الإعلامي أحمد الذهباني :
رفضت العمل لإعلام (الرياض) فأوقف (إعلام صنعاء) راتبي

  أين المذيع أحمد الذهباني اليوم من التلفزيون اليمني؟
من كل قلبي أتقدم بخالص الشكر لصحيفة (لا). وكلمة (لا) وإن كانت مستفزة، ولكن تخفي وراءها مدلولات كثيرة، قد تعني لا للظلم، لا للقهر، لا للاستبداد، لا للعدوان، لا للسرقات، لا للمتسلقين، لا للنصابين في أية مرحلة من المراحل. وأشكركم على إجراء هذا اللقاء.
بدأت في الإذاعة عام 1965م، ثم انتقلت في سبتمبر 1975م إلى التلفزيون، ومنذ سبتمبر 75 إلى الآن ما زلت في التلفزيون، رغم أنني قد أُحلت إلى التقاعد عام 2002م، ولكن ما زلت أشعر بحنين جارف إلى التلفزيون خاصة، والإعلام عموماً، وأساهم بقدر ما أستطيع.
 كيف تقيِّم واقع الإعلام اليمني في ظل هذا العدوان السعودي؟
في الواقع الهجمة الإعلامية الشرسة التي تواجهها اليمن لا يمكن لأحد أن ينكرها. الوسائل الإعلامية الضخمة والآلة الإعلامية العملاقة والمبالغ الطائلة التي تصرف على الإعلام، هذه كانت من ضمن الجبهات التي أعدوها للحرب، بحيث إنها تمشي مواكبة للعدوان العسكري، ولكن ما زال لدينا من الإعلاميين من استطاعوا أن يقفوا سداً منيعاً أمام الآلة الإعلامية الضخمة، ويفضحوا أكاذيبها، ويفضحوا افتراءاتها ليلاً ونهاراً. وهذا أيضاً يجاري الانتصارات الكبيرة التي يحققها الجيش واللجان الشعبية في كافة الجبهات، فالإعلام اليمني استطاع أن يبرز، واستطاع أن يثبت كذب وزيف وسائل الإعلام لدول التحالف جميعها، وما أكثرها، ولكن تظل كلمة الحق وكلمة الصدق الأكثر قرباً إلى قلب المواطن وعقله، خاصة عندما تكون مدعمة بالصورة التي لا تحتمل أي تكذيب، ولا تحتمل أي تأويل.
 أنت مذيع مشهور ومثقف ولك إسهامات كثيرة في مجال الإعلام.. بعد هذه الرحلة الطويلة ما خلاصة ما توصلت إليه؟
ما توصلت إليه أنه بقدر ما تكون صادقاً مع الله ومع الوطن ومع نفسك، بقدر ما تنال احترام وتقدير الجمهور، أياً كان، باختلاف انتماءاتهم، وعلى اختلاف أعمارهم، فكلما كنت صادقاً في كل ما تقدمه سواء في الإذاعة أو في التلفزيون أو حتى في المهرجانات، تفرض على الآخرين احترامك، والحمد لله أنني منذ بداياتي في الإذاعة كنت أقدم برنامج (جولة الميكرفون)، وكان صادقاً إلى أبعد الحدود، ثم انتقلت إلى التلفزيون، وشاركت في نشرات الأخبار والتغطية الحية في المهرجانات والاحتفالات، وكان لدي برنامج (مجلة التلفزيون) بدأته في 76 واستمر إلى عام 2003م، وكان من ضمنه فقرة أكثر قرباً إلى عقل الجمهور وتعبر عما يعانيه وتعبر عن خلجات قلبه، وهي فقرة بعنوان (دبابيس)، وفقرة (انتبه الكاميرا تراقبك)، وهي فقرات ناقدة. كانت لدي فقرات بعنوان (المواطن يسأل والمسؤول يجيب) إذا كانت هناك أسئلة جادة نأخذ أي اسم ونصيغ السؤال للمسؤول، وكأن الأسئلة آتية من المواطنين، ونطرحها على المسؤولين.
