لا ميديا -
«العمل العسكري لم يكن خياري إنما خيار المرحلة، تلك المرحلة التي عشتها مع جيل كامل، فقد تشَكّلت دائرتي من الرفاق الذين معهم كنا نسعى للتعبير عن ذواتنا، وفي الدفاع عن قناعاتنا وثوابت وحقوق شعبنا. وإن أردت للحق أن يظل واقفاً على قدميه فضع على كتفك بندقية، ونحن خضنا هذا الغمار حاسمين لخياراتنا ومستعدين لدفع استحقاقات».
ولد نادر ممدوح صدقة عام 1977 في مدينة نابلس، وعاش على قمة جبل جرزيم كباقي أفراد الطائفة السامرية الفلسطينية، الذين لا يتجاوز عددهم الألف نسمة.
مع اندلاع الانتفاضة الأولى عام 1987، كان طفلاً من أطفال الحجارة. درس التاريخ في جامعة النجاح، فتبلور وعيه السياسي، لينشط في «جبهة العمل الطلابي» الإطار الطلابي للجبهة الشعبية.
عندما اندلعت انتفاضة الأقصى عام 2000، التحق بالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. كان منزله مأوى لرفاقه وهم أوائل القادة المؤسسين لكتائب الشهيد أبو علي مصطفى. بعد تنفيذ عدد من العمليات طورد ورفاقه مدة عامين استشهد خلالها عدد من رفاقه المقربين.
بحكم ما تمتع به من قدرات في الوعي والشجاعة والانضباط، أصبح عام 2002م قائدًا لكتائب الشهيد أبو علي مصطفى الجناح العسكري للجبهة في نابلس.
كثفت أجهزة الاحتلال محاولاتها للوصول إليه، وظل يتنقل متخفيا من مكان لآخر، حتى اعتقل خلال عملية عسكرية بنابلس عام 2004م، وحكم عليه بالسجن 6 مؤبدات.
حوّل الأسر إلى مدرسة للنضال؛ يقرأ كثيرًا يحاضر في الأسرى، عن تاريخ فلسطين، والإيمان الراسخ بحق الشعب في الحرية والانعتاق. وتصدى لسعي الاحتلال إلى تفريغ المحتوى النضالي للأسير وإدخاله في تجربة صعبة تنشئ لديه رادعاً نفسياً وجسدياً تمنعه من إعادة الكرة.
يحظى باحترام كبير من الأسرى من كافة الفصائل، يتصدر الإضرابات التي تخوضها الحركة الأسيرة، ومكّنه إتقانه اللغة العبرية من تمثيل الأسرى في الكفاح لانتزاع حقوقهم داخل السجون، ولايزال ينهض بدوره النضالي منذ 18 عاما.