عفاف محمد / #لا_ميديا -

هو شخصية شعرية متفردة، اتسمت بالبراعة والتجدد، محامٍ وشاعر عروضي، وباحث في الشأن الشعري، وناقد أدبي بامتياز تنزع قصائده من نفسه ويمزج فكره بوجدانه، شاعر بلغ ما يريد واستمال المتلقي لسماع قصائده، يروق لفظه للسامع والقارئ، تميزت أعماله بالنزعة الإنسانية والنزعة الروحية، أعماله الأدبية زاخرة بأشكال متنوعة، أتقن عن جدارة القراءة الشعرية، والتي استوحاها من القديم إلى الحديث. 
يكتب القصيدة الشعبية والشعر الفصيح، عمودي وتفعيلة، ويكتب النثر وتنثال خواطره مثل النهر الدفاق، إنه الشاعر محمد الوزير.

يعد أسلوبه من الأساليب التي تضيف إلى الشعر ثروة، ويفتح للدارسين آفاقاً جديدة، قدم للقراء مادة شائقة ممتعة لا تقل عما اشتهر من عيون الشعر العربي.
تجد كلماته ذات معانٍ بسيطة لا يعتليها التعقيد، أو الغموض، تلمس في أبياته بساطة بحيث تتناسب معانيها مع الواقع المعاش، تميَّزت صوره الشعريّة بالحركة، ومطابقتها للواقع، يعكس أسلوب تفكيره من خلال ما يكتبه.
تجد أن شعره تضمَّن مواضيع تمتاز بالحسّية المادّية، ولم تبتعد عن الآفاق الروحيّة المعنويّة.
وقد تميّز هذا الشاعر الماهر عن غيره من الشعراء في حُسن الرَّبط بين الموضوعات، والانتقال بسلاسة في ما بينها. وكذلك عنى بدقة اختيار الألفاظ.
ولم يخلُ الجَرَس الموسيقيّ في كافّة مقاطع قصيدته، ممّا يدلُّ على قدرته اللغويّة العالية.
وقد لجأ شاعرنا لكتابة مواضيع متنوعة في قصائده، منها الشعر الصوفي، حيث أكثر من المدائح النبوية، والمراثي، والملاحم، والقصص.
وكذلك تطرق للون السائد في هذه المرحلة، وهو شعر الحماسة المرتبط بالحروب والمعارك الذي يصفها ويمدحُ أبطالها، وهو شعر يؤجّجُ في نفوس الشعراء والمستمعين الحماس والانفعال، ولم يقتصر شعره الحماسي على المعارك فقط، فقد يظهرُ شعره الحماسي في أشعاره في عدة مجالات، منها: الفخر، والمدح، والرثاء، والهجاء، ارتبطَت قصائده بالشّجاعة والشدّة والمَنَعة.
في قصائده ومضات من الحيوية والذكاء، ولمحات تعبر عن شخصيته، وفي عصر التحول السياسي والثقافي تصور قصائده دقة وبلاغة بعض جوانب الحياة الفكرية والاجتماعية.
يرى شاعرنا أن على الشاعر أن يبدع وحسب، وعلى البقية أن يتلقفوا إنتاجه ويحولوه لعديد من الفنون والأوبريتات، ومن بديع شعره قوله:
من أنين الضلع صار الضلعُ أعوج
وخسوف الظل عاد الظلُّ محرج
ومن البوح إلى اللوح تعالت 
صرخات الروح أني سوف تفرج
جاءها صوت الهدى نحن هنا
فانهضي من نومك القاني المزجج 
وفي المدائح النبوية له صولةٌ وجولة، ولم تخلُ قصائده من رموز الحب الصوفي والتوسلات وإعلان الطاعة لله والخضوع والتذلل لرب العباد، ومديح نبوي كله توله ووجد وشغف وبيان، ومما قاله شاعرنا في نبينا المختار:
لو كان بحري مدادا ما قدرت على
وصف الحبيب محمد 
ولو ممدت له الأقلام ما وصلت 
قدر الحقيقة أحمد 
لكنه الحب من قلب تحركه 
مشاعرٌ لم تقيد 
كأسوة ولنا أن نقتديه لذا 
في حبه أتودد 
ما حرك الشوق أهواءً ولا شططاً
وفطرة الحب تولد 
ولا على صرف الأزمان من أثر
مادمت فيه مؤكسد 

