حوار عادل عبده بشر / لا ميديا -
كان اليوم الخميس 16/7/1964م عندما علت الزغاريد مخيم النصيرات بالمحافظة الوسطى في قطاع غزة، لتكتسي وجوه عائلة «مزهر» بالفرحة التي أنستها بعضاً من آلام التهجير من منزلها وأرضها في قرية المغار بقضاء الرملة، وسط فلسطين المحتلة.
مصدر الفرحة قدوم مولود جديد، ففي مخيمات اللجوء الفلسطينية أي ولادة جديدة تعني حياة فلسطينية جديدة وطلقة في وجه الاحتلال، وكان جميل صالح مزهر كذلك، فبعد 16 عاماً التحق بالنضال الفلسطيني من خلال الانضمام إلى صفوف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عام 1980م، وتبوأ العديد من المناصب القيادية الهامة في الجبهة بمختلف مستوياتها التنظيمية وصولاً لانتخابه نائباً للأمين العام للجبهة منتصف 2022م.
يحظى بإجماع ومكانة مرموقة بين رفاقه في الجبهة، ومختلف الشخصيات الوطنية والمجتمعية على المستوى الفلسطيني بمختلف تلاوينهم ومكوناتهم السياسية والفكرية.
تعرض للاعتقال الإداري على أيدي سلطات الاحتلال مرتين؛ الأولى خلال الانتفاضة الأولى عام 1989، والثانية عام 1992م، وتم قصف منزله وتدميره أثناء العدوان على غزة 2008/2009م.
في هذا العدد تستضيف صحيفة «لا» نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، المناضل جميل مزهر (أبو وديع) في حوار صحفي تركز حول تطورات المشهد الفلسطيني وجبهة الإسناد اليمنية.

طوبى لليمن
بداية نرحب بالرفيق المناضل جميل مزهر ضيفاً عزيزاً على صحيفة «لا» وفي حضرة الشعب اليمني.
في البداية اسمحوا لي باسم الشعب الفلسطيني والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن أتوجه بتحية العروبة والمقاومة والشهداء، إلى شعبنا في اليمن العظيم، يمن البطولة والكبرياء والأصالة، يمن الحضارة المتجذر عميقاً منذ آلاف السنين وعبق التاريخ، الذي جاد على مدى تاريخ الثورة الفلسطينية بأرواحه وماله ومقدراته من أجل فلسطين والأمة العربية جمعاء، والذي يُقدم اليوم نموذجاً ملحمياً في إسناد مقاومتنا الباسلة، والدفاع عن شعبنا الذي يتعرض لحرب إبادة صهيونية بدعمٍ أمريكي وبريطاني وغربي وتواطؤ من الرجعية العربية.
هذا الشعب الذي اتخذت فيه قيادته العروبية وقواته المسلحة اليمنية قراراً لا رجعة فيه بإسناد فلسطين مهما كانت العواقب والتضحيات. طوبى لهذا اليمن الذي أشغل العالم كله هذه الأيام ببطولاته وتضحياته وتحديه لأقوى قوى البغي والاستعمار القديم والجديد.

