شقيقاي أحمد وعبد الحكيم لعبا مع الوحدة.. ووالدي احترف في البحرين
العدوان سبب رئيسي فـي تدمير الرياضة اليمنية

حاوره / طلال سفيان/ لا ميديا
حارس مرمى شاب وطموح، قوي الإرادة ومليء بالحماس والشجاعة. نجم يمتلك قدرات عالية. هو السد الوحدوي العالي، والجدار الذي تتحطم عنده أعتى الهجمات. برهن للجميع أن الكرة اليمنية ونادي الوحدة على الخصوص مازالا قادرين على إنجاب حراس المرمى المتميزين.
أديب الكرة اليمنية في حوار لا تنقصه الصراحة. تحدّث عنكبوت الشباك الصاعد بقريحة مفتوحة عن كثير من الأمور، ليخبرنا عن مسيرته وطموحه في الحوار الصحفي الذي تطالعونه في السطور التالية..

بدأت في الحارة
 مرحباً كابتن أديب.. ممكن تطلعنا على بدايتك مع كرة القدم؟
بدايتي كانت من الحارة، ثم التحقت بالفئات العمرية لنادي وحدة صنعاء عام 2007، وصعدت للفريق الأول عام 2010.
 ماذا عن حظوظك مع المنتخبات الوطنية؟
تم ضمي لمنتخب الناشئين في الموسم 2008/2009 بقيادة المدرب الوطني عبدالله فضيل، وتم استبعادي بسبب صغر سني، وفي الموسم 2009/2010 تم استدعائي لمنتخب الناشئين بعد وصولي للسن المطلوبة.

أسباب خسارتنا
 مؤخراً خسرتم لقبين في ظرف أيام لصالح غريمكم اللدود أهلي صنعاء.. ما السبب؟
في البطولة الأولى (الملتقى الشتوي الثاني الذي استضافه نادي وحدة صنعاء) توج الأهلي باللقب بفارق النقاط عن الوحدة بعد تعادله معنا.. خسارتنا أمام اليرموك هي التي أفقدتنا اللقب قبل مواجهة الأهلي. أما في بطولة الصمود التي استضافها الأهلي كان الضغط على لاعبي الوحدة كبيراً، بالإضافة إلى سوء ملعب الأهلي والتحكيم في النهائي الذي ساعد على فوز الأهلي علينا بهدف وتتويجه بلقب البطولة.

السنيني يبني المستقبل
 هل من تغييرات شهدها نادي الوحدة على المستوى الفني مع قدوم المدرب الوطني أمين السنيني؟
نعم، لقد حدث الكثير من التغييرات مع الكابتن أمين السنيني. بنظرة مستقبلية هو مفيد جداً لنادي الوحدة. الكابتن أمين مدرب كبير وهو يعمل على بناء جيلين للفريق. صحيح أنه يمضي بالجيل الأول في البطولات حالياً، إلا أن الهدف الرئيسي من قدومه للوحدة هو بناء جيل جديد من اللاعبين المستقبليين لنادي الوحدة، فالنادي غني بالمواهب وتحتاج لمن يصقلها.
 ماذا عن تعاقدات الوحدة الأخيرة؟
النادي هذا العام تعاقد فقط مع اللاعب حسين العامري من نادي العروبة لتعزيز الصفوف في البطولات الحالية.

الوحدة بيتي الثاني
 لماذا اخترت اللعب للوحدة؟
بحكم تواجد النادي بالمنطقة التي أسكن فيها. اثنان من أشقائي الكبار (أحمد وعبدالحكيم) كانا يلعبان لفريق الوحدة. في البداية كنت ألعب في الحارة مع أصدقائي، ثم أخذني أخي أحمد وضمني للنادي.
 إذاً أنت من أسرة وحداوية؟
بالتأكيد، وأفتخر بانتمائي لنادي الوحدة، فهو بيتي الثاني. لم يلعب له فقط شقيقاي، بل حتى لعب له والدي ناصر صالح حيدرة لمدة نصف عام حين جاء من رداع قبل أن يغادر إلى البحرين، وهناك لعب مع نادي الشعلة كظهير أيمن.

