«لا» 21 السياسي -
«فعلها البدر وهرب». هكذا يصف الشاعر والمفكر الكبير عبدالله البردوني ثورة 26 أيلول/ سبتمبر في إشارة حاذقة للغاية من رجل بحجم البردوني إلى حقيقة ما حدث ليلة الخميس ذاك. اختزالٌ عبقري قد لا يقبله البعض بالطبع وإن أجمع الكثيرون بأن ما ورد في الخطاب الذي ألقاه البدر بعد توليه السلطة عقب وفاة والده الإمام أحمد كان (أي الخطاب) سبباً للثورة أو بالأصح التعجيل بها.
«توفي الإمام أحمد يحيى حميد الدين في مدينة تعز، 19 أيلول/ سبتمبر 1962، فخلفه ولده محمد البدر ذو الـ33 عاماً، تلقب الأخير بـ»المنصور»، وأعلن بعد يومين من الجامع الكبير بصنعاء خريطة طريق حُكمه، وأنَّه لن يحيد قيد أنمله عن نهج والده، قَائلاً إنَّه سيتبع الطريق المُستقيم؛ الأمر الذي جعل الضباط يُعجلون بالتعشي به قبل أنْ يفطر بهم».
ما سبق كان هو الرواية التي تشاركت ذكرها معظم إن لم يكن كل سرديات ثوار 26 أيلول/ سبتمبر؛ غير أن هنالك سؤالين/ تساؤلين يشتبكان مع تلك الرواية أفقياً وعمودياً.
الأول: هل كان الرئيس الثاني للجمهورية، القاضي عبدالرحمن الإرياني، هو من كتب خطاب البدر ذاك؟ ولماذا كتبه بتلك الطريقة؟!
الثاني: هل كان موقف الضباط سيتغير لو لم يقل البدر ما قال؟! وهل كانوا سيبقون ملكيين؟!
الإجابات طبعاً ستأتي افتراضية كما الأسئلة؛ إنما أوردنا ذلك من باب العصف الذهني للتاريخ!