لا ميديا -
"حين نزلتُ بيروت، جاءت دلال لتتعرف عليّ، وكانت صغيرة في السن، قالت لي: "سأذهب إلى المكان الذي أتيت أنت منه". لم أتوقّع حينها أنّها فدائية، إلى أنْ سمعت نبأ استشهادها، فعرفت أنّها الفتاة التي جاءت لتتعرّف عليّ، فكانت مفاجأة كبيرة جداً" (من حديث صحفي لفاطمة برناوي).
فاطمة برناوي من مواليد مدينة القدس عام 1939، وتنحدر من عائلة نيجيرية الأصل هاجر والدها إلى فلسطين واستقر في مدينة القدس. عملت في مهنة التمريض.
بعد حرب حزيران 1967، التحقت بحركة فتح، وكُلّفت بتنفيذ أول عملية عسكرية تقوم بها امرأة فلسطينية بعد احتلال مدينة القدس، تقضي بتفجير "سينما صهيون" في القدس.
في 8 تشرين الأول/ أكتوبر 1967، ومع بدء تشغيل الفيلم، وضعت حقيبة مليئة بالمتفجّرات داخل "سينما صهيون" وخرجت بهدوء؛ لكن صحافياً أميركياً انتبه للحقيبة فأبلغ جنود الاحتلال فقاموا بنقل الحقيبة إلى الخارج.
في اليوم التالي دهمت قوّة من الاحتلال مكان عملها فاعتقلتها ثم اعتقلت شقيقتها ووالدها ووالدتها وأطلق سراح والديها بعد التحقيق لأكثر من شهر وحكم على شقيقتها بالسجن لمدة عام.
قُدّمت إلى المحاكمة. رفضت أن تقف للقضاة، فاعتدى عليها الحراس. اعترفت بتنفيذها العملية، قائلة: "إنّها عملية شرعية، دفاعاً عن وطني، لماذا أتنكّر لها؟!". حكم عليها بالسجن مؤبدين اثنين و10 سنوات.
قضت عشر سنوات في السجن وأُطلِق سراحها في تشرين الثاني/ نوفمبر 1977، قبل زيارة الرئيس أنور السادات القدس، كتعبير عن "حسن النوايا"، وأبعدت إلى الأردن.
توجهت بعدها إلى لبنان، حيث التحقت بصفوف الثورة الفلسطينية. شاركت في التصدي للقوات الصهيونية عند اجتياح لبنان عام 1982.
عام 1994، عادت مع العائدين، وطلب منها الرئيس "أبو عمار" تأسيس "جهاز الشرطة النسائية" الفلسطينية، وحققت نجاحا كبيرا في مهمتها
غيبها الموت في 8 تشرين الأول/ أكتوبر 2016، في العاصمة الأردنية عمّان، ورفضت سلطة الاحتلال دفنها في القدس.