التحارب والتفاوض
واصل الطرفان الحوار والحرب، وتواصلت الغارات الجوية على أشد ما يكون، الحقد المريض واستهداف المدنيين والمساكن والأسواق والمؤسسات والمباني الجامعية والمراكز العلمية وقرى الصيادين وزوارقهم في السواحل والموانئ.
أخيراً بعد أسبوع من الأكاذيب الملفقة لم يحقق العدو غايته، بل تعرض للخسران المبين.. انفض نادي جنيف بدون نتيجة سوى تحديد موعد قادم بعد أسابيع لعل العدو يجد فرصة جديدة من خلالها يعوض بعض ما خسره قبل 22 يناير موعد اجتماع مجلس الأمن الدولي بشأن اليمن..
العودة إلى الميادين 
كان هدف العدوان أن يجعل الحوار في جنيف ستاراً لإخفاء الهجوم الاستراتيجي الجديد الذي حضَّر له بسرية تامة خلال الفترة الماضية التي سبقت جنيف، والتي كانت (غزوة تعز) وهجومها الكبير الذي لا يزال متواصلاً مجرد طروها الأول في إطار الهجوم الاستراتيجي الكبير (العام) الذي بيت العدو لانطلاقته الكبيرة غدراً عشية وضحى يوم البدء بخوض جنيف، وقد اختار العدو هذا التوقيت والمناسبة انطلاقا من اعتقاده الجازم بأن الجيش اليمني وقواته بشكل عام لا يمكن التغلب عليهم بأرضهم اليمنية إلا في حال أخذهم استراتيجياً على حين غرة، وإن سنوح فرصة لخداعٍ حربي كهذا لا يمكن الفوز به ضد قيادة الجيش اليمني المتيقظة إلا بغزوها على المستوى الأخلاقي، أي الرهان على صدقيتها، وهو ما لا يتأتى إلا في حال تقييدها باتفاقات سلام، تعتقد عندها أن الآخرين ملزمون بخفض مستوى التقاتل كما هي ملزمة بعدم الاعتداء، ومن ثم تكون القوات اليمنية في أدنى حالات التأهب واليقظة، بينما يكون العدو المبيت للغدر في أعلى حالات التأهب والجهوزية، كما أن القدرات الأجنبية الأمريكية والإسرائيلية والناتوية الساندة لروح الهجوم المباغت، يهمها ويقلقها مآل العدوان، خصوصاً أنه يستهدف في جزء منه الأقاليم الغربية الساحلية المطلة على البحر الأحمر وباب المندب، والمعركة يمكنها أن تحسم مصير ومستقبل النفوذ الغربي الاستعماري في البحر الأحمر والخليج اليمني (خليج عدن) الذي تمر فيه مصالحها الحيوية ( أربعون مليون برميل يومياً من النفط، وثلاثة ملايين طن من النفط تصب في ميناء إيلات الإسرائيلي سنوياً، عوضاً عن مرور ثلاثة أرباع التجارة العالمية يومياً بين الشرق والغرب)، ولهذا كان حضورها بارزاً في المعركة، ولا تستطيع السعودية وحدها أن تقرر مصيرها منفردةً، سلماً وحرباً، إذ تظهر السعودية ككيان وكيل للمصالح الامبريالية الصهيونية.