جديد المفاوضات
الأحد الماضي 5 أيار/ مايو الجاري، أعلنت حماس بالنيابة عن فصائل المقاومة الفلسطينية موافقتها على مقترح الوساطة المصرية -القطرية لإنهاء العدوان على غزة، وبعد سويعات أقدم جيش الاحتلال على اقتحام معبر رفح والسيطرة عليه، ما الجديد في المفاوضات وتعليقكم على الخطوة التي ارتكبها مجرم الحرب نتنياهو باقتحام معبر رفح؟
الجديد في المفاوضات حتى إجراء هذا اللقاء، الثلاثاء 7 أيار/ مايو، أن وفد قيادة حركة حماس والمفوض من قوى المقاومة بالتفاوض، ذهب إلى القاهرة بناءً على دعوة من الأشقاء في مصر لمناقشة ورقة أفكار جديدة، وبعد نقاش مستفيض مع الأشقاء في مصر، تم التأكيد على شروط المقاومة الفلسطينية وعلى رأس ذلك وقف دائم لإطلاق النار وانسحاب كامل للاحتلال من قطاع غزة، وقد جرى عقد العديد من اللقاءات المشتركة بين القوى الثلاث (حماس -الجبهة الشعبية -الجهاد الإسلامي) لمناقشة الورقة المقترحة من قبل المصريين، وتوافقنا على صيغة تضمن وقف إطلاق نار دائما وانسحاب الاحتلال من قطاع غزة وصفقة تبادل للأسري حقيقية والإغاثة والإعمار ورفع الحصار.
وبعد تفاعل من الإخوة المصريين مباشرة مع الجبهة الشعبية والذي فيه أكدنا على ذات الموقف الذي أكد عليه وفد حماس، قامت مصر بأخذ هذه الملاحظات والمقاربات في مقترح مُعدّل عُرض على حماس وفصائل المقاومة، ورأينا أنه يستجيب إلى مطالبنا، فأعلنت المقاومة الفلسطينية قبولها المقترح المصري المعدل، وأكدت أن الكرة الآن في ملعب الاحتلال الصهيوني. ولكن كان رد الاحتلال هو المزيد من المجازر والقصف في رفح، واقتحام معبر رفح في خطوة استعراضية من مجرم الحرب نتنياهو هدفها إرضاء بن غفير وسموتريش. نتنياهو لا يريد إنجاز اتفاق وهو تفاجأ بموافقة حركة حماس على المقترح المصري، ولكن ضغط الشارع الصهيوني يزداد كثيراً، وفي ظل إصرار الإدارة الأمريكية على الوصول إلى اتفاق، ولذلك فإن الاحتلال عاجلاً أم آجلاً سيخضع لشروط المقاومة. الجبهة الشعبية جزء أساسي من المشاورات الحاصلة بين المقاومة والأشقاء في مصر. وسبق أن قدمت الجبهة صيغة مقاربة حول النقطة الخلافية الاستعصائية وهي «عدم قبول الاحتلال بنص واضح وملزم بوقف إطلاق للنار»، وقبلها الأشقاء في القاهرة وتم إضافتها للورقة. ولكن كان دوماً الاحتلال المُعطّل الأساسي للوصول إلى اتفاق.

آمال كبيرة
ما مدى الآمال المعلقة على نجاح المفاوضات في إيقاف العدوان على غزة، في ظل إصرار حكومة نتنياهو المتطرفة على تحدي العالم ومواصلة الإبادة الجماعية؟
لا خيار إلا رضوخ نتنياهو وأمريكا إلى شروط المقاومة، لأنه لا يمكن لهذه الآلة الحربية المجرمة التي تقصف وتدمر وترتكب المجازر وتواصل حرب الإبادة الصهيونية أن تستمر دون هوادة وهي لم تحقق أي إنجاز ميداني واحد على الأرض وخاصة القضاء على المقاومة وإنهاء حكم حماس للقطاع، لذلك أملنا كبير بالوصول إلى اتفاق تحقق فيه المقاومة أهداف شعبنا، ويعزز ذلك صمود مقاومتنا وثبات شعبنا والأزمة العميقة التي يعاني منها الاحتلال وتهاوي قدرة ردعه، والضغط الذي تتعرض له أمريكا وحلفاؤها خاصة في ظل انتفاضة الجامعات. إضافة إلى اعتراف جيش الاحتلال، أنهم يقاتلون دون خطة وبلا أهداف، ويتعرضون لخسائر كبيرة، وهم مستنزفون، واكتشفوا أن نتنياهو والمستوى السياسي يتلاعب بهم وبمعاناتهم، ولذلك هم أخبروا وعبر وزير الحرب غالانت وبعد اجتماع تقييمي للحرب أنهم لا يستطيعون الاستمرار في هذه المعركة دون هدف، وأنه آن الأوان للوصول إلى اتفاق ومنجز سياسي.

