لا ميديا -
«كان أكثر المحرّرين ذكاءً، ذا عقلٍ رياضي، لكنه متمكن من اللغة العربية أيضاً. مديد القامة، على خلقٍ عظيم، ومتمرِّس في الكتابة الصحافية، رغم أنه لم يدرس الصحافة. جاءته الطلقة بين عينيه، وخسرناه إنساناً وكادراً فتحاوياً يسارياً، ومثقفاً ومحرِّراً واعداً جداً. تنطبق عليه صورة المثقف الثوري الذي سقط ولم تحظَ عيناه برؤية طفله الأول والأخير» (الكاتب الفلسيني حسن البطل).

ولد رشاد محمد محمود عبد الحافظ في مدينة طولكرم الفلسطينية عام 1946. سافر إلى العراق للدراسة الجامعية وحصل على البكالوريوس في العلوم من جامعة الموصل.
بعد هزيمة حزيران 1967 بقي في العراق، وهناك التحق بحركة فتح وكان من أبرز القائمين على بناء التنظيم الثوري للحركة. تدرج بعدة مواقع ومسؤوليات فيها، كما تولى هناك منصب عضو لجنة إقليم الحركة في العراق.
بعد الخروج من الأردن استدعته القيادة إلى بيروت، وبدأ نشاطه هناك في جهاز الإعلام الموحد مع الشهيد ماجد أبو شرار، حيث شغل مدير تحرير «فلسطين الثورة» الصحيفة المركزية الناطقة باسم منظمة التحرير الفلسطينية. بعد استشهاد ماجد أبو شرار صار مسؤولاً عن مجلس الإعلام الفلسطيني الموحد.
على صفحات «فلسطين الثورة»، وفي الطيونة، وفي الشياح، سجل عنوان ثورته الجذرية الناضجة. كان عميق الإيمان بوحدة الكلمة والرصاصة، فكتب في «فلسطين الثورة» أروع عطائه الثوري في خدمة قضية الثورة والشعب (بالدم قاتل من أجل فلسطين... وبالدم كتب لفلسطين). ويعرف بلقب «شهيد الإعلام الفلسطيني الموحد».
خلال الحرب الأهلية في لبنان شارك إخوانه المقاتلين الدفاع عن الثورة ووجودها في وجه المؤامرة التي نسج خيوطها أعداء الثورة وحلفاؤهم التقليديون.
اغتاله الكيان الصهيوني في 24 نيسان/ أبريل عام 1967 بطلقة نارية بين عينيه من قناص صهيوني في منطقة الطيونة «محور حي الشيّاح ـ عين الرمّانة» في ضواحي بيروت وهو يشارك في المعركة.