أعلن مجلس ما يسمى «الحراك الثوري الجنوبي»، فصل رئيس مكتبه السياسي فادي باعوم من عضويته، لما اعتبره تجاوزا وخروجا عن برنامجه وسياسته.
وجاء إعلان الحراك بعد ساعات من وصول فادي باعوم إلى مدينة عدن المحتلة ولقائه بقيادات مما يسمى المجلس الانتقالي الموالي للاحتلال الإماراتي.
وقال «الحراك الثوري» في بيان له، ليل أمس ، إن باعوم الابن لم يعد له أي صلة بمجلس الحرك الثوري ولم يعد يعبر عن المجلس.
وأضاف أن «تحركات باعوم الأخيرة وزيارته إلى عدن تعبر عن موقف شخصي وليس عن سياسات وأدبيات ومخرجات المؤتمر العام لمجلس الحراك الثوري الجنوبي».
واعتبر المجلس زيارة باعوم إلى عدن تسلقا للقضية الجنوبية حد وصفه، مضيفا: إيماننا المطلق بوجوب الجلوس على طاولة الحوار والتقارب الجنوبي الجنوبي، وليس حوارا من أجل الحوار، وتليه المكاسب والمنافع الشخصية لأشخاص تسلقوا على القضية الجنوبية لتحقيق مصالحهم وأهدافهم الشخصية».
واختتم البيان بالقول: «كل الشواهد والوقائع الجارية على الأرض الآن تؤكد صحة ما يدور الآن فالوطن باق والثورة الجنوبية ستنتصر والاحتلال سيرحل والمرتزقة والخونة في مزبلة التاريخ»؛ في إشارة إلى انتقالي الإمارات برئاسة المرتزق عيدروس الزبيدي.
وكانت مصادر مقربة من فادي باعوم قالت إن عودة الأخير إلى عدن جاءت من أجل «وحدة الصف الجنوبي»، مشيرة الى أن هناك سعيا «لحوار مع كل المكونات الجنوبية وعلى رأسها «الانتقالي الجنوبي» لتقريب وجهات النظر وحلحلة الاختلافات ووضع رؤية واحدة وواضحة لانتشال البلاد من الوضع المعيشي والكارثي الذي يعانيه شعبنا في الجنوب»، حد قولها.
بدوره، أكد حسن باعوم رئيس الحراك عدم معرفته المسبقة بذهاب ابنه فادي إلى عدن.
ونقلت مصادر مقربة من باعوم أنه تفاجأ بالخبر من وسائل الإعلام.
يشار إلى أن الحراك الجنوبي تأسس في العام 2007 على يد ناصر النوبة وحسن باعوم وعلي سالم البيض وعيدروس الزبيدي قبل أن ينشق الأخير ويشكل ما يسمى المجلس الانتقالي. وبدأ الحراك بكيان جمعية المتقاعدين العسكريين والأمنيين المسرحين من عملهم، من خلال مطالب بالمساواة وإعادة المسرحين العسكريين والمدنيين.
ومنذ تأسيسه شرع الحراك في تنظيم اعتصامات ومسيرات ومظاهرات احتجاجاً على ما كان يسميه مناطقية النظام السابق وتصاعدت وتيرة الاحتجاجات، حتى جاء العام 2008 وقد أصبح الحراك يطالب بالانفصال واستعادة استقلال ما تسمى دولة اليمن الجنوبي.
وفي 2009، أعلن التكفيري طارق الفضلي، الذي قاتل في أفغانستان أثناء الحرب السوفياتية في أفغانستان، عن نهاية تحالفه مع النظام والانضمام إلى الحراك الجنوبي، ليصبح الفضلي أحد شخصياته البارزة، فاعتبر مراقبون حينها أن الحراك اخترق من قبل النظام الذي كان أحده أركانه العميل علي محسن الأحمر صهر الفضلي، ثم انضم أيضا التكفيري القاعدي ناصر الوحيشي.
ومع اشتداد واتساع دائرة ما تسمى «ثورة الشباب» التي عمّت معظم المدن اليمنية مطلع عام 2011، أعلن الحراك على لسان أمينه العام عبدالله حسن الناخبي وقف مطالب الانفصال بشكل مؤقت، والانضمام إلى المظاهرات والاحتجاجات التي تعم البلاد، على أن بعض فصائل الحراك لم تتبن هذا البيان ورفضته مؤكدة استمرار مطالبتها بالانفصال. وفي مؤتمر الحوار الوطني شارك فصيلان فقط من الحراك فيما بقية مكوناته رفضت ذلك، لاسيما الفصيل الذي يتزعمه نائب الرئيس اليمني السابق المقيم في المنفى علي سالم البيض.
كان العدوان واحتلال المحافظات الجنوبية بمثابة نقطة تحول في المكونات الجنوبية؛ ففي الوقت الذي رحب به مجلس العيدروس بالاحتلال وأعلن موالاته للإمارات، انزوى الحراك الجنوبي غير مفرط بما يعتبرها ثوابت، فرفض التعاون مع الاحتلال، فبدأت بوادر صراع تلوح في الأفق بينه وبين مجلس الزبيدي، الذي رفض أي دعوات للقاءات مجتمعية يدعو إليها الحراك في المحافظات المحتلة. كما منع قادة الحراك من دخول المدن الرئيسية مثلما حدث مع حسن باعوم الذي منع من دخول المكلا عاصمة محافظة حضرموت ومسقط رأسه، واحتجزته قوات الاحتلال الإماراتي، ما تسبب قي إحداث شرخ كبير في علاقة الحراك بالمجلس الانتقالي.
وكان للحراك موقف رافض لكل مؤتمرات الرياض ومخرجاتها، كما أنه يعتبر تدخل السعودية والإمارات احتلالا يجب مقاومته.