مفاجآت وتكتيكات
في حال نفذ الاحتلال تهديده باجتياح مدينة رفح، ما مدى استعداد المقاومة الفلسطينية لمواجهته في رفح؟
المقاومة وبمختلف أذرعها العسكرية على جهوزية تامة لأي حماقة صهيونية باقتحام مدينة رفح، ولديها من المفاجآت والتكتيكات التي ستفاجئ بها العدو وبما لا يخطر على باله، ونظراً لخصوصية مدينة رفح باعتبارها تستضيف أكثر من مليون ونصف نازح فلسطيني، ونتيجة لموقعها الجغرافي، سيكون هناك، أيضاً، خصوصية كبيرة لمواجهة أي اجتياح بري، وفصائل المقاومة تأخذ بعين الاعتبار هذه الخصوصية، ولديها من الخطط والتكتيكات والأسلحة الجديدة التي ستفاجئ بها القوات الصهيونية المتوغلة. وهناك تنسيق عال وجهد مشترك بين جميع الأذرع العسكرية للمقاومة، وهناك إصرار على مواجهة العدوان الصهيوني، وإفشال أهدافه. وبالتالي أي اقتحام لرفح لن يكون نزهة، وسيجد الاحتلال نفسه يغرق في وحل رفح، كما يواصل الغرق الآن في أوحال خان يونس والوسطى وغزة والشمال.

أهمية المرحلة اليمنية الرابعة
تزامناً مع استمرار العدوان «الإسرائيلي» والأمريكي على غزة والتحضير لاجتياح رفح، أعلنت اليمن تنفيذ المرحلة الرابعة من التصعيد ضد العدو الصهيوني.. ما الرسائل والدلالات التي تحملها هذه الخطوة، وانعكاسات ذلك على المعركة الميدانية في غزة وعلى مفاوضات إنهاء الحرب؟
إعلان القوات المسلحة اليمنية دخولها المرحلة الرابعة من عملياتها البطولية إسناداً لغزة، وجه رسائل قوية وصادمة للإدارة الأمريكية والكيان الصهيوني وكل حلفائهما في الغرب ومن الأنظمة العربية الرجعية. كما حمل دلالات عميقة سيكون لها انعكاساتها وتداعياتها المهمة على صعيد المعركة الحاصلة بين جبهات المقاومة المختلفة والكيان وحلفائه. هذه الخطوة اليمنية نقطة تحول مهمة في سير المعركة لصالح المزيد من استنزاف الأعداء، وحصار الكيان الصهيوني وتعريضه للمزيد من الخسائر، والأهم من كل ذلك أنه يرسم معادلة ردع جديدة لليمن ليس في منطقة البحر الأحمر والهندي، بل في البحر المتوسط وكل مكان. كما يدخل الكيان الصهيوني في المزيد من الأزمة الاقتصادية والمعيشية ومن حالة الانكماش في الاقتصاد. بالمحصلة يُشكّل الإعلان اليمني دخول المعركة مرحلة جديدة سيكون لها مفاعيلها القوية على المعركة.

استراتيجية الخطوات اليمنية
منذ شروع صنعاء في العمليات العسكرية المساندة لشعبنا الفلسطيني، ارتقت تدريجياً في أدائها واستهدافاتها، ابتداءً من البحر الأحمر ثم البحر العربي وخليج عدن ثم المحيط الهندي، وحالياً المرحلة الرابعة.. ما مدى استراتيجية هذه الخطوات والثبات والارتقاء في الموقف والعمليات العسكرية المساندة لشعبنا الفلسطيني؟ وبرأيكم ما سر القوة والثبات اللذين يتحلى بهما السيد القائد عبدالملك الحوثي في الوقوف بكل شجاعة أمام «إسرائيل» وأمريكا وبريطانيا؟
على المستوى الاستراتيجي القريب والبعيد تظهر القوات المسلحة اليمنية نفسها كقوة عسكرية مهمة في المنطقة والإقليم، عمادها ترسانتها البشرية والتسليحية الهائلة. وبرأينا أن دخول اليمن المرحلة الرابعة وإصرارها على مواصلة عملياتها وتوسيعها إسناداً للشعب الفلسطيني، يعيد الاعتبار وبقوة للقضية الفلسطينية من محيطها العربي والإسلامي، ويعزز من وجود قوة ردع في المنطقة تقف إلى جانب مقاومة الشعب الفلسطيني ومظلوميته، وهذه القوة ستكون الجدار المنيع الذي ستستند إليه المقاومة الفلسطينية في سبيل مواصلة نضالها من أجل نيل حقوقها، كما أنها ستكون القوة الضاربة لأي مغامرات عسكرية أو تحالفات بين بعض الأنظمة العربية الرسمية والكيان الصهيوني أو الإدارة الأمريكية. فكما نجحت اليمن في تهشيم قوة الردع الأمريكية والغربية ومحاصرة الاحتلال عسكرياً واقتصادياً، فإنها نجحت في محاصرة أي خطوات لتطبيع العلاقات على الأرض.
أما سر القوة والثبات اللذين يظهر بهما سماحة السيد عبدالملك الحوثي، فهي العقيدة المترسخة في وجدان هذا القائد العروبي الوطني، المؤمنة بعدالة قضايا الأمة وفي القلب منها القضية الفلسطينية. كما أن هذه القوة والثبات هي تجسيد للشخصية اليمنية صانعة الملاحم عبر التاريخ، والتي تتميز بالعنفوان والمنَعَة والكبرياء، ونصرة المظلوم، والكرم، والشجاعة والجرأة. ما فعله سماحة السيد عبدالملك الحوثي من أجل فلسطين والأمة العربية لم تفعله جيوش عربية جرارة؛ وهو بذلك يسهم في إضافة اسمه ومقاتليه بحروفٍ من ذهب في تاريخ اليمن المديد والعميق. وبرأينا أن اليمن لديه المزيد مما سيفاجئ به الجميع، لأنه عود الجميع أن يصنع من التضحيات بطولات وانتصارات.

