حاوره/ نشوان دماج / لا ميديا -

صوت واعد وموهبة صاعدة متقدة تصدح أناشيد وزوامل وحراكاً وجهاداً. عشق الإنشاد وهو في الخامسة من عمره وتأثر بالمنشد والمجاهد الشهيد لطف القحوم. 
«سجادة حمراء» التقت الشاب المنشد عدي سفيان المعروف باسم «عدي السفياني»، صاحب الزوامل الشهيرة باللهجة الجنوبية، والتي من أشهرها زامل «أسألك بالله يا حوثي تجيني» والذي تم أداؤه باللهجة المهرية، متحدثاً في هذا الحوار عن تجربته في مجال الإنشاد، فإلى الحوار:

 في البداية حبذا لو تعطي القراء نبذة تعريفية عن المنشد عدي سفيان.
عدي سفيان.. مجاهد في سبيل الله. وجدت في المسيرة القرآنية أفقاً رحباً لكل معاني الجهاد والتضحية، وعشقت كل ما يجعلني مرتبطاً بتلك المعاني.

حفظت  ما نبالي في الخامسة
 كيف كانت بداياتك مع الإنشاد؟
أحببت الإنشاد وأنا طفل، وحفظت زامل «ما نبالي» وأنا في الخامسة من العمر، وكنت أزومل به باستمرار وأنا صغير. وعندما فُتحت صنعاء كان هناك تشجيع من المجاهدين على الاستمرار في إنشاد الزوامل. وبدأت بتسجيل عدة زوامل بإمكانيات بسيطة جداً، وأولها زامل من كلمات الشاعر أبو عبدالمجيد هاجر.

توقفت عن الإنشاد سنتين
 ما هو أول عمل قدمته؟ وكيف كان مستوى نجاحه؟
أول عمل لي كان بعنوان «بالجرامل والأوالي والكند»، وهو من كلمات الشاعر أبو عبدالمجيد هاجر. وتلك كانت أول انطلاقة لي في مجال الإنشاد والزوامل. ثم بعد ذلك قدمت عدة أعمال لي في مجال الإنشاد، وقد كنت أستعين بالمنشد محمد أبو علي لكي يسجلها لي، إلا أن إمكانيات التسجيل كانت بسيطة جدا وغير واضحة، وهو الأمر الذي أدى إلى عدم اشتهار تلك الأعمال. بعدها توقفت عن الإنشاد لمدة سنتين تقريباً، وكان السبب انشغالي بالميدان والدورات الثقافية وجبهات العزة والكرامة في مواجهة العدوان الكوني على بلادنا.

الجهاد من أفواه البنادق
 بمن تأثــــر المنشد عدي السفياني من المنشدين الآخرين في مجال الزامل؟
لا شك أنني تأثرت بكثير من المنشدين في مجال الزامل، ولا أستطيع حصر تأثري في واحد دون آخر، كما أن ما شهدته الساحة الفنية من حراك شعبوي على مستوى القصيدة والزامل، بفعل ما تعرضت له بلادنا من عدوان كوني غاشم وبربري، جعلني أتشرب معنى الجهاد من أفواه البنادق قبل أفواه المنشدين. لكنني أستطيع القول بأن المنشد المجاهد الشهيد لطف القحوم هو أكثر من تأثرت به من المنشدين.

أعمال كثيرة
  كم عدد الأعمال التي قدمتها حتى الآن؟
الأعمال التي قدمتها حتى الآن كثيرة، ولا أستطيع حصرها في هذه العجالة، لكنها بالعموم أكثر من 70 عملاً مسجلاً، بالإضافة إلى أعمال لم أقم بتسجيلها بعد.
  هل تلك الأعمال من ألحانك؟
يمكن القول إن أغلب أعمالي من ألحان التراث، لكن مع بعض الإضافات التي تقتضيها طبيعة الزامل في اللحن. فتراثنا غني بالألحان العميقة والمؤثرة المتنوعة في شتى بقاع الوطن، وهي فرصة لإخراج تلك الألحان وإعادة إنتاجها من أجل الحفاظ عليها وحمايتها من خطر الاندثار.

القصيدة الهادفة مبتغاي
  من هم الشعراء الذين تعاملت معهم؟
تعاملت مع شعراء كثيرين، منهم على سبيل المثال: الشاعر عبدالمنعم المتوكل، والشاعر عكام القصاد، والشاعر بسام شانع، والشاعر علي مغلي، وغيرهم الكثيرون. بالإضافة إلى أن كل قصيدة هادفة تكون هي مبتغاي لإنشادها.

أسجل بالإيجار
 ما هي الصعوبات التي تواجهونها في عملكم؟
مازالت الصعوبات التي أعانيها إلى الآن هي في مجال التسجيل، وهو الأمر الذي يسبب لي إحراجا كبيرا مع كثير من الشعراء.
 كيف تقوم بعملية تسجيل أعمالك؟
أقوم بتسجيل أعمالي بالإيجار في استديوهات. وهو ما يمثل عائقاً كبيراً بالنسبة لي، لأن التسجيل في الاستديوهات يكلف الكثير من المال والجهد، خصوصاً وأنا ليس لدي دخل ولا إمكانيات كبيرة بحيث أستطيع معها الاستمرار في تسجيل أعمالي.

