الفنان فؤاد الكهالي ممثل يمني مشهور له خصوصيته بأسلوبه الرشيق الذي يجمع بين روح الفيلسوف ووجدان الشاعر وذهن المصلح وشفافية الحالم الأبدي. هذه الخصوصية تجعلك تعرف أنه أحد الأسماء التي ما زالت تحلق في سماء الدراما اليمنية..
إنه فنان تستولي عليه الرقة والعذوبة والشفافية، وبسرعة يخترق المشاعر ويتسلل من بين الوجدان.
فؤاد الكهالي من الأعمدة الأساسية المتميزة في الكثير من الأعمال الدرامية، واحد ممن تركوا بصمة مميزة في هذا الصرح الدرامي اليمني.. وقد كان حوارنا معه أكثر عمقاً وصدقاً وبساطة.
  من هو فؤاد الكهالي الإنسان؟
فؤاد الكهالي إنسان طبيعي جداً ومتعايش في مجتمعه وبين أسرته، لا يتميز بأي اعتبارات إدارية معينة، فؤاد الكهالي شخصية اجتماعية يتعامل مع الكل بكل بساطة وبكل تلقائية.

 أين الفنان فؤاد الكهالي من التلفزيون اليمني؟
بطبيعة الحال نحن متواجدون كلما تواجدت المساحة الدرامية في الخارطة البرامجية في التلفزيون اليمني، وبالذات في الجانب الرسمي، لأن التلفزيون الرسمي يعتمد دوماً على الأعمال المناسباتية، وقد تكون أغلبيتها في رمضان. أضف إلى ذلك أن التلفزيون في القطاع الخاص يعتمد على الدراما في الموسم الرمضاني، باعتباره موسماً لمشاهدة الأعمال الدرامية المحلية، فتعود على هذا الموسم. وأيضاً القنوات الخاصة معتمدة في هذا الجانب على الجانب الإعلاني والدعائي للقطاع الخاص من إنتاج المواد الاستهلاكية لترويج الإعلانات والاستفادة من الجانب الدرامي من خلال الإعلانات التي تقدم في المساحات الإعلامية لهذه الأعمال الدرامية في الشهر الكريم.

 كيف تقيِّم واقع الدراما اليمنية في ظل هذا العدوان؟
العدوان أثر على كل مناحي الحياة سواءً كانت الاقتصادية والسياسية والثقافية والاجتماعية، العدوان دمر البنية التحتية للمجتمع اليمني بشكل عام، والدراما والمشهد الثقافي جزء لا يتجزأ من هذا التكوين في المجتمع اليمني. وبطبيعة الحال انعكس على دور الدراما اليمنية، خاصة ونحن في بلد شبه فقير، خارجون من أزمات اقتصادية وصراعات سياسية، العدوان أثر في هذا الجانب بشكل مباشر وكبير.

 لك أدوار كثيرة في العديد من المسلسلات، لكن لماذا يرافقك مجموعة من الممثلين دون غيرهم؟
لا أعتقد ذلك، ربما تكون مجموعة معينة، وتضاف لها مجموعة أخرى يمكن نخبة أو مجموعة من الممثلين يكونون مطلوبين لبعض الأعمال التي يختارها المخرج، لأنها تتطابق مع الشخصيات التي سيقومون بتنفيذ أدوارها.

 ماذا أضاف لك الفن؟
الفن أضاف لي مأساة في حياتي، الفن لم يضف شيئاً في حياتي المعيشية وفي حياتي المادية، لكن الفن أضاف لي حب المجتمع، فالمجتمع اليمني يقدر دور الفنان وعمله في هذا الجانب، ودائماً يتحدث عن دور الفنان وأهمية ما يقدمه على مستوى الشاشة، وما ينعكس عليه إيجاباً في حياة الناس من نقل قضايا ومشاكل وهموم مجتمعه.

