«لا» 21 السياسي -
معمر الإرياني يعمل سائق ليموزين أجرة في إحدى شركات جلال هادي لتأجير المأجورين في الرياض. ومحمد الحزمي يشتغل مباشر في مطعم حمود المخلافي للمندي الدونمي في أنقرة. قد لا يكون ذلك منطقياً بمشاهدات اللحظة الراهنة، حيث العمالة تنافي الاغتراب والارتزاق لا ينتهي بالمعاناة والرُخص يجافي المهانة؛ غير أن مشافهات المآلات لمثل هؤلاء الخونة قديماً وحديثاً ترسم سيناريوهاتها المشابهة أسباباً ونتائج. وهذا أحدها:
خالد بايندا، آخر وزير مالية أفغاني في سلطة أشرف غني العميلة، يعمل الآن سائق في شركة "أوبر" بالعاصمة الأمريكية واشنطن.
يقول بايندا أن ادعاء أمريكا أنها تقاتل من أجل الديمقراطية في بلاده كان "زائفاً"، وحمّل واشنطن مسؤولية سيطرة حركة "طالبان" على بلاده.
بايندا، الذي تحدّث لصحيفة (The Washington Post) قال إنه لا يتوقف عن التفكير في سقوط أفغانستان بيد طالبان، ويعتبر الأمريكيين بين المسؤولين عن ذلك، مشيراً إلى أنهم "زعموا أن مهمتهم دعم الديمقراطية وحقوق الإنسان في المنطقة".
يعمل بايندا أستاذاً مساعداً في جامعة جورجتاون، التي تدفع له 2000 دولار فقط في الفصل الدراسي، ولذلك فهو "يشعر بامتنان بالغ" لعمله مع "أوبر"، حيث إن هذا العمل يساعده في الإنفاق على زوجته وأبنائه الأربعة.