لا ميديا -
شكّل عام 1993 نقطةً فارقةً في حياة جمال أبو سمهدانة؛ حيث التقى بالدكتور الشهيد فتحي الشقاقي في الجزائر، وتأثّر به وبفكره كثيراً، وبدأ في تلك الفترة انتقاله الهادئ من الانتماء الطبيعي لحركة "فتح" إلى تبنّي أيديولوجيةٍ ثوريةٍ شعبيةٍ تتخذ من الإسلام مكوّناً أساسياً لها.
وقبل عودته إلى فلسطين ولدت بذور فكرة تشكيل لجان المقاومة الشعبية في فلسطين وذراعها العسكري ألوية الناصر صلاح الدين.
ولد جمال عطايا أبو سمهدانة وسط قطاع غزة عام 1963، وانضم إلى حركة فتح في رفح عام 1981، واعتقل عام 1982، وأفرج عنه وأصبح مطلوبا لقوات الاحتلال بعد قيامه بحرق سيارة مدير "بنك هبوعليم" في رفح.
غادر إلى مصر حيث عمل في القطاع الغربي. وفي عام 1984 عمل في جهاز الأمن الموحد في تونس، قبل أن يغادر لدراسة العلوم السياسية في المغرب عام 1985.
التحق بالكلية العسكرية في ألمانيا الشرقية عام 1986، وانتقل بعد تخرجه عام 1989 إلى الجزائر، ثم إلى قوات الثورة في العراق. عاد إلى أرض الوطن بعد اتفاق "أوسلو"، فعمل مع قوات الأمن الوطني.
شارك بفاعلية في مواجهات "هبة الأقصى" عام 1996 مع القوات الصهيونية في القطاع والضفة الغربية.
رأى في تجربة حزب الله نموذجاً مقاوِماً ناجحاً وحالةً يمكن تكرارها في فلسطين.
ومع بداية انتفاضة الأقصى عام 2000، قرر تبني النهج العسكري لمقاومة القوات الصهيونية في قطاع غزة، فأسس مع رفاقه لجان المقاومة الشعبية وذراعها العسكري (ألوية الناصر صلاح الدين) في 28 أيلول/ سبتمبر 2000، وتولى موقع أمينها العام.
تعاونت الألوية مع كوادر حزب الله المكلّفة بدعم الانتفاضة، ما كان له دورٌ هامٌ في تزويد الألوية بصواريخ "غراد" الروسيّة، والتي مكّنتها من قصف بئر السبع عدّة مراتٍ خلال عامي 2004 و2005.
تعرض لمحاولات اغتيال خمس مرات، بعد أن ظهرت بصماته الناصعة وشجاعته وخبرته واضحة في تنفيذ أضخم وأكبر العمليات العسكرية ضد العدو الصهيوني، فاتخذ كيان الاحتلال قراراً استراتيجياً باغتياله، وقد صدر قرار من وزير الحرب الصهيوني بالموافقة على اغتياله وجميع من حوله.
استشهد يوم 8 حزيران/ يونيو 2006، إثر قصف الطائرات الصهيونية لموقع تدريب كان يزوره.