«لا» 21 السياسي -
هدنة إنسانية. هذا ما تروج وتدعو إليه الأمم والولايات المتحدة والاتحادات الأوروبية والروسية والصينية والأفريقية واللاتينية والوقواقية والعطاردية... إنه العالم المنافق، الذي لم تظهر إنسانيته قط أمام مجازر سبع سنوات من القتل والدمار والحصار يطالب اليوم بهدنة رمضانية!
إنها دعوة حق يُراد بها باطل نفط. إذن، هي مجرد هدنة ليلتقط الغرب والشرق أنفاسه ويلقط براميله ويتلقط عافيته النفطية ثم يعاود العدوان ديدنه الإجرامي وهو الذي لم يقطعه قط.
إنها الإنسانية المؤقتة على مؤشر برينت والموقوتة بصواعق قنابل تجار الموت ومصانع الأسلحة. إنها إنسانية المهادنة والمداهنة وبشرية الهدن والدهون.
والعالم الذي يحرك إنسانيته ثقب في برميل النفط لا رصاصة في رأس طفل ويهز مشاعره توقف حاوية غاز لا انقطاع أدوية ثلاسيميا الأطفال، هو العالم الذي يستحق منا أن نغرس صواريخنا بين أضلاعه ومصفاة نفطه بين بقيق وخريص لتتدفق في أوردته دماؤنا، ولتنسكب من عينيه دموعنا، وليأتينا بحاجته إلينا وبحاجتنا للسلام وحقنا بالانتصار.
نحن من نحتاج إلى هدنة حقيقية، ونحن من سنعلن بدء سريانها، من أرامكو وليس من الرياض.