التنسيق بين صنعاء والمقاومة الفلسطينية
ما مدى التنسيق بين صنعاء وقيادة المقاومة الفلسطينية؟
هناك تنسيق كبير وعلى أعلى المستويات بين قيادة المقاومة الفلسطينية والقيادة اليمنية في صنعاء كجزء من محور المقاومة الذي يمتد من إيران واليمن والعراق وسوريا ولبنان وفلسطين، وهذا يتجسد بشكل واضح في ميدان معركة التصدي لحرب الإبادة الصهيونية على قطاع غزة. وهذا التنسيق لم يقتصر على التنسيق في معركة طوفان الأقصى، بل هناك تنسيق كبير وتواصل دائم بين قوى المقاومة الفلسطينية والقيادة اليمنية في صنعاء في السنوات الأخيرة.

العدوان على اليمن والعدوان على غزة
كنتم في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وأنتم شخصياً، من أبرز المناهضين للعدوان السعودي الإماراتي الأمريكي على اليمن منذ مطلع 2015م، وأدنتم المجازر التي ارتكبها ذلك العدوان.. ما مدى التشابه بين العدوان على اليمن، والعدوان على غزة، وبين الصمود اليمني والصمود الفلسطيني؟
كنا ومازلنا نقف مع اليمن وندافع عنه في وجه التحالف الأمريكي الذي استهدف اليمن أرضاً وشعباً ومقدرات، فاليمن شعب عزيز وأصيل. فكل قوى العدوان والبغي تتفق في برامجها وأهدافها على محاولات تفتيت شعب وضرب وجوده، واستهداف أي مقومات نهوض عسكرية وأمنية ومدنية واقتصادية. ولذلك تشابهت أهداف العدوان السعودي الإماراتي المدعوم والموجه أمريكياً على اليمن وبين الكيان الصهيوني واحتلاله الغاشم وجرائمه المتواصلة على الشعب الفلسطيني. وبالتالي الشعب اليمني وقواته المسلحة تقاوم بشكل مشروع جرائم هذا التحالف المجرم الذي ارتكب الجرائم الكبيرة بحق الشعب اليمني، وأدى إلى استشهاد مئات الآلاف من اليمنيين خاصة الأطفال نتيجة استمرار الحصار. وكذلك الشعب الفلسطيني يعاني من ذات الجرائم والحصار. ولكن جسد الشعب اليمني حالة صمود كبيرة في مواجهة هذا التحالف، الذي رفع راية الاستسلام مؤخراً وأكد عدم قدرته على مواجهة القوة اليمنية العاتية المتسلحة بالإرادة والعزيمة وبعدالة قضيتها. وكذلك الاحتلال الصهيوني حتماً سيندحر صاغراً من قطاع غزة، فهو حتى الآن لم يحقق أي هدف من أهدافه، ومازال يتلقى الخسائر تلو الخسائر من قبل المقاومة الفلسطينية. ولكن ما يميز معركة طوفان الأقصى أن اليمن سيكون حاضراً في لوحة انتصار المقاومة الفلسطينية على الاحتلال الصهيوني وحلفائه.

