خاص / مرافئ لا  -

من أهم المذيعين والإعلاميين اليمنيين، إلى جانب كونه أديبا وشاعرا ومجتهداً في تدبر عدد من آي القرآن.
وُلد الشاعر والإذاعي الكبير إسماعيل حسين عبدالله الكبسي، في 1360هـ، بمنطقة الجبي بريمة، حيث كان أبوه يعمل كاتباً في المحكمة الشرعية. تلقى تعليمه الأولي في مدرسة ابتدائية حكومية هناك حتى عام 1368هـ، بعدها التحق بمدرسة علمية أسسها عامل منطقة الجبي، لأبناء موظفي الحكومة وأعيان المنطقة. ثم انتقل إلى صنعاء لاستكمال ما بدأه، فالتحق بدار العلوم العليا، واستمر هناك حتى قيام ثورة 26 سبتمبر 1962.
كان قيام الثورة إيذاناً بإيقاف الدراسة في دار العلوم نظراً لتفرق الأساتذة والطلاب في جوقة الأحداث والحروب المتلاحقة التي استمرت حتى 1969.
في تلك الأثناء كانت الإذاعة هي وجهته، حيث كان معروفاً باهتماماته الأدبية ونشاطاته الثقافية. كان لزملائه الذين سبقوه إلى الإذاعة قبل الثورة أن يفتحوا له الأبواب ويرحبوا به عنصراً فعالاً وقدرة منتجة في مجال الإذاعة وبرامجها المتنوعة.
مشواره الإذاعي بدأ كقارئ نشرات ثم مقدماً للبرنامج الشهير «بريد المستمعين» بالاشتراك مع زميليه عبدالعزيز شايف وفاتن اليوسفي. أهله نشاطه الإذاعي وتميزه الإنتاجي لأن يتولى إدارة البرامج في الإذاعة، إلى جانب إسهامه الإبداعي في البرامج المتعددة الأغراض والأساليب والأهداف.
في 1968 تولى إدارة الإذاعة مواصلاً في الوقت نفسه مسيرته في إعداد وتقديم البرامج الدينية والفنية والأدبية. وكان برنامجه الديني «هل من مدكر» رحلة يومية تأخذ المستمعين إلى آفاق رحبة من التأمل والتدبر. 
لم يقتصر عمله ونشاطه الإعلامي على الإذاعة والتلفزيون، بل تعداه إلى الصحافة، فكان من أهم الرواد في الصحافة التعاونية والصحافة العامة، حيث أصدر في 1974 صحيفة «التعاون» الأسبوعية، لسان حال الحركة التعاونية اليمنية . بعدها أصدر مجلة «اتحاد التعاون اليمني»، ثم مجلة «سبتمبر»، وهي أول مجلة يمنية مصورة ملونة، ثم مجلة «اليماني».
في 1977 تولى منصب وكيل وزارة الإعلام والثقافة لقطاع الإعلام حتى 1979، حيث عُيّن مستشاراً في رئاسة الدولة لشؤون الإعلام، ثم انتدب 1987 للعمل في سفارة اليمن بالقاهرة وزيراً مفوضاً لشؤون الإعلام.
بعد الوحدة استدعي إلى صنعاء وأسند إليه منصب نائب رئيس مجلس الإدارة في المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون، واستمر هناك حتى أحيل إلى التقاعد في 2002، ليكون قد قضى في العمل الإعلامي 4 عقود حافلة بالإبداع والنشاط المتميز.
اقترن عمله وكيلاً لوزارة الإعلام ثم نائباً لرئيس مؤسسة الإذاعة والتلفزيون بإصدار مجلتين تولى فيهما موقعاً قيادياً.
كان للأستاذ إسماعيل الكبسي اجتهادات تضم بحوثاً وقراءات متأنية حاول من خلالها أن يتدبر آيات الكتاب المبين، وأن يوضح بعض المفردات والمعاني التي اختلف حولها المفسرون أو فهموها فهماً سطحياً لم ينفذ إلى عمق دلالاتها الحقيقية، فكان التفسير لها غير منسجم مع سياقها القرآني.
توفي في سبتمبر 2017، عن عمر ناهز 78 عاماً.