يقظة القيادة الوطنية
تجاوبت القيادة الوطنية مع كافة دعوات السلم الجديدة والمفاجئة التي تبنتها قوى العدوان ووكيلها الأممي ولد الشيخ، وبدا واضحاً للقيادة من خلال معلوماتها الدقيقة ومراقباتها من قلب عمق العدو، أنه يتظاهر بالفضيلة السلمية، ويحضر لضربة غادرة كبيرة قبيل المفاوضات وأثناءها، مستغلاً التزام القوات اليمنية وانضباطها الأخلاقي، وانخفاض جهوزيتها الدفاعية في ظرف كهذا يفترض إبداء حسن النوايا، الأمر الذي يحدث استرخاءات أمنية في البنية العامة العسكرية والسياسية نتيجة تفجر آمال عريضة بالسلم واقتراب نهاية الحرب، فيما يستغل العدو هذه الفرصة التي يتم تعضيده بها من قبل أطراف دولية ضالعة بإدارة المفاوضات التي راحت تكيف إجراءاتها وخطواتها بما يخدم تحركات العدو مع توفير أفضل شروط المباغتة أو المفاجأة الاستراتيجية والجهوزية العالية الضامنة لإحداث اختراق كبير وحاسم يفوق خطورة وقوة اختراق عدن في أغسطس الماضي، والهدف السياسي المرجو منه هو تغيير معادلات القوى القائمة الآن التي لا تضمن للعدو تفوقاً استراتيجياً يمكنه من إملاء إرادته على المفاوض اليمني في قاعة المفاوض أو ميادين الحرب في آن، خاصة وأن اللحظة التاريخية للصراع قد أضحت لحظة سياسية تفاوضية (حصاد ما بذر في الميدان وحان وقت قطاف نتائجه)، لكن النتائج كانت مخيبة للآمال ولا تساعد الرديف الدولي للعدوان على اجتناء ثمار الحرب لصالحه، وكان لابد أن تتعاضد كافة الأطراف العدوانية معاً في لحظة كهذه لتوفر له أفضل شروط الاختراق الميداني الذي سينعكس مباشرة على طاولة المفاوضات، وتمنع الطرف اليمني من معاوضة الدفاع ضده.

إدارة الصراع
قررت القيادة الوطنية أن تسير بخطين متوازيين، استراتيجيين، هما:
التفاعل الكامل مع دعوات السلم وعدم إظهار ما لديها من معلومات أو استعدادات، وترك العدو يواصل الغوص في أوهامه حتى اللحظة المناسبة.
العمل على خط آخر أمني استراتيجي عالي الجهوزية واليقظة لمتابعة تطورات الهجوم والعمل على إجهاضه بتدبير ضربات استباقية إجهاضية تتماشى وحجم الهجوم المبيت الكبير الذي جرى التحضير له بكثافة عالية، ورفع الاستعداد مع توجسه ضربات ماحقة إلى قواعد انطلاقه قبيل الربع الساعة الأخير لانطلاقه، وهي اللحظة التي يكون فيها العدو بأعلى حالات جهوزيته الهجومية وتحشده، مما يجعل الضربات قاسمة وماحقة، إذ إن المعنويات العالية والحماسة الكبيرة لدى قوات العدو تسقط إلى أدنى من الصفر مع المفاجأة المرعبة لهم في ذروة الطمأنينة والغرور.
لقد صممت القيادة الوطنية خطة إجهاضية مرعبة وغير متوقعة تدل على عمى العدو الاستراتيجي، تمكنت الخطة من السير بدقة كبيرة في كافة المحاور.
عشية الهدنة بليلة واحدة والعدو يستعد في أعلى درجات انطلاقاته على محاوره السبعة الرئيسية والثانوية (تعز: ذباب - المندب - المخا - كرش - الشريجة - طور الباحة - حيفان - الراهدة - الوازعية - ساحل المخا) (مأرب: صافر - جدوين مأرب - تماس مأرب الجوف - صرواح صحن الجن - هيلان)- (الجوف: اللبنات - الحزم - مفرق الجوف - مجز) - (جيزان: حرض - الطوال - ميدي - حجة - المنطقة الساحلية). وكان رأس رمح الضربة واتجاهها الرئيسي هي تعز والمنطقة الساحلية فيها بالاتصال مع ميدي، وجناحها الالتفافي في مأرب.
قدرت القيادة أن أخطر المحاور الرئيسية للهجوم تتركز في (ذباب - مأرب - الجوف - جيزان - حرض - العند)، حيث تتجمع أكبر القوى وتستعد للهجوم. علماً أن مركز الثقل كان على جناحي المنطقة الغربية الساحلية والشرقية والجبلية، ولذلك كان قرار المبادرة منها باستهداف الصواريخ البالستية لقواعد انطلاقها عملاً حاسماً وضرورياً، إذ أفضل وسائل الدفاع هي الهجوم حد تعبير ووصية نابليون.