 ماذا يعني لك برنامج (صورة)؟
برنامج (صورة) نقلة في العمل الإعلامي في وقت كان يعزُّ فيه كلمة الصدق وكلمة النقد وكلمة تسليط الأضواء على بعض السلبيات والإيجابيات في تلك الفترة، فرغم أنه كان هناك لجان للرقابة في الإعلام ولجان رقابة في التلفزيون على كل ما كان يبث، إلا أنني نتيجة لاقتران عملي بجمع ما لدي من الوثائق الخاصة بكل حلقة، بقدر ما أترجم هذه الوثائق الرسمية إلى صور، فهذه الصور وهذه الوثائق الرسمية لا تحتمل التكذيب ولا تحتمل التأويل، وبالتالي كنت أجد من وزراء الإعلام السابقين كل التشجيع، وخاصة الأستاذ يحيى العرشي رعاه الله، وبصورة دائمة من الأستاذ علي أحمد إسحاق عندما كان مديراً عاماً للتلفزيون، كان لا يستعرض برنامج (صورة) لا نصاً ولا صورة، لأنه وضع كل ثقته فيَّ، وهذا كبلني بمسؤولية كبيرة أنني أراقب نفسي بنفسي. أيضاً الأستاذ أحمد طاهر الشيعاني كان مديراً عاماً للبرامج، وكان مديراً للتلفزيون، ونهج نفس النهج. التفاعل من قبل الجماهير كان تفاعلاً كبيراً، كان هناك الكثير من الشكاوى تصل إلى مدير التلفزيون وإلى وزير الإعلام وإلى الوكيل وإلى الأستاذ علي الجمرة شفاه الله، حول ضرورة تأديب أحمد الذهباني، وضرورة الكف من حدة الخطاب ببرنامج (صورة)، ولكنهم كانوا يقابلون هذا بمنتهى المصداقية أن الصورة لا تكذب، والوثائق التي يقدمها لا تكذب، حتى إنني تعرضت لكثير من الشكاوى لدى الرئيس علي عبدالله صالح نفسه، ففي كثير من المواقف كنت أفاجأ بطلب من رئاسة الجمهورية أن يتم نسخ الحلقة وننزلها إلى مكتب رئاسة الجمهورية، لأن هناك من الإخوة الوزراء والمسؤولين من يشتكي من البرنامج، فكنت أتوجس خيفة وأنتظر بفارغ الصبر وخوف ردة الفعل من رئيس الجمهورية ماذا سيقول لي، أو ما هو الإجراء الذي سوف يتخذه ضدي. ومرة قال الرئيس إذا كان أحمد الذهباني يجيب لكم الوثائق حقكم، وثائقكم من وزاراتكم، من مكاتبكم، من مؤسساتكم، ويترجمها إلى صور، اعتبروا أحمد الذهباني كذاباً، لكن النصوص والوثائق التي بيده لا تُكذب، وأيضاً الصورة لا تحتمل أي تكذيب. اخصموا من مرتبات المسؤولين عندكم المقصرين في أعمالهم، واعطوها لأحمد الذهباني.. ومرة حصلت شكوى كبيرة من أحد الوزراء ففوجئت أنهم طلبوا الشريط واستعرضوه، فكنت متوجساً خيفة، فذهبت إلى مكتب علي الآنسي بعد شهر فوجدت الأخ عبدالغني الحارثي مدير مكتب علي الآنسي، كنت منتظراً منه إيقاف برنامج (صورة) وإيقافي عن العمل، ولكنني فوجئت بأمر وشهادة من الرئيس علي عبدالله صالح بمنح الأخ أحمد الذهباني مكافأة على برنامج (صورة) قدرها مائتي ألف ريال. ويعلم الله أنني عرضت الأمر على الأستاذ علي إسحاق مدير عام التلفزيون، فكان يقول لي يلعن أبو المائتي الألف، يكفيك شهادة الرئيس علي عبدالله صالح. وقد بدأ البرنامج عام 83 واستمر إلى 2003م، واستطاع أن يحتل مكانة جيدة في قلوب الناس، وكان الكثير من المشاهدين يترقبونه، وكانوا يقيمونه على أنه برنامج من الناس وإلى الناس، ويعبر عما يجيش في عقولهم وصدورهم، ويعالج الكثير من الأخطاء والكثير من السلبيات، وحظي بتقدير واحترام كبيرين.
