توفي، الثلاثاء الماضي، الأديب والمفكر والسياسي اليمني الكبير الدكتور أبوبكر السقاف في العاصمة الروسية موسكو عن عمر ناهز 88 عاما.
وُلِد في منتصف ثلاثينيات القرن الماضي في إثيوبيا لمهاجر يمنيّ من الوهط التابعة للسلطنة العبدلية حينها. عاد منتصف الأربعينيات إلى قرية الوهط في لحج ودرس في مدارسها وكان ضمن مجموعة بعثها الاتحاد اليمني للدراسة في القاهرة عام 1954، وهناك تفتح وعيه على الفكر الاشتراكي فانتمى إلى اليسار الماركسي حتى وفاته.
انتخب سكرتيرا عاما للجنة التنفيذية في مؤتمر الطلبة اليمنيين، الذي انعقد في 23 تموز/ يوليو 1956 في القاهرة.
عام 1959، كان ضمن العائدين من القاهرة إلى مدينة تعز عبر الحُديدة، بعد تضامنهم مع مطرودي المخابرات المصرية آنذاك (عمر الجاوي، ومحمد عبدالله باسلامة، ومحمد جعفر زين السقاف).
أعاد ولي العهد (محمد البدر)، وبعد مراسلات وتظلمات، ابتعاثهم للدراسة الجامعية في عدد من دول المعسكر الاشتراكي، مثل روسيا وألمانيا، فذهب هو وعمر الجاوي ومحمد عبدالولي إلى موسكو وتخصص بدراسة الفلسفة.
عاد بعد ثلاثة أعوام إلى تعز والتحق مع آخرين بالمركز الحربي كمترجمين للخبراء الروس.
حصل في أوائل السبعينيات على شهادة الدكتوراه برسالته عن تيار المعتزلة.
عاد عام 1974، والتحق بجامعة صنعاء أستاذاً للفلسفة. وبدأ ينشر دراسات ومقالات في مجلة "الحكمة"، ومجلة "الكلمة"، ومجلة "اليمن الجديد".
تعرض بسبب موقفه المناهض للمؤسسة الرسمية ودفاعه عن الحريات وحقوق الإنسان إلى كثير من المضايقات والاعتداءات والعقوبات، كالفصل عن العمل، والاعتداء الجسدي؛ لكنه ظل محافظا على موقفه ومكانته كمفكر ومثقف رفيع، مقاوما لسلطات القمع.

صدر له من الكتب:
"دراسات فكرية وأدبية"، "كتابات"، "الجمهورية بين السلطنة والقبيلة"، و"دفاعا عن الإنسان".