«لا» 21 السياسي -
لم ولن تنتهي الانتصارات بعمليات كسر الحصار الأخيرة، ولم ولن تتوقف إعصارات اليمن، ولم ولن يقف الوجع الكبير عند سلسلة توازن الردع الاستراتيجية، حتى يشهد المعتدون بألا إله إلا الله وأن اليمن حرٌّ مستقلٌ ذو سيادة.
قد تكون تلك هي إحدى خلاصات عدوان السبع السنوات. وربما هي جوهرة العقد اليماني الممتد صموداً والمتئد صعوداً والمتقد ثورةً وخلوداً!
في البدء كانت الكلمات. أما النهاية فستحددها اللكمات. هكذا تقتضي الحاجة إلى حقائق الوجود، وهذا ما يتطلبه القبض على جمر وقائع الدهر. مضت سبع ولم يتبق في جعبة الزمن من سهام السنين إلا القليل. والمآلات الواسعة لن تُفتح من ثقوب العقول الصغيرة والأبواب الضيقة. نصرٌ من الله وفتحٌ قريب. هكذا هي حتمية الوعد الإلهي لعباده المستضعفين، وهذا هو الوعد الحق وإن تأخر فسيأذن الله به قريبا.
حاول الحمقى -وما يزالون- قتل الثورة واغتيال مسيرتها ووأد أحلامها الوليدة عدواناً عسكرياً وسياسياً واقتصادياً وثقافياً وإعلامياً واجتماعياً؛ لكنهم باؤوا بالفشل الذريع، لبطلان الدعوى ولثبات الإجابة. لم يألوا جهدا ولم يدخروا وسيلة في سبيل الباطل، واستعانوا بالشيطان الأكبر وجنوده لتحقيق المستحيل، ومضت السنون عليهم حسرات، وستمضي سُنّة الله فيهم هزيمة.
أقبلت الثامنة عليهم بعد أن أدبرت السبع منهم ولما يؤمن ابن سلمان، ولما يتوب ابن زايد. إنه ديدن كل فرعون ودين كل نمرود وعهد كل كسرى وعادة كل قيصر ومآل إرم وثمود وعاد. لن تفلح المعجزات في إقناع هؤلاء بالتوقف عن العته والتيه والذنب والجرم والإثم والعدوان. وستكون النهايات بالعصا، وبين اليَمّ والمنية سيصرخون: «آمنت برب موسى وهارون».