لطالما استمد شاعرنا مادته الفكرية من التاريخ العام والأدبي، وتقوم أفكاره وثقافته على التنوع، وقد تكون لغته لغة هامسة رقيقه، أو صارخة، امتازت أعماله بالغزارة والوفرة التي تجعله راغباً في أن يفكر كل تفكير ويحس كل إحساس، لم تتنافَ يوما أعماله مع الفضيلة، بل دعت إليها.
وفي القصيدة التالية يعتد الشاعر بصمود الشعب اليمني وصلابته وتجلده أمام الصعاب، في آية بينة على تمام آلته في البلاغة وإحكام صنعته.. ويقول:
سأسمو وما في الحرب عار على الفتى 
ولا في قتال المجرمين حرامُ
سألقي صواريخ الصمود عليهم
وطائرة... سيَّرتُها حِينَ حَامُوا
تمرُّ علينا شِدَّةٌ بعدَ شِدَّةٍ 
ولكنَّنا في النَّائباتِ عِظامُ 
فهل مثلنا في الكون يا ابن عروبتي
وهل سبقتنا.. أمةٌ وإمامُ
ندق نعوش الخائنين بعزةٍ
ويفري جلود الظالمين.. حمامُ
نُذيقُ فلول الجمع طعم سيوفنا
ويُصنعُ من عزمِ الرجالِ سلامُ
وقد جربونا يوم ذاقوا حِمامنا 
سلالمنا عند الهجوم تقامُ
وما فر إلاّ الخائنون وهرولوا
على عقبٍ، في ظل بأسك داموا
اجتمعت في قصائده مظاهر التجدد، تراه أكثر ما يكون في موقع المعلم الأدبي الذي يعلم من حوله قواعد الأدب والشعر، ومما كتبه في ذلك تحليل شعري لقصيدة "صلاة النصر" للشاعر المبدع معاذ الجنيد، موضحاً بحور الشعر والتفعيلات.
ولم يفت شاعرنا أن يكتب عن الطفولة المذبوحة في اليمن جراء عدوان غادر، ومما قاله في ذلك:
قالوا الطفولة حق في بلادهمُ
وفي بلادي عن الأطفال أبكاكا
قالوا الحقوق قرار لانخالفه
وهم بصنعاء قد أعطوه دكاكا 
ويدعمون لصوص الأرض ديدنهم
مذ زعموا اللص قالوا عنه يهناكا
منظمات بلا نظْم ولا نُظُم
وهمها النهب أو فاقته إدراكا 
ياطفلُ في اليمن الآتي وسيدُه
قل للأذلين إن الله أعطاكا
وإن نصراً على الأعداء قدمه
رب البسيطة من بالروح أولاكا 

وبذا نكون وإياكم قد طفنا في حديقة غناء شعرية لأديب وشاعر من الطراز الأول، سليم الذوق كثير الاطلاع على كلام العرب.. شاعر ثائر ضد الظلم، لفظه رشيق، كلماته تتسم بالبلاغة والحماس والصدق، أقواله ذات نبوغ، وأعماله هزت خوالج النفوس، وهنا أختصر شاعرنا القدير المتمكن بعد هذا كله في كلمتين.. إنه "الشاعر المثقف".

السيرة الأدبية والذاتية
ـ محمد عبدالقدوس الوزير.
ـ من مواليد 1962م.
ـ خريج جامعة صنعاء.. ليسانس شريعة وقانون. 
ـ متزوج وله ولدان.
ـ يعمل بوزارة الصناعة والتجارة منذ العام 1980م حتى الآن.
ـ حصل على دورات قانونية وأدبية وسكرتارية وحاسوب ولغة إنجليزية، وشارك في ندوات الحقوق الفكرية والصياغات القانونية.
ـ شارك في العديد من الفعاليات المحلية والإقليمية، ومنها حضور مؤتمر الوحدة الإسلامية المنعقد في طهران عام 2012م.
ـ حائز على المركز الأول في الشعر في مهرجان الرسول الأعظم ـ الدورة الأولى عام 2015م.
ـ له ما يزيد على 3000 نص شعري فصيح.
ـ له ديوان مشترك مطبوع ووحيد اسمه "أناجيل" مع 4 شعراء.
ـ شارك في التحكيم الشعري الذي نظمه ملتقى الطالب الجامعي عام 2016م.
ـ حضر تقييم الشعراء المتأهلين للمسابقة الشعرية لمهرجان الرسول الأعظم في دورته السادسة الحالية للعام 2019م، عن شعراء محافظتي حجة والمحويت، بتكليف من مؤسسة الإمام الهادي الثقافية.