مستقبل مضيء
كيف تقرؤون مستقبل اليمن في ظل التطورات الحالية على مستوى المنطقة والعالم؟
من خلال تقييمنا للأداء الكبير والمذهل لليمن وقواته المسلحة اليمنية، فإننا نرى مستقبلاً مضيئاً عتاده شعب اليمن العظيم وقواته المسلحة الضاربة. إننا سنشهد في المستقبل القريب صعود اليمن كقوة سياسية وإقليمية لا يمكن تجاهلها أو حتى مواجهتها. قوة مسنودة بقوة الحق، وبعبق التاريخ اليمني، وبحضارة الشعب اليمني. هذه القوة ستكون قوة رادعة في خدمة الحقوق العربية وخاصة القضية الفلسطينية. وما دخول القوات المسلحة اليمنية معركة طوفان الأقصى، إلا بداية نهضة الأمة العربية، من بوابة اليمن، وقوة رجاله القوية بأصالة وقوة جبالها وتاريخها.

التطبيع السعودي الصهيوني
ما تعليقكم على الترويج المتصاعد للتطبيع السعودي مع الكيان الصهيوني مقابل إنهاء الحرب على غزة والاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود 1967م؟ وهل التطبيع مع الكيان الغاصب يأتي لصالح القضية الفلسطينية؟
هناك مشروع أمريكي ثابت هدفه تكريس السيطرة على المنطقة لمواصلة نهب ثروات الأمة، وحماية الكيان الصهيوني. وما الجولات المتكررة التي يقوم بها وزير الخارجية الأمريكي بلينكن إلا محاولة لإنقاذ الكيان الصهيوني من ورطته الوجودية التي تسببت بها معركة طوفان الأقصى وانهيار قوة ردعه، فالأمريكي يجد بالوصول إلى اتفاقيات تطبيع بين الكيان الصهيوني وبعض الدول العربية خاصة السعودية إحدى الوسائل الهادفة إلى حماية الكيان من محور المقاومة والقوى المناهضة للكيان وللأمريكان في المنطقة. وأمريكا تحاول خلق حلف عربي على رأسه السعودية حارس أمن لحماية هذا الكيان وللتواجد الأمريكي في المنطقة رغم أن هذه المحاولات فشلت، واستثمار اتفاقيات التطبيع للمزيد من نهب ثروات الأمة خاصة النفط. وبرأينا أن طوفان الأقصى وضعت اتفاقيات التطبيع في مهب الريح. ونرى أن محاولات الأمريكي للوصول إلى هذا التطبيع لم ولن تنجح في استعادة قوة الردع للكيان الصهيوني، أو إضعاف قوى المقاومة. نحن أمام تحولات استراتيجية وهامة في المنطقة. سيكون لإيران واليمن دور لافت فيه.

طريق تحرير فلسطين
ما الكلمة التي توجهونها في نهاية هذا اللقاء؟
نعبر عن افتخارنا واعتزازنا الكبير باليمن شعباً وقيادةً وجيشاً، ونرى أن ما قدمته من أجل فلسطين ومقاومته وخصوصاً في معركة طوفان الأقصى، هو شيء كبير ومثار امتنان شعبنا والأمة العربية، وهذه التضحيات اليمنية والردود اليمنية، كان لها نتائج هامة على سير المعركة، وسيكون لها مفاعيلها في المستقبل. اليمن ومعها كل فصائل المقاومة ترسم بدمائها وتضحياتها وشجاعة وجرأة قواتها المسلحة طريق تحرير فلسطين. وهذا الطريق أصبح أكثر وضوحاً في معركة طوفان الأقصى التي تتوحد فيها جبهات المقاومة، وفي هذا السياق نوجه التحية للمقاومة الإسلامية في لبنان (حزب الله)، هذه الجبهة التي تستنزف العدو وقدم خلالها الحزب مئات الشهداء على طريق القدس، وكذلك للمقاومة العراقية ولسوريا العروبة ولرأس محور المقاومة الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي استعادت التوازن والردع مع العدو من خلال عمليتها الجريئة والشجاعة (وعد صادق).
عاشت اليمن وعاش شعبها وإننا معكم وبكم سننتصر حتماً.