استطلاع: طلال سفيان / لا ميديا -
في حالة مد هي الأعلى من نوعها، وصل عدد المراكز الصيفية التي انطلقت الأسبوع الماضي إلى ما يقارب 6000 مركز في 15 محافظة بريفها والحضر.. والتحاق أكثر من 600 ألف طالب حتى اليوم بهذه المراكز التي ستستمر لمدة 45 يوما.
علم وشعار حمله العنوان الجامع "علم وجهاد"، وبناء مدماكه الأساس الثقافة والهوية والوطنية للمركز الأعلى القائم على مبادئ المقاومة والنضال والأصالة العلمية.
وسط كم من الأنشطة تنتظر الرياضة ركلتها الأولى على مربع المركز، تقابلها كمية شغف واهتمام ومتابعة دروس مليئة بالإيمان والوطنية والفخر بالانتماء.
ملحق "لا" الرياضي في استطلاع جمع فيه آراء منظمين ومنتظمين لصيفية العام 2021.

جيل ثقافة القرآن والبناء والحضارة
في البداية يؤكد وزير الشباب الرياضة محمد مجد الدين المؤيدي في رده على سؤال صحيفة "لا" عن مدى الإقبال على المراكز الصيفية لهذا العام، قائلا: لاحظنا إقبالاً كبيراً من الطلاب وأولياء أمورهم من جميع الفئات والمحافظات على التسجيل في المراكز الصيفية وحالة التجمعات اليوم في المراكز وبشكل كبير.
ويضيف الوزير المؤيدي: "هذه الجهود تكللت بتكاتف وعمل الجميع على إنجاح الدورات الصيفية للعام 1443 هجرية، وعلى رأسهم قائد ثورة الـ21 من سبتمبر السيد عبدالملك الحوثي والرئيس مهدي المشاط ودولة رئيس الوزراء عبدالعزيز بن حبتور وكل من له علاقة بعمل وإدارة المراكز الصيفية وتعاونهم الكبير، وأتمنى من البقية ومن المعنيين أن يكونوا عونا لهذه المراكز في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد من عدوان آثم وحصار جائر".
بدوره يقول عبدالله الرازحي، مدير عام التنسيق التربوي والأنشطة الصيفية بوزارة الشباب والرياضة: الاستعداد لدورة هذا العام بدأ من العام الماضي من حيث التنظيم وإعداد المدرسين والترتيب معهم، وإن كان هناك ضائقة مالية, إلا أن التوقع أن يتم استقبال حوالي 620 ألف طالب إلى ما يقارب مليون طالب في 6 آلاف مركز في 15 محافظة من محافظات الجمهورية بمدنها والريف، مع تزايد الوافدين للالتحاق يوميا بالمراكز الصيفية, كما أن هناك استعدادات لتدشين البث التلفزيوني للمراكز من الأسبوع القادم لتقديم الدروس المتلفزة للمناطق التي لا تستطيع المشاركة وكذلك لأبنائنا اليمنيين في الخارج، وفي هذه النقطة أحب أن أوضح أن العديد من الجاليات في الخارج تنتظر هذه الدورات الصيفية والمشاركة فيها.
وبالنسبة للاهتمامات, يؤكد الرازحي أن هناك تفاعلاً شعبياً ورسمياً كبيراً بدورات "صيفية علم وجهاد". مفسراً الحملة الغاضبة من قبل وسائل إعلام العدوان ومرتزقتهم قائلا: "باعتبار أن العدوان شامل على اليمن, فهو يستهدف الهوية الثقافية ويسعى لتجهيل الأمة, العمل الذي كان يجري في بلادنا منذ السابق كان يمضي ضمن مسار التجهيل والتجريف للهوية اليمانية الإيمانية, واليوم اليمن تشهد هذه الأنشطة كجزء من الصمود والمقاومة والشد والتوجيه للنشء والشباب بتغيير مفاهيمهم الخاطئة إلى الصحيحة ونظرتهم للواقع وتنمية مسؤولياتهم وتحرير مفاهيمهم الثقافية كركيزة أساسية.. وطبعا هذا الأمر يغيظ العدو لأن هذه الفئة الشابة والصغيرة هي من ستقاوم العدوان".