 كنت مديراً للمركز الإعلامي اليمني بجدة، لكنك عدت إلى اليمن قبل العدوان، بينما ذهب الكثير من الإعلاميين اليمنيين إلى السعودية للوقوف مع العدوان السعودي.. كيف تفسر ذلك؟
في عام 2007م تم اختياري بحكم أنني متقاعد للعمل مديراً للمركز الإعلامي اليمني بجدة، ولكن بمرتب موظف محلي، وليس كمرتب دبلوماسي، ومع ذلك قبلت. وخلال سبع سنوات استطعت أن أوجد المركز الإعلامي، وأوجد نشاطاته، ليس على مستوى جدة، ولكن في جدة والرياض والمدينة المنورة ومكة وعسير. سافرت إلى معظم محافظات السعودية، أقمنا الكثير من المهرجانات والكثير من الاحتفالات والندوات، استقبلنا الكثير من الوفود سواء كانت اقتصادية أو دينية أو سياسية، وكنت خلالها أعمل كمدير للمركز، وأعمل مصوراً فوتوغرافياً ومصور فيديو، وكنت أعمل مذيعاً ومحرراً للتقارير أوافي التلفزيونات والإذاعات، وأوافي الصحف بكل جديد في المجال الإعلامي. كنت كل يوم أصدر مجلة حائطية لكل ما ينشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن اليمن، وأيضاً ما يصدر من السعودية. وفي عام 2014م، ورغم أنني موظف محلي وبمرتب محلي، إلا أن الأخ الزميل أحمد ناصر الحماطي أصر منذ بداية 2013م على إعادتي، ليس لقصور في عملي، وليس لأن هناك شكوى، ولكن كان يريد أن يحل أحد زبانيته محلي، وبدأ بتعيينه مسؤولاً مالياً، ثم بعد شهرين عينه نائباً لي، ثم ما لبث أن أرسل رسائل بعودتي رغم أنني أحمل رسائل من الوزير السابق علي العمراني باستمراري في العمل كمدير عام للمركز الإعلامي اليمني بجدة، إلا أنه رفضها، ثم قام بإيقاف مرتباتي من شهر أغسطس 2013م إلى شهر أغسطس 2014م. ورغم إيقاف المرتب، إلا أنني استمررت بعملي بنفس الزخم وبنفس النشاط والحماس، وكنت أقوم بتمويل الأنشطة من جيبي الخاص ومن إيجار بيتي الذي أجرته في شارع بغداد بألف وثلاثمائة دولار. وحين عدت خلال الفترة البسيطة قمت بترميم البيت، وبدأ العدوان، وتم إيقاف قناة اليمن وقناة اليمن اليوم وقناة المسيرة ثم حجبها من مدار نايلسات، فتم الاتصال بي من السفارة في الرياض، حيث كانت تعقد جلسات برئاسة خالد بحاح والكثير ممن ذهبوا إلى هناك، على أساس أنه هل لديك جواز السفر، فقلت لهم نعم، هل الإقامة لا زالت سارية المفعول، قلت لهم نعم، قالوا هناك أوامر وتوجيهات بأن تأخذ تذكرة إلى عمان ومن عمان إلى الرياض، فاستغربت لهذا الطلب، وقلت من الذي يدعوني، قال هناك اجتماعات متتالية وهم يبحثون عن الإعلاميين، تم الإجماع على أنك أفضل من يمكن استقطابه للعمل في الرياض. فقلت له أنا أعتذر، فقال لي لماذا، فقلت له من غير المنطقي أن أشاهد بيتي مهدماً وبيوت الجيران ومدارسنا ومعاهدنا وكلياتنا ومساجدنا وجامعاتنا وجسورنا وكبارينا، وثقافة البلد تدمر، وأنا آتي بعد خمسين سنة من العمل كي أصرخ وبأعلى صوتي اضرب اضرب يا سلمان. لا يمكن أن أصل إلى هذا المستوى، ولدي ثروة كبيرة جداً لا تقدر بثمن، وهي حب الناس لي. هل يمكن أن أضحي بهذا الحب وبهذا التقدير بحفنة من المال المدنس من المال الوسخ؟ لا يمكن، ولا زلت رافضاً، بل إنني اتصلت بالزميل عبدالرحمن العابد وهو رئيس قطاع التلفزيون، فقلت له أنا موجود في صنعاء، فقال نحن نريدك أن تعمل لنا برنامجاً، فبدأت من أول أسبوع بعمل برنامج (خفايا العدوان)، وكانت أولى الحلقات رداً على خطبة الجمعة لعبدالرحمن السديس، وبعدها حلقة خاصة عن عبدالعزيز آل الشيخ مفتي المملكة، لأنه عمل مقابلة وكان فيها تجنٍّ كبير على اليمن واليمنيين، والحمد لله أنني رددت عليه لا بالتطاول وليس بالكلام الجارح، ولكن بما ورد في القرآن الكريم وفي الأحاديث النبوية. واستمررت في هذا البرنامج، ثم ما لبثنا أن غيرنا تسمية البرنامج إلى (يوميات العدوان)، وما زلت مستمراً إلى اليوم، ومجاناً ليس بيني وبين القناة أي عقد، وليس بيني وبينهم أي شروط مالية مطلقاً. نحن لا يمكن أن يقل دورنا وعطاؤنا عن الجندي الذي يبذل دمه وروحه رخيصة من أجل هذا الوطن الغالي.