توشكا شِعب الجن
كانت منطقة شِعب الجن في باب المندب معسكراً سرياً تم إعداده بعناية فائقة ليكون قاعدة عمليات العدوان وقيادته ومركز تجمعات قواته الرئيسية وتجهيزات عتاده ومخازنه، وكذا احتياطياته. واحتوت المنطقة قوات القوات الخاصة السعودية والإماراتية والأمريكية أو (بلاك ووتر) وكذا الجنجويد والمرتزقة المحليين والدواعش والقاعدة وعلى رأسهم الفار هادي.
وقبيل تحركهم بساعات قليلة تمكنت القوات اليمنية من دك هذا المعسكر بصاروخ توشكا الرهيب الذي حول ليلهم إلى نهار دامٍ مشتعل، مطيحاً بمئات القتلى والجرحى وعشرات الآليات من مختلف الأنواع ومنها الطائرات (الأباتشي)، وفي تلك اللحظة كانت البوارج تستعد للتدخل للإنزال في المخا والالتفاف على الجيش اليمني من الخلف على خط طريق المخا - تعز، والتي واجهتها القوات اليمنية بصواريخ موجهة وكاتيوشا، مغرقة بارجة على الأقل.
كانت هذه الضربة الأولى موجعة أطاحت بعقول قيادة العدوان وفجرت عقول مفاوضيه بزعامة عبد الملك المخلافي السياسي الأبله الذي لم يجد ما يقوله سوى توجيه اللوم لقوات الجيش اليمني واللجان الشعبية وقدرتها على المبادرة والمباغتة والرد.
توشكا مأرب أيضاً سار في سياق الصاروخ السابق، حيث تجمعت في مأرب (معسكر وقاعدة تداويل أو جدوين بالشعبية) قوات تعويضية في محاولة لاستعاضة ما دمر في محور الغرب الجنوبي (باب المندب)، متحولاً بذلك رأس الهجوم على محور مأرب - الجوف- صنعاء بعد كسره في غرب تعز.
كانت القوات اليمنية على أهبة الاستعداد لإجهاض الهجوم الثاني الكبير قبيل انطلاقه، فزجت باتجاهه عدة صواريخ كان الأول توشكا على القاعدة جدوين، حاصدة على الأقل الخسائر التي لقتها قوات العدوان في شعب الجن.
وكذا توجهت صواريخ أخرى على معسكرات: صحن الجن وصافر والمنطقة العسكرية، لتعيش ليلة كاملة في غرق عظيم بالصواريخ، وفيها لا تقل الخسائر البشرية عن ألف قتيل وأكثر من مائة عربة ومدرعة ودبابة وعدد من الأباتشيات، والأعظم من ذلك، بل والجدير بالسخرية هو تدمير منظومة بطارية لم تعلم بقدوم الصواريخ اليمنية.

