«لا» 21 السياسي -
هل كان وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف جاداً وصادقاً حين قال إن زعيم النازية الألماني أدولف هتلر ذو دماء يهودية؟ ولماذا قامت قيامة الصهاينة من كلامه؟ وهل ما قاله يخفي سراً يخشى اليهود كشفه؟
فيما يلي محاولة لمعرفة سبب الغضب الصهيوني وما الذي يخافه الصهاينة من أي محاولة للكشف عن العلاقة بين هتلر والصهيونية.
«صفقة سرية لا تحب إسرائيل الإشارة إليها» لأنها تكشف عن توافق مصالح غريب بين الصهيونية والنازية في فترة ما قبل الحرب العالمية الثانية، وتعرف هذه الصفقة باسم «اتفاقية هعفراه» (Haavara Agreement).
و»اتفاقية هعفراه» هي اتفاقية بين ألمانيا النازية ويهود ألمانيا الصهاينة تم التوقيع عليها في 25 آب/ أغسطس 1933 بعد ثلاثة أشهر من المحادثات بين الاتحاد الصهيوني الألماني والبنك الأنغلو-فلسطيني (تحت إدارة الوكالة اليهودية) والسلطات الاقتصادية لألمانيا النازية.
كانت الاتفاقية عاملاً محورياً في تسهيل هجرة حوالى 60 ألف يهودي ألماني إلى فلسطين بين عامي 1933 و1939.
ولتنفيذ «اتفاقية هعفراه» ساعد النازيون وحتى قوات الأمن الخاصة قبل الحرب العالمية الثانية في الهجرة غير الشرعية لليهود في فلسطين، كما منع هتلر الدعم عن عرب فلسطين حتى لا يُغضب البريطانيين الذين كانت فلسطين تحت انتدابهم.
وخلال الثلاثينيات واصل النازيون التعاون مع الصهيونية لأنهم أرادوا استخدامها لتقليل أعداد اليهود في ألمانيا وإرضاء البريطانيين في الوقت ذاته، حسب دراسة لفرانسيس نيقوسيا وردت أجزاء منها في موقع متحف التسامح (MOT)، وهو مركز يصف نفسه بأنه مختبر لحقوق الإنسان ومركز تعليمي مخصص لفهم الهولوكوست.
وفي صيف عام 1933 بعد فترة وجيزة من توليه السلطة وقعت حكومة هتلر «اتفاقية هعفراه» مع الممثلين الصهاينة، وأدى ذلك إلى تراجع أغلبية الحركة الصهيونية عن دعم المقاطعة ضد المنتجات الألمانية.
أتاحت الاتفاقية هجرة أعداد كبيرة من اليهود، كما  فتحت فلسطين و«الشرق الأوسط» أمام الصادرات الألمانية من خلال الاتفاق على أن يشتري اليهود المهاجرون إلى فلسطين من ألمانيا منتجات ألمانية مقابل أثمان ممتلكاتهم في ألمانيا، حيث كانت الاتفاقية تقضي بنقل أموال اليهود المهاجرين من ألمانيا إلى فلسطين على هيئة بضائع وسلع ألمانية، ما أسهم في إنعاش الاقتصاد الصهيوني في فلسطين وتوفير آلات زراعية ومعدات صناعية لدعم المشروع الصهيوني، وتوفير فرص عمل للمهاجرين اليهود الجدد الذين استوطنوا في فلسطين.
نتيجة للاتفاقية زادت الصادرات الألمانية إلى فلسطين بسرعة كبيرة، حتى أنه بحلول عام 1937 كانت ألمانيا قد انتقلت إلى المركز الأول بين الدول المصدرة إلى فلسطين، متجاوزة حتى بريطانيا العظمى القوة صاحبة الانتداب على فلسطين.
اللافت أن قوات الأمن النازية الخاصة فضلت باستمرار الهجرة اليهودية إلى فلسطين رغم القيود البريطانية على الهجرة القانونية، واستمرت في ذلك حتى عام 1941 عندما سادت السياسة الجديدة للحل النهائي (الإبادة)، حسبما ورد في تقرير لمتحف التسامح (MOT).
وكان هناك تعاون بين قوات الأمن النازية الخاصة والصهاينة في الفترة 1933-1937 كما دعمت الحكومة الألمانية النازية برنامج الصهاينة لإعادة التدريب الزراعي وشجعوا تعليم اللغة العبرية وتعريف اليهود الألمــــــــــان بفلسطين وحتى عرض ما يعرف بالعلم الوطني اليهودي باللونين الأزرق والأبيض. وأثناء هذا التعاون مع النازية كان نشطاء الحركة الصهيونية يرتدون الزي العسكري.
وكانت اتفاقية النقل أو ما يُعرف بـ»اتفاقية هعفراه» بين الصهيونية والنازية حلقة من حلقات تعزيز الاقتصاد اليهودي في فلسطين.
وحتى بدايات الحرب العالمية الثانية نُقل حوالى 14 مليون جنيه استرليني من ألمانيا إلى فلسطين كان لها الأثر الكبير في دعم الوجود الصهيوني في فلسطين.
مازالت هذه الصفقة تثير الجدل في الأوساط اليهودية والغربية، حيث يقول البعض إنها تمثل دليلاً على أن هتلر كان صهيونياً ودليلاً على التعاون المشبوه بين النازية والصهيونية.