لا ميديا -
بداية انتفاضة الأقصى عام 2000 خرج السركجي من سجون السلطة في الضفة الغربية، ليتولى زمام المبادرة في العمل المقاوم. وتمكن الرجل، الذي قضى حياته ما بين سجن وإبعاد وتعذيب ومطاردة، من تغيير مجرى انتفاضة الأقصى، بإشرافه على تجهيز مهندسي "القسام" الذين خططوا لعشرات العمليات النوعية التي أربكت كيان الاحتلال، ويصبح أحد أبرز مؤسسي الجناح العسكري لحماس في الضفة الغربية.
ولد يوسف خالد السركجي في نابلس عام 1961. نال درجة البكالوريس في الشريعة من الجامعة الأردنية بعمان، وعمل إماماً وخطيباً في عدة مساجد. اعتُقل مرات عديدة في سجون الاحتلال.
عام 1992 كان على رأس قائمة المبعدين إلى مرج الزهور مع 415 من قادة حركتي حماس والجهاد الإسلامي.
أخفق مخطط الإبعاد في إيقاف المقاومة، فسعى الاحتلال مجدداً إلى اعتقال قادة العمل المقاوم، فتم اعتقاله عام 1995، وأصيب بالفشل الكلوي، حتى اضطر الاحتلال إلى إطلاق سراحه وإبعاده إلى غزة.
أُلغي قرار الإبعاد، وعاد إلى نابلس ليواصل قيادة العمل المقاوم، فشارك في التجهيز للعديد من العمليات النوعية، أبرزها عمليتا "محنيه يهودا" و"شارع بن يهودا"، حتى جاء دور السلطة، حيث اعتقلته أجهزة أمنها عدة مرات منذ عام 1997، على خلفية قيادته كتائب القسام في الضفة الغربية.
قضى ثلاثة أعوام ونصف العام في سجون السلطة، يتعرض للتحقيق المتواصل من جهاز الأمن الوقائي. بعد الإفراج عنه بدأت مرحلة المطاردة منذ منتصف 2001، فعمل مع القائدين محمود أبو هنود وعادل عوض الله، وبدأ في تلك الشهور تغيير مجرى الانتفاضة، عبر مهندسي الكتائب الذين أعادوا أمجاد العمليات الاستشهادية البطولية.
وفي 22 كانون الثاني/ يناير عام 2002 تسللت مجموعة من الوحدات الخاصة الصهيونية إلى المدينة وطوقت شقة سكنية فيها إلى جانبه 3 من قادة القسام، فاستشهدوا جميعا.
يومها تباهت أجهزة الاحتلال بعملية الاغتيال التي قالت إنها دمرت من خلالها هيئة أركان حماس في الضفة الغربية.