وخلال الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء والعديد من المسؤولين الحكوميين والإدارات المحلية لمركز جامع الشعب الصيفي, كان لنا لقاء مع الأخ قيس طُل، رئيس الدائرة الثقافية بأمانة العاصمة، وطلبنا منه أن يقيم لنا النشاط في المراكز الصيفية خلال الأيام السبعة الأولى لها، فرد قائلا: "الحمد لله تم افتتاح العشرات من المراكز الصيفية في الأمانة وهناك أربعة مراكز صيفية مغلقة, التوافد هذا العام على المراكز الصيفية كان كبيرا وبصورة غير مسبوقة, الآلاف من الطلاب التحقوا بالمراكز طلبا للثقافة القرآنية التي ستحصنهم من الفكر الوهابي التكفيري المغلوط, أو ما يواجه أبناؤنا وبناتنا من استهداف مقصود وممنهج من دول العدوان في ما يخص أساليب الحرب الناعمة والفساد الأخلاقي القادمة عبر المسلسلات الفاسدة للفكر وشبكة النت والعديد من الأدوات التي تشتغل في صفوف العدوان, والمراكز الصيفية هي التي تحصنهم من هذا التدفق القاتل، كما أن المراكز الصيفية ترتقي بهم وتنميهم ثقافيا وفكريا وتقيهم من هذه الأفكار الضارة".
ويختتم طُل حديثه: "كل يوم تفتتح مراكز وتزداد الأنشطة، ندعو كل العلماء والمثقفين والتربويين والخطباء وكل من له قدرة ثقافية على الالتحاق والعمل ضمن مراكزها, كما نتمنى من الجميع أن يدعم المراكز ماليا لأنها الحصن الواقي لعقول أبنائهم, علينا أن نتحرك باهتمام وفاعلية كبيرة في تثقيفه وبنائه وكسبا لأجر عظيم تجاه جيل جديد مبني على القرآن والبناء، وهو الجيل الذي سنواجه به العالم ونبني منه حضارة إسلامية قوية, والذي إن فرطنا به فإن أعداءنا سيستهدفونه ويكون عبئا علينا مستقبلا.

صرح الشعب
كان لا بد أن يطرح رواد وإداريو ومدربو ولاعبو الرياضة انطباعاتهم عن مسيرة المراكز الصيفية.
الأستاذ عبدالله عبيد مدير عام مكتب الشباب والرياضة بأمانة العاصمة تحدث قائلا: "من هذا الصرح الكبير جامع الشعب، ذهلت جدا بعدد المشاركين الذين يتجاوزن الألف طالب في مركز جامع الشعب الصيفي والذي يعتبر نموذجاً للمراكز الصيفية في أمانة العاصمة.. حقيقة لدينا خطط طموحة في مكتب الشباب والرياضة من أجل تفعيل النشاط الرياضي في جميع المراكز سواء كانت في المساجد أو المدارس، ونسعى حاليا لتشكيل فرق رياضية في كرة القدم وتنس الطاولة وكرة الطائرة، بالإضافة للألعاب القتالية والألعاب الفردية وألعاب القوى، لدينا طموح بإقامة سباقات على مستوى المديريات وسباق عام على مستوى الأمانة، ونأمل من اللجنة الرئيسية للمراكز الصيفية أن توفر الإمكانات اللازمة وأن يتعاونوا معنا، لقد بدأنا بشكل مباشر عن طريق مكاتب الشباب في مديريات الأمانة. والنشاط الرياضي سيكون مواكباً للأنشطة الثقافية والاجتماعية، بالإضافة إلى الدروس العلمية والدروس الدينية".
ومن داخل ملعب الظرافي التاريخي وسط العاصمة صنعاء يشير حميد حنيش مدير مكتب الشباب والرياضة بمديرية التحرير، إلى أن لديهم 5 مراكز صيفية على مستوى مديرية التحرير وهي مدرسة الوحدة ومدرسة خالد بن الوليد ومدرسة سيف بن ذي يزن ومدرسة العلفي ومدرسة 26 سبتمبر.
ويقول حنيش: "لدينا خطط تتضمن إقامة العديد من الأنشطة الرياضة ضمن أيام دورات "علم وجهاد" -المراكز الصيفية- وبدأنا في الإعداد والتسجيل لها وخلال الأيام القليلة القادمة سنبدأ بها.. طبعا هذه الأنشطة منها إقامة مسابقة داخلية ودوري كرة قدم وألعاب صغرى، بالإضافة إلى إقامة رحلات تحفيزية وتشجيعية للمشاركين في المراكز، كما سنستهدف اكتشاف المواهب في الرياضة وفي الرسم وغيرها من الفنون".
فيما يقول لاعب نادي وحدة صنعاء والمنتخبات الوطنية سابقا في لعبة كرة الطاولة، الكابتن رمزي الخرباش: "تقام العديد من الأنشطة في المركز الصيفي بمدرسة الرسول الأعظم بمديرية التحرير منها كرة القدم وتنس الطاولة وشطرنج لعدد 95 طالباً.
ويفيد مدرب كرة الطاولة الخرباش: "بعد أن يتم الطلاب دروسهم في المركز يخرجون إلى ساحة المدرسة لممارسة الرياضة ونقوم بتقسيمهم إلى مجموعات، مجموعة في كرة القدم ومجموعة كرة طاولة ومجموعة للاعبي الشطرنج".
