على الاعمدة الرخامية الأنيقة في إحدى كنائس الموصل، وضعت ملصقات تدعو إلى الصلاة في المساجد من قبل تنظيم داعش الذي حول مكان العبادة المسيحي إلى مقر لشرطته أما ما يعرف بـــ"ديوان الحسبة".
وكتب على لوحة كبيرة تعلو بوابة كنيسة "أمّ المعونة" في حي الدواسة الواقع في الموصل ثاني أكبر مدن العراق "كنيسة الكلدان الكاثوليك"، لكن على الجدار الخارجي للمبنى كتب عناصر التنظيم "ممنوع الدخول بأمر من الحسبة".
وقال المقدم عبد الامير المحمداوي، المتحدث باسم قوات الرد السريع لوكالة "فرانس برس" إن "الكنيسة كانت مكتباً مهماً لفرض الاوامر على السكان، مثل إبقاء اللحى وارتداء ثوب قصير واتباع أوامرهم المتطرفة".
وتقول الوكالة إن مقاتلي التنظيم حاولوا نزع صليب "نحن على باب من حديد" ودمروا صليباً آخر فوق بوابة الكنيسة الملونة.
وداخل الكنيسة، لم ينج صليب ولا تمثال ليسوع المسيح أو مريم العذراء. وحده المذبح الانيق المصنوع من رخام رمادي نجا من عملية التدمير هذه. وتحت واحدة من القباب بقيت قاعدة تمثال دمر على الارجح، مزينة بورود حمراء وصفراء.
وكتب على أحد الملصقات إعلاناً من 14 "قانوناً" تكشف ما فرضه داعش على المدينة مثل "حظر التجارة واستهلاك الكحول والمخدرات والسجائر"، وفرض "ارتداء ملابس محتشمة" على النساء وعدم خروجهن إلى الشارع إلا عند الضرورة فقط .
ويوضح كتيب عثر عليه وسط الانقاض أشكال العقاب الجسدي الذي يفرض على من يرتكب سرقة، أو يتناول الكحول أو يمارس الزنى أو على المثلية الجنسية. وقد ارفق برسوم مثيرة للاشمئزاز.
وحفر عناصر التنظيم أسمائهم الحركية على جدران الكنيسة التي ألقي واحد من شمعدانات الصلاة فيها في فنائها.
وفي غرف جانبية صغيرة تابعة للكنيسة تتجاور أكاليل من الورد الاصطناعي تعود إلى اصحابها الاصليين، مع ملصقات توضح كيفية استخدام رشاشات الكلاشنيكوف.
ويمثل الكلدان غالبية المسيحيين العراقيين وكان عددهم أكثر من مليون شخص قبل 2003 في عهد الرئيس السابق صدام حسين، وقد انخفض هذا العدد إلى أقل من 350 ألفاً.
وسيطر تنظيم داعش في حزيران/يونيو 2014 على الموصل وفرض على المسيحيين اعتناق الاسلام أو دفع الجزية أو المغادرة أو مواجهة عقوبة الاعدام.
وبعد أسبوع على سيطرتهم على الموصل، اجتاح التنظيم بلدة قرقوش وباقي مناطق سهل نينوى غرب المدينة، حيث كان يقطن ما يقارب من 120 ألف مسيحي ما دفعهم إلى الفرار.