بقاموسنا الدعشنة هي زوال دول كبيرة بالدواعش والإخوان، ولمصلحة ظهور دويلات صغيرة ميكروسكوبية وبدون الدواعش والإخوان، وبحضور لصوص الأوطان الحرامية، هذا أولاً، وثانياً فإن الربيع العربي حالياً يمر بطور الدعشنة، وثالثة الأثافي -حجر الموقد الثالث- عندما يلتقي الربيع العربي مع الربيع الأفريقي في نقطة ما معلومة مكانياً مجهولة الزمان حدها الأعلى 2024م، ليشكلا الربيع الصهيوني بامتياز وبعنوانين اثنين:
الأول قيام مملكة يهودا والسامرة من النيل للفرات مع حق استثمار حقل نفط مأرب والجوف الواعد، والثاني قيام مملكة أكسوم اليهودية في الحبشة مع حق استثمار حقل نفط إقليم أوجادين المتنازع عليه بين إثيوبيا والصومال، وللتكامل الاقتصادي بين مملكتي اليهود سيتم ربط حقلي النفط الواعدين بجسر بحري فوق منطقة باب المندب وبطول 30-40 كم، ويمتد من مدينة النور في جيبوتي إلى مدينة النور في مديرية الجند بمحافظة تعز اليمنية (حسب تصريحات الجنرال السعودي المتقاعد أنور عشقي)، وبذلك تتحقق مقولة بني صهيون بأنهم شعب الله المختار، ومن جهة أخرى إنقاذ الاقتصاد الرأسمالي الغربي من الانهيار، وخاصة الاقتصاد الأمريكي.
إذن، الربيع عربي ثم إخواني وداعشي، ثم التقسيم وظهور هيكل سليمان عليه السلام، ليدشن مرحلة قيام مملكة يهودا والسامرة، وبـ 60 حرامياً من لصوص الأوطان، والربيع الأفريقي دعشنة وتقسيم وسيطرة على الساحل الشرقي أولاً ثم الساحل الغربي لليمن، وبظهور تابوت العهد بين بني إسرائيل في الحبشة سيمهد لقيام مملكة أكسوم اليهودية في الحبشة تقود دويلات صغيرة متناحرة على الساحل الشرقي الأفريقي للبحر الأحمر.
وبنظرة سريعة لجيوسياسية دول الساحل الشرقي والممتد من الشمال وبـ 6 دول، مصر والسودان وجنوب السودان وإريتريا وجيبوتي والصومال، ويحدها من الغرب إثيوبيا المعقل التاريخي لمملكة يهود الأكسوم، والتي يوجد بها تابوت عهد بني إسرائيل، فمصر غير مستقرة، وسيناء خارج السيطرة ومهددة من دواعش ليبيا وسيناء ومن الداخل الإخوان، وها هي إثيوبيا تحاول خنق وتعطيش مصر بمنع تدفق مياه نهر النيل إليها بحجة سد النهضة الإثيوبي الجديد، مما قد يؤدي إلى خلق اضطراب اجتماعي وسياسي في مصر، ولتدخل مصر خطر التقسيم، أما السودان فقد تمت دعشنته مبكراً بمحكمة الجنايات الدولية ومجازر دارفور وميليشيات الجنجويد، والتي انتهت إلى انفصال جنوب السودان وانبطاح النظام السوداني الإخواني، فأصبح حصان طروادة للاستعمار والصهيونية، جنوب السودان هو الآخر غير مستقر، ويعاني من التناحر والحروب. علماً أن الكيان الإسرائيلي هو أول من بادر للاعتراف بانفصال جنوب السودان، أما إريتريا التي انفصلت عن إثيوبيا، وبمساعدة فعالة من صنعاء ودمشق باعتبارها دولة عربية، سرعان ما ارتمت في أحضان إسرائيل، وفتحت أراضيها للقواعد العسكرية الإسرائيلية، ومنها تقلع الطائرات لشن العدوان على اليمن، وبالنظر لجيبوتي رغم صغر حجم المساحة الجغرافية، إلا أنها تضم ثلاث قواعد عسكرية فرنسية وأمريكية وحلف الناتو الأطلسي، ورئيسها (عمر جيله) الذي رشح نفسه للانتخابات الرئاسية، وللمرة الرابعة على التوالي، الأمر الذي قوبل باحتجاجات شعبية رافضة لذلك، مما يرشح جيبوتي لأن تكون الشرارة الأولى لانطلاقة ربيع صهيوني أفريقي، تماماً كما تونس، أما الصومال فقد تمت دعشنته مبكراً، حيث تم إسقاط نظام (محمد سياد بري) في يناير 1991م، وبنفس العام أعلنت الحركة الصومالية انفصال شمال الصومال عن الجنوب، وإنشاء جمهورية أرض الصومال، وانتشرت الفوضى الخلاقة في الصومال، فحضرت أمريكا إليه، واحتلته لغرض استثمار حقل نفط أوجادين، فنالت الهزيمة والرحيل في 3 مارس 1995م، وحتى تاريخه الصومال غير مستقر.
