«لا» 21 السياسي -
يعرف معظمنا القصة الشهيرة بين الإمام أبي حنيفة النعمان والرجل الذي استفتاه عن حكم العزل في الزنا، ولا داعي لإعادة روايتها، فهي مشهورة ومعروفة، وما التذكير بها هنا إلا لإسقاطها على حادثة «السقط» وبطولاتهم الدونكيشويتية في إنزال العصائر جواً وبإذن الصهاينة على المحاصرين في غزة، فيما هؤلاء السقط أنفسهم هم من يحاصرون الفلسطينيين ويشاركون في قتلهم وتجويعهم. سقطٌ لا يملك المرء أمام ما يفعلونه مد رجليه في وجوههم فقط، كما فعل أبي حنيفة مع أحد سقط ذلك الزمان. وما أجمل ما وصف به صلاح الدكاك الحالة السابقة قائلاً: «الطائرات «العربية» التي ألقت على شعب اليمن مئات آلاف الأطنان من القنابل والصواريخ طيلة تسعة أعوام، تحركت نخوتُها فحوّلَت مسارها الجوي نحو غزة، لتلقي على أشلاء أطفالها وأنقاض منازلها قوالب شوكولاتة»!