لا ميديا -
« أقول لأهلي إنني اخترت هذا الطريق بإرادتي وبوعيي وبكل قناعتي، وأتمنى أن تفهموا معنى استشهادي وتدركوه؛ لأنه الطريق الوحيد لنحرر أرضنا وشعبنا، ولنستعيد كرامتنا المهدورة. الشهادة التي سأسجلها بدمي لا أسجلها لفئة أو لطائفة، وإنما للأمة كلها وللشعب كله» (الشهيدة اللبنانية ابتسام حرب).
وُلدت ابتسام فريد حرب عام 1957، في بلدة «غريفة» الشوف اللبنانية. طالبة جامعية تدرس تخصص علم نفس. انتمت إلى صفوف الحزب السوري القومي الاجتماعي، ثم انضمت إلى جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية.
في 9 تموز/ يوليو 1985، ذكرى استشهاد مؤسس الحزب السوري القومي الاجتماعي، خططت المقاومة الوطنية اللبنانية لتنفيذ عمليتين متزامنتين في منطقتين مختلفتين في الجنوب. هي نفذت إحداهما، والأخرى نفذها رفيقها في الحزب خالد الأزرق في منطقة الزاوية.
انطلقت ابتسام بسيارة مجهزة بعبوة ناسفة تزن 200 كيلوجرام من مادة (تي إن تي). تخطت حاجز القوات الدولية في منطقة رأس البيّاضة - النّاقورة. اقتحمت حاجزاً مشتركاً للعدو الصهيوني وجيش لحد العميل، عند «بوّابة العار» داخل «الحزام الأمني». انفجرت السيارة بتجمع لقوات العدو وعملائه، ليسقط منهم 30 قتيلاً وجريحاً. شوهدت سيارات الإسعاف والمروحيات تجوب المنطقة وتعمل على إخلاء القتلى والجرحى.
علق مسؤول صهيوني على العمليتين المنفذتين قائلاً: «إنهم ليسوا من الأشخاص المحليين. إنهم متعصبون عقائديون تدفع لهم سورية لمسح إسرائيل من الخريطة. والحزام الأمني ليس سوى أحد أهدافهم، وإذا أزيل فسيحاولون الهجوم على إسرائيل مباشرة».
في المقابلة التلفزيونية التي أجريت معها قبل تنفيذها العملية الفدائية قالت: «يخالجني شعور بأني سأقوم بعمل يعيد لأمتي الكرامة والمجد والبطولة، فقد عانت الويلات من جراء احتلال عنصري يمارس التشريد والإرهاب والمجازر الجماعية... أدعو شعبي لقتال العدو الصهيوني وطرده ليس فقط من جنوب لبنان، بل ومن كل شبر من أرض فلسطين الغالية. وكم تمنيت أن تكون هذه العملية داخل الأراضي المحتلة بفلسطين».