 هل سنرى للفنان فؤاد الكهالي أعمالاً درامية ضد هذا العدوان؟
نعم نحن نقدم أعمالاً درامية، لكن على مستوى إذاعي، فهناك تمثيليات على مدى الأسبوع تحت عنوان (جارة السوء)، تناقش وضع العدوان، وعن الجرائم التي ترتكب في إطار تمثيلية درامية تبث من إذاعة صنعاء (البرنامج العام) وبعض الإذاعات المحلية، إضافة إلى أننا ننشط في الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان، ننشط كذلك على مستوى التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية، والفنان هو من أكثر الناس تأثراً من هذا العدوان، وهو يواجه العدوان من خلال أدواره الثقافية والإبداعية سواء كانت من الناحية الدرامية أو الشعرية أو غنائية ولوحات تشكيلية... كل هذه الجوانب تنعكس من خلال ما يقدمه الفنان في هذه الوسائل.

 هل لك مشاركات خارجية؟
طبعاً بالنسبة لمستوى المشاركات مثلنا اليمن في أعمال المهرجانات الدولية التي تقام في المسرح التجريبي الذي بدأ في مصر عام 1988م، كانت لليمن مشاركة فيه، وكنت مشاركاً في معظم الأعمال الدرامية، وكانت لي سبع أو ثمان مشاركات إلى أن بدأ الربيع العربي في 2011م، توقفت هذه المشاركات باعتبار أن الوطن العربي تأثرت أوضاعه بشكل عام، وتوقفت المهرجانات. أيضاً لنا مشاركات في المهرجان العربي الأردني، والدورة العربية الرابعة، وأيضاً لنا مشاركات في فعاليات أسابيع ثقافية في عُمان وفي بعض الدول العربية.

 ما هو المسلسل الدرامي الذي طرح قضايا جريئة.. من وجهة نظرك؟
من وجهة نظري عندما نقدم أعمالاً درامية ونلاقي ردود فعل المجتمع عندما نلتقي بالناس، يقولون لنا هذا المسلسل كان كذا، ويتركون ملاحظاتهم، يمكن مسلسل (قبل الفوات) أو يمكن مسلسل (أشواق وأشواك) أو مسلسل (مننا فينا)، وكثير من الأعمال الدرامية التي لامست هموم المجتمع، وكان لها أثر جميل لمسناه من خلال انطباعات الناس حول هذه الأعمال.

 ما هو الشيء الذي تمنيته ولم يتحقق؟
في البلد أشياء كثيرة لم تتحقق، وأتمنى أن يتحقق وضع ثقافي كامل للبلد، وأن يتحقق الحب والخير والسلام في المجتمع، وأن نعيش أحراراً، وأن نعيش في كرامة حقيقية، وأن يلاقي الفنان وضعه الطبيعي وما يستحق، وليس الفنان وحده، كل المجتمع اليمني، نتمنى أن نعيش في حياة بما يجب أن تكون عليه الحياة الطبيعية.

  هل تقرأ صحيفة (لا)؟
صحيفة (لا) بدأت أقرأها من فترة قريبة، وإن شاء الله تحظى باهتمام الناس، واهتمام المجتمع، وأن تكون صوتاً لما يعانيه المجتمع.

 كلمة أخيرة لجمهورك..
أتمنى أن تظل مساندة الجمهور للفنان اليمني بشكل عام، وأنا أقدر وأحيي وأحترم جمهورنا اليمني الذي ما تركنا في أحلك الظروف، ودائماً يتابعنا حتى في ظل العدوان يتحدث عنا: نحن متفائلون بكم، وبما تقدمون من أعمال درامية نعتز بها ونفتخر بها، رغم الإنتاج الغزير للأعمال العربية، إلا أن العمل الدرامي اليمني نكن له كل التقدير والاحترام، ونحن نشجع ونقدر ونهتم بكوادرنا. فلهم منا كل الحب والتقدير، فهم سندنا، ونعتبر أن أعمالنا التي نقدمها هم بالنسبة لنا السند الرئيسي الذي من خلالها نناضل في هذا المجال.

سيرة ذاتية:

ـ فؤاد الكهالي
ـ ممثل له العديد من الأدوار في الدراما والمسرح والإذاعة في اليمن.
ـ شغل منصب الأمين العام لنقابة المهن التمثيلية.
ـ بدأ حياته الفنية عام 1984م بانضمامه لفرقة المسرح الوطني صنعاء.
ـ من أهم أعماله: (مسلسل المهر، عندما تبتسم الأحزان، الحب والنار، أشواق وأشواك، قبل الفوات، فضيلة، مسرحية الحلم المعاصر، مسرحية سر شهرزاد، مسرحية المنافق، مسرحية الملك والثأر).