وهنا لابد من التذكير بجزئية قراصنة الصومال الأسطورة الذين اختفوا فجأة تماماً كما ظهروا فجأة (عملية استخبارية قد تُقرأ بأنها بروفة أولية للدعشنة والتقسيم واحتلال الساحل الشرقي الأفريقي)، فحضرت البوارج العالمية بما فيها إيران وروسيا والصين، ففشلت الخطة، وربما ما جعل الصين تطلب إنشاء قاعدة عسكرية لحماية ملاحتها في جيبوتي مؤخراً، معلومات استخبارية تشير إلى النوايا الصهيونية في المنطقة.. وبالمناسبة هذه ستكون أول قاعدة عسكرية للصين خارج أراضيها .
وبالتالي فإن دول الساحل الشرقي الأفريقي وبصفة عامة قد تعرضت للدعشنة جزئياً أو كلياً باستثناء إريتريا وجارتها الغربية إثيوبيا، وربما يرجع ذلك لتواجد القواعد العسكرية الإسرائيلية وعناصر الاستخبارات الموساد، ومن جهة أخرى اليهودية التاريخية للحبشة التي تحتضن تابوت عهد بني إسرائيل، حيث يشير الأستاذ المستشرق الإيطالي (أغناطيوس غويدي) في محاضرة ألقاها بلغة فرنسية على طلبة الجامعة المصرية سنة 1909م في القاهرة، وبعنوان (العرب الجنوبيون وبلاد الحبشة)، والتي ترجمها للعربية الدكتور (إبراهيم السامرائي)، ونشرها إلى جانب ثلاث محاضرات للإيطالي المستشرق في كتاب بعنوان (محاضرات في تاريخ اليمن والجزيرة العربية قبل الإسلام)، حيث أورد في الكتاب (أن الأخبار الرسمية للأحباش جعلت بداية مملكتهم قبل عشرة قرون من التاريخ الميلادي تقريباً، وأن أول ملك ربما كان (منليك بن سليمان)، وهو ابن ملكة سبأ الذي حمل معه إلى الحبشة تابوت العهد بين بني إسرائيل.. وتخبرنا الكتابة التاريخية الإغريقية أن ملكاً نجهل اسمه كان قد أسس مملكة أكسوم.. وأن بدايات هذه المملكة كانت غامضة غير واضحة، وبقيت كذلك إلى أن تم اعتناقهم النصرانية إلى منتصف القرن الرابع الميلادي... وفي عام 1270م أسست أسرة ملكية ادعت تحدرها من منليك وسليمان، مملكة مازالت في عصرنا هذا) (السنة التي كتب فيها محاضراته 1919م) انتهى الاقتباس.
