خاص / مرافئ لا 

من أوائل المذيعين في إذاعة صنعاء بعد قيام الثورة. تاريخه يكاد يكون هو تاريخ تلك الإذاعة، وصوته هو صوت تلك الثورة.
ولد المذيع والمخرج والإعلامي عبد العزيز شائف الأغبري عام 1947 في قرية الأشعاب عزلة الأغابرة مديرية حيفان، محافظة تعز. تلقى تعليمه الأولي في كتاتيب القرية، ثم انتقل إلى عدن مواصلا دراسته هناك.
كان من المقرر بعد إتمامه الثانوية أن يسافر إلى روما، غير أن وفاة والده في حادث سير مؤلم جعلته يصرف النظر عن طموحاته ويتولى إعالة والدته وإخوته. 
سافر إلى صنعاء للعمل في فندق. وبعد فترة من العمل هناك التقى بالمصادفة أحد زملاء الدراسة، عرض عليه العمل في الإذاعة فقبل على الفور. 
في 1965 كان عبد العزيز شائف ومجموعة من الإذاعيين ضيوفا على سجن الرادع لمدة أربعة أشهر. أما السبب فمظاهرة خرجت للتنديد بقرار السلال إقالة أحمد قاسم دهمش من عمله مديرا لإذاعة صنعاء، وأخرى في اليوم التالي تأييدا للقرار، وتصادف وجود شائف هو وزميل له في كلتا المظاهرتين. 
بعد خروجه من السجن عاد لقراءة التعليقات السياسية للسلال كما هي العادة؛ فإذا بأحدهم يقول ساخرا: حبسوك وعادك تقرا لهم! ليجيبه شائف بأن الثوابت يجب أن تستمر في أعماق الإنسان.
في حصار السبعين كان للإعلامي عبد العزيز شائف أدوار وطنية وجهود كبيرة استمرار بث إذاعة صنعاء، رغم تعرضها للقصف.
أضاف وعدد من زملائه عنصرا جديدا إلى أدبيات الإذاعة صنعاء، وهو الدراما الإذاعية. فكان أول مسلسل كتبه (وزعتُ وردة)، ثم (حتى لا يعدم الأرض والحب)، و(تمزق اللثام) وغيرها من الأعمال التي كان يكتبها ويخرجها ويشترك في تمثيلها. 
عندما تم قصف الإذاعة، كان شائف يكتب ويقدم مسلسل (موتى بلا قبور)، والذي كان يذاع في الخامسة والنصف عصرا، ويشترك معه في التسجيل مجموعة من الزملاء أبرزهم فاتن اليوسفي. 
كان هناك أيضا برنامج واسع الانتشار في تلك الأثناء، وهو برنامج (صالح علي) والذي كان يقدمه مع النقيب الفنان الوطني حمود زيد عيسى، ومدته خمس دقائق، يتفقان في كل حلقة من حلقاته على نقطة معينة، ثم يشرعان في حوار يمثل عيسى فيه صوت القبيلي الذي يعلن استنكاره لأعمال المرتزقة والعملاء ممن يبيعون أوطانهم بحفنة من الذهب. وهو البرنامج الذي سيستضيفهما على ضوئه تلفزيون عدن فيما بعد، أي بعد انكسار حصار صنعاء وذهاب المذيعَين بمعية الفنان علي الآنسي إلى عدن.
كثيرة هي البرامج التي قدمها عبد العزيز شائف مثريا بها الأرشيف الإذاعي وواضعا عليها بصمة خاصة به، كمذيع فائق القدرة على نشر مساحات من الفرح في مسامع الناس، ومنها برنامج (أفراح) و(بريد المستمعين) مع زميله إسماعيل الكبسي، و(كلمات في حب الوطن) مع مها البريهي، وغيرها.
له ديوان شعر بعنوان (مرايا الزمن المذاب) من إصدارات وزارة الثقافة. كما أن له كتابا بعنوان (ذاكرة الزمن الجوال) أشبه بالمذكرات، بل ربما يكون هو الوثيقة الوحيدة التي بأيدينا عن تاريخ إذاعة صنعاء المنسي، وعن رفاق درب صنعوا إعلاماً إذاعياً بارزاً ومتميزاً وبأقل الإمكانات المتاحة.