 في ظل القصف والحصار الذي يشنه العدوان السعودي وحلفاؤه، برأيك من سيحاسب العدوان السعودي على جرائمه؟
التاريخ لا يرحم.. من تجنوا على العراق، الآن هم ملاحقون في المحاكم، من تجنوا على شعب فيتنام البطل، ما زالوا يلاحقون في المحاكم، أيضاً من تجنوا على أوروبا خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية في ألمانيا، بعضهم قد توفي وهو داخل السجن، وبعضهم ما زال يقبع في السجن، وما زالت القضايا تلاحقهم، فبالتالي التاريخ لا يرحم أبداً، لن يرحم دول التحالف وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، ثم دول التحالف العربي، وللأسف الشديد السعودية ومن معها، والأيام ستكشف لنا الكثير من الحقائق حول عدوانهم ومبررات ذلك العدوان التي نعتبرها غير موجودة، وبالتالي التاريخ سيسجل من الذي أجرم في حق اليمن واليمنيين، ولا بد أن يدفعوا الثمن عاجلاً أم آجلاً، والشعب اليمني كفيل بأن يسترد حقه.
 لا نلمح أثراً للتكلف في البرامج التي قدمتها عبر الشاشة، بمعنى أنك تقدم البرامج ببداهة كاملة في تعاطيك مع مضمون البرنامج. برأيك هل يتألق المذيع أكثر في تلك المساحة؟
يجب أن تأخذ بعين الاعتبار الجمهور المتلقي، الجمهور الذي تخاطبه، من النساء، من الرجال، من الأطفال، من أبناء المدن، من أبناء القرى، المثقف ونصف المثقف وغير المثقف، فوجدت أن أقرب الطرق إلى قلب المشاهد وإلى سمعه وإلى بصره، هي اللغة غير المتكلفة والمدعمة بالوثائق، فكلما كنت تستعمل لغة راقية لا تكون عامية تنتهي عندها بعض التعابير، ولا تكون باللغة العربية الفصحى التي تبعد الأغلبية الساحقة من الناس، فأستخدم اللغة الأكثر بساطة قد أدعمها بالأمثلة الشعبية، وأستعين بالحكم اليمنية المأثورة، أستعين ببعض الأبيات الشعرية بهدف أن أصل بما في فكري وما أريد أن أوصله ببرنامجي، إلى قلب كل مشاهد. والحمد لله أنني وجدت الكثير والكثير من المشاهدين يستمعون ويفهمون ويعون ما أخاطبهم به، وبالتالي يظهر من خلال تفاعلهم مع هذا البرنامج سواء كان في الإذاعة أو في التلفزيون، فكلما كنت أكثر تواضعاً مع الجمهور، كنت أكثر تقبلاً منهم، وبالتالي تجني الفائدة المرجوة.
 ما هو الشيء الذي تمناه أحمد الذهباني ولم يتحقق؟
تمنيت بعد هذا العمر الطويل أن أكرم من وزارة الإعلام، وعندما كنت مديراً للمركز الإعلامي اليمني بجدة، كرمت من كافة أبناء الجالية اليمنية في معظم المناطق السعودية، وكرمت من القنصل السابق محمد القطيش والقنصل الحالي الأستاذ علي القباطي، بقدر ما كرمت من مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية الذي يرأسه أنور ماجد عشقي، بقدر ما كرمت من اثنينية الشيخ عبدالمقصود خوجة، بقدر ما كرمت من النادي الأدبي في الرياض والنادي الأدبي في جدة والنادي الأدبي في الطائف، بقدر ما كرمت هنا من وزارة الثقافة، كرمت من جمعية المنشدين اليمنيين أخيراً، بقدر ما حز في نفسي أنني لم أكرم لا أنا ولا زملاء كثر لي على هذا المشوار الطويل، بل أقول إنه وصل التكريم، ولكن بطريقة أخرى، وبطريقة فجة وبطريقة عقيمة وشخصية من الأخ أحمد ناصر الحماطي سامحه الله، وتم تكريمي بتوقيف راتبي، وأنا منذ أربعة عشر شهراً بدون مرتب، أحضرت له مذكرتين من القائم بأعمال رئيس الوزراء الأخ طلال عقلان، ورفضهما، اتصل به الأخ محمود الجنيد مدير مكتب رئاسة الجمهورية، ولم يستجب، واتصل به الأخ نائف القانص نائب رئيس اللجنة الثورية العليا، ولم يتجاوب، اتصلت به الأخت عليا فيصل الشعبي، اتصل به...