وبصيغة أخرى وللتوضيح فإن أول ملك لليهود في الحبشة هو (منليك بن سليمان) عليه السلام الذي أسس المملكة اليهودية، مملكة أكسوم، قبل عشرة قرون من التاريخ الميلادي، حتى دخلت النصرانية في منتصف القرن الرابع الميلادي... والجدير ذكره هنا وللتسلسل التاريخي الزمني فإن الأحباش غزوا اليمن واحتلوها بمبرر نصرة نصارى نجران، وقام أبرهة الحبشي ببناء كنيسة (القُلّيس) في صنعاء.. والبقية معروفة، وقد تمكن القائد اليمني سيف بن ذي يزن من طرد الأحباش بمساعدة فعالة من كسرى الفرس (أنو شروان)، وعادت الملكية للحبشة وبزعامة أسرة تنسب إلى نسل (منليك بن سليمان) عليه السلام، وهذه المملكة كانت قائمة حتى زمن كتابة محاضراته 1919م، وكان آخر إمبراطور لها (هيلا سيلاسي) الذي أطيح به في 1974م، وتحولت الحبشة إلى جمهورية إثيوبيا الاشتراكية، وبزعامة (منجستو هيلا مريام) الذي أطيح به هو الآخر في مايو 1991م، وتولى (ميليس زيناوي) الحكم فيها، وفي عام 1993م انفصلت إريتريا عن إثيوبيا، وبزعامة أسياسي أفورقي، وبذلك أصبحت إثيوبيا بدون منفذ بحري.
 وكما كانت تونس شرارة الربيع الصهيوني العربي، فإن جيبوتي قد تكون شرارة الربيع الصهيوني الأفريقي، وكما كانت قطر والسعودية هما رأس الحربة وبعروض استعمارية صهيونية وهمية، فإن إثيوبيا وإريتريا هما رأس حربة العدوان للدعشنة ليس للساحل الشرقي فقط، بل والغربي أيضاً، وما انطلاق طائرات العدوان على اليمن من إريتريا وقيام إثيوبيا بمنع مياه النيل عن مصر إلا مؤشر أولي، ومن جهة أخرى تقديم عرض صهيوني لإريتريا وإثيوبيا باستعادة أمجاد مملكة أكسوم اليهودية القائدة لمنطقة الساحل الشرقي الأفريقي للبحر الأحمر، مقابل احتلال الساحل الغربي لليمن بعد فشل آل سعود وأذنابهم في ذلك، والذين أنجزوا مهمة دعشنة البحر العربي (المحافظات الجنوبية)، وعجزوا عن إسقاط صنعاء، بل أصبحوا قاب قوسين أو أدنى من الانهيار والدعشنة، ولمصلحة أنور عشقي وجمال الخاشقجي الأكثر صهيونية من آل سعود، وبترتيب جديد لخارطة نجد والحجاز وبدويلات ميكروسكوبية... وبرحيل آل سعود فإن إثيوبيا وإريتريا ستكملان المهمة فقط على الساحل الغربي وبالعنصر البشري الأفريقي، وهنا تكون المقبرة البحرية الكبرى للأعداء على يد اليمانيين قد لاحت في الأفق، وقد تتزامن مع سكود في الرياض ورصاصات الرحمة في سكود الدوحة معقل الإخوان ذراع الاستعمار والصهيونية في جسد الأمة العربية، وسكود دبي لهز الاقتصاد الرأسمالي المترنح، فدبي هي مركز كل الصفقات التجارية في الشرق الأوسط، ويبقى سكود تل أبيب هو سكود المعجزة لإجبار الصهاينة على إعادة ترتيب أوراقهم والاكتفاء بحدود 1967م، التي أدركها مبكراً رئيس وزراء الكيان الصهيوني الراحل أرئيل شارون ببناء جدار العزل العنصري. 
وكل ذلك يراد له أن يكون الأعراب والدواعش والإخوان وغيرهم مهتمين ومشغولين بالتحرير المناطقي والطائفي، كتحرير عدن، تعز، حلب، دمشق... إلخ، وفلسطين محتلة من الاستعمار البريطاني من عام 1917م الذي سلم فلسطين للاحتلال الصهيوني في 1948م حتى تاريخه... وتبقى الفئة القليلة والمستضعفة صامدة في الميدان تقاوم بعزيمة وثبات، وها هي تنتقل من مرحلة الدفاع إلى مرحلة الهجوم في اليمن وسوريا شامنا ويمننا.
 وأخيراً وإذا كان هناك من بد انظروا أيها العملاء والمتسولين على عتبات الفنادق في أسواق بيع الأوطان، مشاريع الغرب والصهاينة عملاقة تصل إلى الخيال والأسطورة، ولكنهم كذلك يفعلون بوجود أمثالكم أصحاب المشاريع الصغيرة المناطقية والطائفية.. تحرير بنغازي، تحرير تعز، تحرير جبل حبشي!.. فعلاً الضرب في الميت حرام .