ويستكمل: "بدأنا في مركز الرسول الأعظم في هذه الألعاب، كما سيتم عمل رحلات أسبوعية لطلاب المركز كل يوم خميس إلى المناطق الترفيهية وإلى أحواض السباحة وتنظيم مباريات مع طلاب مراكز المديرية في الملاعب المعشبة، وهذا حسب ما وصل إلينا من مدير مكتب الشباب والرياضة بمديرية التحرير".
ويختتم حديثه: “المراكز الصيفية هذا العام تشهد إقبالاً كبيراً من الطلبة، ولا بد أن تكون الأنشطة الرياضية على رأس أولويات القائمين على المراكز الصيفية لما لها من فائدة وأثر كبير على بناء أجساد الطلاب إلى جانب تنمية عقولهم.. وأتمنى من الرياضيين مدربين ولاعبين أن يكونوا ضمن المراكز الصيفية للاستفادة والإفادة".

أحلام وتحديات
من جهته يبرز لاعب رياضة البنجاك جواد عبدالحميد العديد من أمنياته: “التحقت بالمركز الصيفي في مدرسة سيف بن ذي يزن، وأتمنى أن أشارك فيها باللعب في الألعاب التي أجيدها (بنجاك سيلات وباركور وجمباز).
ويقول جواد البالغ من العمر 16 عاما والطالب في الصف الأول الثانوي: “نأخذ دروساً صباحية في الثقافة القرآنية والهوية الإيمانية، كما نأخذ حصصاً تعليمية ودروس تقوية في المواد الأساسية، ونلعب مباريات كرة قدم (قسمة) قبل العودة لمنازلنا".
ويستطرد: “استفدنا خلال الأيام الماضية من الدروس وعرفنا أشياء لم تكن على بالنا.. لكن هذا العام الرياضة ماتزال قليلة في جدول مركزنا بعكس العام الماضي كنا نلعب بشكل يومي وكل يوم نذهب نسجل في مركز جديد، لكن الصراحة والله فهمت كثيراً عن العدوان واستهدافه لبلدنا ولنا كشباب، ومن درس واحد صرت أفتخر ببلدي كثيرا، وأتمنى أن تكون المراكز الصيفية بكل اليمن مليئة بهذه الثقافة والانتماء، وأيضا يكون في حصصها تدريبات خاصة على الفنون القتالية كالبنجاك سيلات والتايكواندو والكاراتيه والكونغ فو".
ونختتم الاستطلاع مع الأستاذ زيد جحاف (أبو حمزة) نائب مدير مكتب شباب ورياضة الأمانة الذي يقول: “نحن في شباب ورياضة الأمانة نستعد للقيام بجميع أنشطتنا الثقافية والرياضية لبناء الجسم والعقل.. حاليا نحن في طور الإعداد لإقامة الأنشطة في المجال الفكري والتدريبي والتأهيلي على مختلف المستويات".
ويضيف جحاف: "منذ يومين قمنا في مكتب الشباب والرياضة بأمانة العاصمة بتحضير وإجراء لقاءات مع العشرات من التربويين والمدربين الرياضيين لطرح الأفكار والعمل على إدارة الأنشطة في المراكز الصيفية، والجميع متحفز لهذا العمل الذي لن ندخر ذرة مجهود إزاءه".
وحول رأيه في حالة الرعب التي أصابت إعلام العدوان مع إعلان السيد القائد بدء المراكز الصيفية وانطلاقها بهذا الشكل الكبير، يقول أبوحمزة: “هذا ما يزعج ويرعب العدو في الخارج والداخل ويجعل أدواتهم الإعلامية ترفع حالة الطوارئ وترفع منسوب الخطر في تناولها لموضوع المراكز الصيفية في بلدنا الحر".
ويضيف: المراكز الصيفية هي من أهم الأشياء التي تبني فئات النشء والشباب وفي جميع المجالات، ولهذا يتخوف العدو جدا من هذه التنشئة.. ما حدث الأمس في القدس واليوم في اليمن خرج الكثيرون استجابة لدعوات السيد القائد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي حفظه الله للالتحاق بالمراكز الصيفية".
ويتابع: "إذا كان المنشأ سليماً وقائماً على الهوية الإيمانية وعقيدة الدفاع عن الوطن وبنائه، سنكون أمام جيل سيقوم بتحرير أراضي وطنه من دنس الاحتلال، يتوجب علينا كآباء أن نلحق أبناءنا في المراكز الصيفية، وهذا موضوع مهم جدا ويجب أن يرسخ في كل يمني غيور من المهد إلى اللحد".