  لماذا يرفض كل هذه الأوامر؟
كل هذا بمبرر حقد شخصي، حتى إنني فوجئت أنه يتهمني باتهامات أستطيع أن أقول إنها تاج على رأسي، اتهمني بأحد لقاءاتي به أنني ممن ساهموا عام 94م، في التغطية الأخبارية والإعلامية، فقلت له لي الشرف أنني ساهمت لأنني ساهمت بكامرتي الخاصة، ودون أن ألجأ إلى السرقة ولا النهب، ولم أبسط على الأراضي، ولم أسرق سيارات، ليس معي من علي عبدالله صالح ولا من أي مسؤول أي شيء، وهناك شهادة أعتز بها وزعت لمعظم المشاركين، شهادة تقدير من الزعيم علي عبدالله صالح الذي كان رئيساً للجمهورية، وأنا أفتخر بها. وفوجئت أيضاً بأنه يتهمني بأنني خرجت من السعودية مطروداً، فقلت له هذا لا يشرفك أنت كوكيل لوزارة الإعلام ولا يشرف الجمهورية اليمنية أن يطرد موظف من القنصلية العامة في جدة طرداً، لكنني ما خرجت في 28/8/2014م إلا بعد أن كرمني القنصل العام في جدة وفي فندق هيلتون.
  هل تقرأ صحيفة (لا)؟
طبعاً، وحريص على أن أقرأها حتى أستمد منها بعض المواضيع التي قد أطرحها، أستمد منها بعض المعلومات التي قد تعينني على ما لدي من المعلومات، لأنني عندما أقدم برنامج (يوميات العدوان) هناك أكثر من رؤية وأكثر من فكرة، وقد تتضارب الأفكار ما بين الصح وما بين الخطأ، وما بين التحامل وما بين الكلمات المغرضة، فأستعين بها وببعض الصحف الأخرى حتى أكوِّن صورة كاملة هي أقرب إلى الصدق في ما أقوم بطرحه عبر برنامج (يوميات العدوان).
  كلمة أخيرة من الإعلامي أحمد الذهباني لجمهوره ومحبيه عبر صحيفة (لا)؟
أتمنى من كل مستمع إليَّ وكل قارئ لهذه الصحيفة أن يقلب في صفحاتها، ليس على سبيل التسلية، ولكن عليه أن يقرأها بتمعن، وأن يقرأها بفكر حتى يستطيع أن يستشف من بين سطورها ما يكتبه الكاتبون بها، وسيجد أن هناك فوائد جمة وفوائد كثيرة.
أما ما أتمناه فإنني وبقية المواطنين اليمنيين الذين يذهبون في كل يوم خمس مرات إلى المساجد، منهم من يعبدون الله في بيوتهم وفي حقولهم وفي شوارعهم وفي كل مكان، أن يرفعوا أكف الضراعة إلى الله أن يفرج الكرب على اليمن، وأن ينصر اليمن، وأن نعترف جميعاً بمزيد من الإجلال والتقدير لرجال الجيش واللجان الشعبية، فهم الذين يسطرون أنصع البطولات، ويسطرون أنصع صور الصمود في وجه هذا الاعتداء الغاشم، هذا الاعتداء الصلف، وأن يقفوا صفاً واحداً وصوتاً واحداً أمام هذا السكوت المريب لكل دول العالم، أمام هذا السكوت المريب للشقيق والصديق الذين يتفرجون على اليمن وهو يقصف ليلاً ونهاراً ولأكثر من 320 يوماً وهو يقف ولم تتحرك ضمائرهم وإراداتهم، ولكن النصر حليفنا، ومن يصنع النصر يصنعه كل أب لديه شهيد وكل أم لديها شهيد وكل زوجة لديها شهيد وكل أخت لديها شهيد أو جريح، وأيضاً يصنع كافة أبناء الشعب اليمني كل في موقعه. وعلينا أن ننتبه إلى الطابور الخامس الذي يعيش بيننا، والذي وللأسف الشديد يقتات من دمائنا ومن لحومنا، ويصفق لكل قصف جوي لكل مقدرات هذا الوطن، فيجب أن نكتشفه ونقوم بالإبلاغ عنه.