محور حرض وأسطورة الجنرال العجوز
بعد انهيار التحضيرات الهجومية في غرب تعز، ومأرب والجوف، اتجه قرار العدو لإخراج نفسه من الكارثة والانحطاط المعنوي الذي سرى في أوصال جنوده، ليشن هجومه الكبير باتجاه المنطقة الساحلية، ويجعل منها محطته الرئيسية ورأس حربته الذي تزعمه الفار علي محسن (الدمية الأقدم للسعودية)، وطيلة عشرة أيام متواصلة وهو يقود الزحوف الهائلة التي بلغت أكثر من عشرة هجومات كثيفة شاركت فيها قوات البحرية والطيران الحربي والأباتشي والقوات الخاصة الأرضية والمرتزقة من كل صنف، وجرى نقل قوات من مأرب وأماكن أخرى إلى هذه الجبهة الحدودية، وقد استهدف مدينة حرض التي أراد احتلالها بألف صاروخ من البحر والأرض والجو، غير أن كل هذه المحاولات المجنونة لعلي محسن وقادته سرعان من كسرتها القوات اليمنية وطاردته من جديد إلى خلف نقطة انطلاقه خلف الطوال، بل إن الجيش اليمني توغل في الهجوم التاسع متجاوزاً منطقة الطوال والسيطرة على المرتفعات الجبلية، كما أفشل هجمات بحرية للعدو على ميدي وحرض، ويمكن تسمية هذا الهجوم بهجوم مشترك شامل لأول مرة منذ اختراق عدن، حيث تعمل قوات العدوان متساندة في آن بهدف احتلال المنطقة الساحلية: حرض - ميدي - الحديدة، والالتفاف من حجة لاختراق مؤخرة القوات اليمنية استناداً إلى بعض الخلايا النائمة التي لا تزال تنتظر وصوص طلائع العدة لاحتلال قلعة حجة، وكان البعض منها قد بدأت متصاحبة مع الهجوم بممارسة عمليات اغتيالات وتخريبات، والتي سريعاً ما أُخمدت.
وهل بالإمكان للعجوز الذي فشل بالانتصار في صنعاء بمعسكر الفرقة وهي مقر ترسانته التي تربعها لأكثر من عقدين، أن ينتصر الآن، مع الأخذ بالمتغيرات الجديدة التي تصب لصالح القوات اليمنية؟

عَودٌ على بدء.. العند
عقب نجاح القوات اليمنية في تكسيح وتكسير الهجمات العدوانية المحورية المتعددة، عاد العدوان لتحشده خوفاً من انهيار محوره الجنوبي الغربي بعد الضربات السابقة وانهيار استراتيجية غزوة تعز، قررت قيادة العدوان ومنها هادي، ضرورة إنقاذ موقف العدوان انطلاقاً من العند، وتم تحشيد آلاف المرتزقة المحليين والأجانب وتحشيد قوات الدروع، والتوجه لهجوم كاسح عبر كرش - الشريجة - والراهدة ومحور طور الباحة - حيفان - الراهدة، غير أن القوات اليمنية سرعان ما تلقت المعلومات الاستخباراتية الدقيقة حول هذه الهجمة وحجمها، ومرة أخرى كان لصاروخ توشكا القول الفصل، مدمراً ما دمر.

النتيجة:
العدو الآن أصيب لا محالة بانتكاسة استراتيجية كبيرة وعامة، ومعها انتكست الحملة الاستراتيجية على تعز التي كان يراهن عليها العدوان الأخير.
وكان لهذه الانتكاسات أن تنعكس مباشرة على الوضع الاستراتيجي للعدو على جبهته الحدودية الداخلية، وهو الذي أراد وخطط أن يجعل من هجماته المباغتة والكبيرة خط دفاع أول عن حدوده في نجران وجيزان وعسير، التي تم تدمير خطها الدفاعي الأول والثاني عبر قواتنا اليمنية.

وضع الجبهة الحدودية 
استراتيجياً للعدو
انعكست بوادر النهضة الحربية اليمنية المتحققة بقيادة التوشكا وزملائه من منظومة السلاح الصاروخي التي شكلت أهم مفاجأة استراتيجية في هذه الحرب، وأكسبت المعركة الحالية سمتها واسمها، ويحق تسميتها بمرحلة الصراع الهجومي الصاروخي (الوطني)، والتي يتصاعد دورها الاستراتيجي لهذه الحرب الوطنية وإكسابها أهمية أكثر، إذ سيكون على يديها حسم مصير الحرب العدوانية على اليمن، خاصةً في اللحظة التي تصل صناعتها لإدخال الصواريخ المضادة للطائرات إلى الخدمة، حينها تكون المعركة مع العدو قد حسمت بشكل نهائي.. ولتكن هذه رسالة إلى القيادة العسكرية الوطنية بكل تواضع، لملامسة نبض المعركة ووضع اليد على جرحها الأساسي بسلاحها الفتاك: أرض جو (سام 7 - 6- 5- 4- 3).

