لا ميديا -
«حسبما أرى، فإن الانتفاضة قد انطلقت، وما يجري للأقصى هو ما يجري لمقدساتنا ومسرى نبيّنا، وما يجري لنساء الأقصى هو ما يجري لأمهاتنا وأخواتنا، فلا أظن أنّ شعبي يرضى بالذل، الشعب سينتفض». من صفحته على الفيس بوك
حقا، كان يهجس بالحقيقة، فما قام به مثّل الشرارة الأولى لاشتعال انتفاضةالسكاكين أو انتفاضة القدس التي أعادت القضية الفلسطينية إلى الواجهة، بعد أن حاولت سلطات الاحتلال وبعض حلفائها في المنطقة تغييبها، ولاتزال مستمرة بعمليات فردية نوعية، فخلال سنتين من عمليته نُفّذت أكثر من 70 عملية طعن ودهس ضد جنود ومستوطني الاحتلال.
ولد مهند شفيق محمد الحلبي عام 1995 في بلدة «سردا» شمال مدينة رام الله لأسرة تعود أصولها لمدينة يافا المحتلّة عام 1948.
درس الحقوق في جامعة «أبو ديس» في القدس المحتلّة، وكان أحد أعضاء الرابطة الإسلامية (الإطار الطلابي لحركة الجهاد الإسلامي).
تأثر باستشهاد زميله في الجامعة ضياء التلاحمة فوعد والد التلاحمة بأنه سيثأر له. وبما يتعرض له المسجد الأقصى من انتهاكات الاحتلال واقتحامات قطعان مستوطنيه في محاولة لتكريس التقسيم الزماني والمكاني، وكذا حرق عائلة دوابشة في نابلس.
في 3 تشرين الأول/ أكتوبر عام 2015، خرج كعادته متوجها إلى جامعته، ومن هناك توجه عبر طرق التفافية متجاوزا الجدار والحصار على مدينة القدس حتى وصل إلى باب الأسباط في البلدة القديمة وبسكينه طعن أحد المستوطنين الصهاينه واستولى على مسدسه، وأخذ يطلق النار فأصاب 5 مستوطنين آخرين. أدّت العملية الى قتل مستوطنين وإصابة 5 آخرين بجروح متفاوتة.
احتجزت قوات الاحتلال جثمانه لمدة أسبوع ثمّ سلّمته لأهله في 9/10/2015. وهدمت منزل عائلته.
نعته حركة الجهاد الإسلامي واعتبرت عمليته «تطورا نوعيا للمقاومة الفلسطينية، وردا طبيعيا على جرائم الاحتلال». كما باركتها حركة حماس مؤكدةً أن «الشعب الفلسطيني لن يسلّم بإجراءات الاحتلال في المسجد الأقصى». فيما هدّد رئيس حكومة الاحتلال آنذاك بنيامين نتنياهو بعملية عسكرية «كبيرة وواسعة جدا في غضون 72 ساعة».