صلاح الدكاك / لا ميديا -

لقد شَرُفَت أنْ كنت خصماً لها العِدى
فما بالُ قومٍ أدركوا بك سُؤدَدا
وأمةِ مَوتى أنت نافخُ روحها
ضربتَ لها في سدَّة المجد موعدا؟!
سموت بها، حتى استوت، من رميمها
وأطلعتها من ظلمة اللحد فرقدا
وعلّمتها الأسماءَ -يا نصرُ- كلَّها
وأجريتَ نسغَ الضاد معنى وأبجدا
وكنتَ -وقد هانت على كل أمّةٍ-
لها خبراً في العالمين ومبتدا
لأنك «نصرُ اللهِ»، فينا تنزَّلت
كراماتُ كلِّ الأنبياء مجدَّدا
وفينا تجلَّى الله فتحاً وثورةً
ونصراً بلبنان الجنوبِ تجسَّدا
لأنك «نصرُ اللهِ» عزّتْ رؤوسنا
قِطافاً على عصر السواطير والمُدى
رؤوسٌ بكَ ارتدَّت لأكتافها فما
لها لا تباهي في مقامك سُجَّدا؟!
قد اتشحتْ تمُّوزَ مِن بَعد عُريها
ومِن بَعد موتٍ أدركتْ فيكَ مولدا
بعينيك «نصرَ اللهِ» عيناي أبصرت
وقد كان طرفي قبل عينيك أرمدا
كفى بجبين الحُرِّ إنْ تَرِبتْ على
خطاك طهوراً أن تُيّمم مسجدا
ولولا «أبو جبريل» ثَنَّاك هادياً
لكنت «أبا الهادي» لنا مُطلق الهدى
لمثلكما اغتالوا بدِينِ محمدٍ
بنيه كما اغتالت قريشُ محمدا
***
لأيِّ قبيلٍ تستكين وما أرى
خرائطنا إلا سبايا وخُرَّدا؟!
وكم غيرَ «إسرائيل» خلفك مثلُها
تكيدُك مَثنى حين تبرز مفردا
تسومُ حرابُ القومِ ظهرَك غيلةً
ودونك بيروتٌ لتبْلغَ يَعبَدا
تذودُ الرزايا عن دمشقَ وتنثني
تشاطر صنعاءَ الأسى والتجَلُّدا
فلا جبهةٌ إلا وأبليتَ جبهةً
ولا شرفٌ إلا وطاوَلْته يدا
ومازال يخشاك الطغاةُ جميعهم
شحذتَ بياناً أو نضَوتَ مهنّدا
***
صقلتُ على صخر الجنوب أصابعي
فسالت شموساً تنضح النارَ والنَّدى
 وضاهت بناني السنديانَ مشرَّعاً
على بحر صُوْرٍ للبطولات والفِدا
جنوبٌ جهاتي كلُّها والهوى إذا
جنوباً سرى، كانت فلسطينُ مقصَدا