تقييم عام أولي
يمكن النظر إلى هذا الهجوم ونتائجه بأنه كان هجوماً مبيتاً كبيراً، يتجاوز حكم الكثير من الهجمات السابقة التي كانت تتميز بأنها هجمات منفصلة مستقلة بذاتها في كل محور، وتتميز الآن بكونها هجوماً استراتيجياً شاملاً يدار من قيادة مركزية واحدة عليا للعدوان، ويسعى لأهداف مشتركة تجمع بين السياسة والجغرافيا والحرب، ومن هنا تكمن خطورتها، وأهم أهدافها ودوافعها التي لم تتحقق بعد هي:
إيقاف تقدم حملة الجيش اليمني والأنصار على خط الدفاع الأول والثاني والثالث، على نجران وجيزان وعسير (وقد فشل هذا المسعى)، متقدماً بذلك الجيش في العمق أكثر من ذي سابق، وهو ما يدل بشكل أدق على فشل الهجوم الاستراتيجي وعدم تحقق أي من أغراضه الخاصة.
السيطرة على المناطق الاستراتيجية الجبلية المطلة على قواعد الجنوب في جبال الحجرية، وحالة التقدم للسيطرة على منطقة تعز وإب أو الأجزاء الهامة منها، لإعلان العاصمة الشرعية منها، والإعلان أيضاً عن وجود دولتين أو حكومتين تسيطران على أجزاء من الأراضي اليمنية، تمكن العدوان من تصوير الصراع يمنياً - يمنياً، مموهة بذلك حضورها وعدوانها وتملصها من المسؤولية الجنائية والقانونية، وذلك قبل 22 يناير القادم موعد انعقاد مجلس الأمن حول اليمن، والذي حدد موعده هذا كي يعطي فرصة أطول للعدوان ليمسك منطقة على الأقل يقدم فيها عملاءه في صورة حكومة تسيطر على إقليم داخلي من اليمن.
السيطرة على المنطقة الساحلية الممتدة من حرض - ميدي إلى المخا وصولاً إلى باب المندب، بعمق على الأرض يتراوح بين 20 و 30 كيلومتراً، يتم توسيعها مستقبلاً باسم حماية الملاحة الدولية من مخاطر الحرب والإرهاب وتهديد السلم والأمن الدوليين (يتم استخراج صياغة قانونية دولية لهذا الاحتلال).
حماية احتلالها للجنوب، وإعادة إخراجه عن طريق توطين الإرهاب وداعش.
لقد أخفق العدوان في هذه المرحلة في تحقيق أي من هذه الأهداف، ولأنه لم يسحق سحقاً كاملاً في كل انكساراته نتيجة لتوفر مخزون كبير الأسلحة والعتاد بأنواعه وخصوصاً الأباتشي، وتوفر الأموال والمرتزقة، فإنه سيعاود حتماً الهجمات من جديد، وفي الأدنى ستكون عمليات استنزافية، تعيد إنتاج نفس الهجمات السابقة.
وعلى أمل موضوعنا اللاحق سنناقش رهانات العدو الاستراتيجية وعلى ماذا يعتمد ويأمل برغم هزائمه المتواصلة.
ملاحظة استراتيجية هامة: قانون موضوعي في الفلسفة (هيجل): يقول إن التراكمات الكمية في ظروف مناسبة تؤدي حتماً إلى انقلابات نوعية، وهو ما سيحدث مستقبلاً على مسرح الحرب الوطنية التحررية، إذ تُراكم القوات اليمنية الانتصارات الجزئية الصغيرة والطويلة المدى لتحييد قوى الخصم البحرية والجوية وكذا القوة المالية والدولية حتى تبقي قيمتها التعادلية صفراً على الميدان. وبوركت أقدام وسواعد ورؤوس (أشاوسنا) الجبابرة.