ليزا جاردنر / مرافىء -

أيَها المطر.. أيها الصديق الوفيّ لفصل الشتاء المثلَّج، هلاّ أمطرت قُبُلات بين أوراق شعري لتتدلى من ضفائر شعري رائحة الفلّ والمحبّة، لنسرق من ويلات الحروب السلام المنفي من نصّ مدفون في ثنايا قلب مكسور. كَسَّره الجبابرة المتربِّصون بين القنابل والصواريخ للفتك باليمن وسرقة الفرحة من وجه الطفل اليتيم، وهدم بيوت المساكين، وتجويع الملايين من البشر.
أيّها المطر.. ألم تُحَدِّثنا عن بكاءٍ امتزج مع قطراتك في تلاقحٍ موجعٍ؟! ألم ينطق الحجر ويصرخ من وجع قطراتك؟! ورغم ذلك، لم يتوقفوا عن قصفنا! لم يتوقفوا عن قتلنا!
أيُّها المطر.. حدِّث العالم عنّا، وارسم بين عيني الأرضَ والسماء، عيني طفلة عمياء في صنعاء. انشر في العالم قصة اليمن الحزين.
نُريد أن نعيش مثلكم، أن نكتب مثلكم، أن نحب مثلكم. 
أيها العالم الغريب.. لماذا تُفَرِّقنا عن بقية البشر؟! نحن مثلهم ننزف. هل أسهمت كلماتي في نشر وجع وطني؟ أم أننا نُحسب في عداد الأموات لأننا يمنيون؟!
ألا نستحق العيش مثلكم؟! سينطق النص ويُعَبِّر عن مشهد دراميٍّ وملحمة من الحب على أوراق الحرب العالمية وعلى بساط قلبي المكسور.
إنسانيتكم نشاز ووهْم. إنسانيتكم أكذوبة. 
إن قتلتمونا أو لم تقتلونا، فالأمر سيّان، أولهما علقم، والثاني أمرّ.
* شاعرة وكاتبة بريطانية يمنية الأصل