العدوان والاحتلال قضيتي
  ما هي أهم القضايا التي تتناولها في أعمالك بشكل عام؟
نحمد الله على نعمة الجهاد في سبيل الله. أما بالنسبة لأهم القضايا التي أتناولها في زواملي فتتمثل في هدى الله وملامسة واقع الأمة، وتحفيز الناس على صدق التولي. وصراحة، إذا لم توجد هذه الأشياء في الزامل اليمني أو في الزامل الذي أقوم بتلحينه فلا أعتبره زاملا يحمل قضية. وبالتالي أحاول أن أجعل أعمالي تحمل قضايا كثيرة تتمحور حول ما تتعرض له بلادنا من عدوان غاشم، بالإضافة إلى القضية الرئيسية التي يعاني منها الجنوب حالياً وهي: الاحتلال.

أتكلم باسم ربعي
  ما سبب اختيارك لهذا اللون من الزامل الخاص باللهجة الجنوبية؟
سبب اختياري للزوامل باللهجة الجنوبية لأن أصولي تعود إلى الجنوب، فجدي هو السيد سفيان ابن الشريف عبدالله بن حسان، وضريحه موجود في الجنوب. وبالتالي فأنا جنوبي وأتكلم باسم ربعي وإخواني الجنوبيين.
  كيف ترى التأثير الذي أحدثته أعمالك خصوصا فــي المحافظات الجنوبية المحتلة؟
أرى أنها حققت نجاحاً مميزاً، وذلك لأن الجنوب أصبح محتلا، ولكوني كما قلت من أصل جنوبي. وبالتالي كان الدافع قويا بالنسبة لي في تركيز أعمالي على كل القضايا التي يعانيها الجنوب في الفترة الراهنة، وأهم قضية في ذلك هي الاحتلال الإماراتي ـ السعودي الذي ترزح تحته الآن محافظات الجنوب الحبيبة.
كما أن زامل «الجلاء حان وقته» أثار جدلا كبيرا في الجنوب وحاول المرتزقة استنساخه.

جديدي قريباً
  هل هناك أعمال مستقبلية لكم؟ وما هي؟
بالتأكيد لدي أعمال مستقبلية، وإن شاء الله ستسمعونها في القريب العاجل. ونظرا لخامة صوتي المميزة وإجادتي اللهجة العراقية تم اختياري لعمل مشترك عن المقاومة بقيادة الفنان الكبير حاتم العراقي

نطمح للمزيد من التشجيع
  هل لقيتم تشجيعا من قبل الجهات المعنية؟ وما نــــــــوع هذا التشجيع؟
بالتأكيد هناك تشجيع، لكننا نطمح إلى المزيد منه وتذليل كافة الصعوبات التي تعترض المجال الإنشادي بشكل عام. وكلنا أمل وثقة في قياداتنا والجهات المعنية في هذا المجال بأن تمد يد العون لنا وتذلل الصعوبات والعراقيل التي تقف في طريق المنشدين وتحد من قدراتهم الإبداعية.

زوامل متعددة اللهجات
  هل لديك أعمال بلهجات أخرى، ومشتركة مع منشدين آخرين؟
نعم لدي أعمال بعدة لهجات، أما بالنسبة للأعمال المشتركة مع منشدين آخرين، فلدي زوامل مع عدد من المنشدين، ومنهم المنشد المجاهد رفيق السلاح أبو مجلي، وكذلك المنشد يوسف مطهر والمنشد محمد أبو علي والمنشد حسين عشيش، والمنشد محمد القحوم، وغيرهم.

ميادين العزة دافع معنوي للمنشدين
  كلمة أخيرة تودون قولها من خلال صحيفة «لا»؟
أحب أن أقدم شكري لصحيفة «لا» وكل عامليها. وكذلك أنصح إخواني المنشدين بالإكثار من النزول الميداني والمرابطة في ميادين العزة والكرامة، لأنها الدافع المعنوي ويزداد الشعور بالمسؤولية. ولا عذر لنا أمام الله.
نسأل من الله أن يتقبل منا صالح الأعمال، وأن يجعل عملنا خالصا لوجهه الكريم، ونتوسل إلى الله بحرمة الفاتحة أن يحفظ لنا علم هذه الأمة سيدي ومولاي السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي.
الخلود للشهداء.. الشفاء للجرحى.. والحرية للأسرى.. والخزي كل الخزي لأعداء الدين، أمريكا و«إسرائيل» وكل من والاهم ونصرهم. والتأييد لإخواننا المجاهدين، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


- عدي معاذ عبدالجبار سفيــان.
- مواليد: إب - السياني .
- العمر: 19 سنة.
- المؤهل الدراسي: ثانوية عامة.
- منشد وله أكثر من 70 عملا إنشاديا.