كان مشكلاً من (الاشتراكي - الناصري - البعث - القوى الشعبية - الحق - التجمع الوحدوي)- والدخول في (المشترك) مع الإصلاح، وكنت معارضاً بشدة لهذا الأمر، وكررت معارضتي له مع الرفاق، واسترسلت طويلاً في إبداء أسباب ذلك، مبيناً كارثية هذا القرار، وفي نهاية النقاش والجدل، أخضع الأمر للتصويت، وفشل المقترح الذي قدمته كحل وسط، في الحصول على أغلبية، ومن حينها جمدت عضويتي في المكتب السياسي للحزب، وتوقفت عن النشاط.

 وماذا تضمن اقتراحك؟! ولماذا اعتبرت الانضمام للمشترك كارثياً؟!
كان مقترحي، بأنه لا بأس، فلننضم إلى المشترك، لكن فلنبق على مجلس التنسيق، فهنا نبقي على توازن معين لدى الحزب.. السبب أن هذه الخطوة، والتحالف مع الإصلاح، سيؤثر على مواقف الحزب وحرية حركته، وهذا ما حدث، وما كنت أتوجس خيفة منه.

بطاقة
مصطفى عبد الخالق عبد الغني حسن راشد
ولد في 13 نوفمبر 1945م، عزلة الأعبوس - محافظة تعز
متزوج وأب لخمسة أبناء، وابنته الكبرى (روزا) أول كابتن طيار مدني في الجزيرة العربية.
درس الابتدائية والثانوية في محافظة عدن، وحصل على شهادة البكالوريوس من كلية الحقوق - جامعة بغداد 68م، والماجستير من جامعة باريس في القانون العام 1981م، والدكتوراه في القانون الدستوري من جامعة السربون - فرنسا 1984م.
بدأ نشاطه السياسي بالتحاقه عام 62م في صفوف حركة القوميين العرب، ثم صار عضواً في الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل في 63م. وتنقل بين مناصب حزبية متعددة آخرها سكرتير أول لمنظمة الحزب في أمانة العاصمة عام 2000م، وعضو اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي وعضو مكتبه السياسي في المؤتمر العام الخامس 2005م.
تنقل بين عدة مهام اجتماعية ومهنية في الوطن والخارج، أهمها: سكرتيراً لرابطة طلاب اليمن وسكرتير تجمع الطلاب العرب في بغداد - العراق عام 66م. ورئيس اللجنة التحضيرية (عضو مؤسس) لاتحاد الحقوقيين الديمقراطيين اليمنيين في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، عام 71م، وعضو نقابة المحامين اليمنيين عام 99م. ورئيس لجنة الصداقة اليمنية السوفيتية 71م-74م. 
عين عام 68م في سلك القضاء كقاضٍ ابتدائي - عدن، والسكرتير التنفيذي لبلدية عدن 71م. كما اختير وزيراً للعدل والأوقاف عام 71م، ثم سفيراً لدى الاتحاد السوفييتي عام 74م، بجانب كونه سفيراً غير مقيم لدى عدد من البلدان الاشتراكية.
وفي 84م عين مستشاراً لهيئة رئاسة الدولة (اليمن الديمقراطي) ورئيس المحكمة العليا للجمهورية في 87م، ورئيس لجنة الإدارة والمرافق العامة (إحدى لجان الوحدة) حتى عام 90م. 
وفي دولة الوحدة، اختير نائباً لوزير الشؤون القانونية وشؤون مجلس النواب، إضافة لرئاسة لجنة المركزية لطعون الضرائب.
مُنح وسام الاستقلال (30 نوفمبر)، ووسام جورجي ديمتروف - بلغاريا الشعبية من الرئيس تيودور جيكوف، وميدالية القضاء من جمهورية اليمن الديمقراطية.