اهتمام بالبنية التحتية
 هل الوحدة بأفضل حال مع رئاسة أمين جمعان؟
حتى الآن ظهرت لمسات الأستاذ أمين جمعان من خلال البنية التحتية للنادي، لكن إن شاء الله يتوفق مع الفريق، لأن الوحدة حصل على لقب الزعيم من محبيه بفضل بطولاته وألقابه المتعددة، الأساس هو اللاعب للنادي، وأتمنى أن يولي هذا الجانب قدره.

أعشق حراسة المرمى
 لماذا اخترت اللعب في مركز الحراسة؟
عندما تعشق شيئاً فبكل تأكيد سوف يصبح كل حياتك وستسخر كل ما لديك من أجله. في البداية كنت ألعب مهاجماً في الحارة ثم تحولت إلى حارس مرمى بسبب إعجابي بحارس مرمى فريقنا في الحواري. حراسة المرمى من أصعب المهمات على لاعبي كرة القدم، فذلك معناه أن تتحمل في أغلب الأحوال نتيجة الفوز أو الخسارة للفريق، فأن تكون نصف الفريق يدل على أنك شخص مقاتل وشجاع حتى تختار أن تلعب في هذا المركز المهم.
 مدرب كان صاحب فضل عليك؟
الكابتن علي عبدالمغني، حارس مرمى ناديي اليرموك والعروبة، والذي حرس معنا في نادي الوحدة، فبعد اعتزاله عمل كمدرب حراس في الوحدة.

الحراس يرتدون أسوأ الملابس
 ما هي المشاكل التي تواجه حراس المرمى في اليمن؟
بالنسبة لنا كحراس مرمى في اليمن نرتدي أسوأ الملابس، كما لا نحصل على عدة التدريب المطلوبة ولو بالأدنى، بالإضافة إلى الأسعار المكلفة لأدوات الحراسة، كما أن حارس المرمى في الملاعب اليمنية مظلوم من ناحية الإعداد والتأهيل، ومدربو الفئات العمرية هنا عليهم ضغوط كبيرة، ولك أن تتخيل مدرب 40 لاعباً وأكثر في وقت واحد... وهذا ما أدى إلى انتهاء الكثير من الحراس الواعدين بسبب عدم الاهتمام.

الإدارة مشكلة الكرة اليمنية
 كيف تقيم أداء المنتخب الأول في نهائيات أمم آسيا، والأولمبي في تصفيات إيران الأخيرة؟
بالنسبة للنتائج المتدنية للمنتخبين الأول والأولمبي لا ألوم فيها اللاعبين، الأخطاء كانت إدارية وفي الجانب الفني، المنتخبان خاضا قبل اللعب في آسيا فترة إعداد صغيرة جداً: 40 يوماً، بينما المعروف أن أي منتخب يحتاج لمعسكر إعدادي يستمر ما بين 8 إلى 6 أشهر على أقل تقدير، كما صاحب المنتخبين سوء إعداد للاعبين من حيث الحاجة لخوضهم مباريات ودية استعدادية.
 ما هي مشكلة الكرة اليمنية؟
الإدارة.

العدوان سبب دمار الرياضة
 كيف أثر العدوان على الرياضة اليمنية؟
العدوان هو السبب الرئيسي في تدني وتدمير الرياضة اليمنية. أولاً دمر الملاعب، وثانياً تسبب بوقوف البطولات المحلية في المحافظات الشمالية والجنوبية، وبسبب العدوان والتقسيم الذي عمل عليه العدوان لا يقدر أي لاعب من الشمال أن يلعب في الجنوب والعكس كذلك.

هتافات معادية ضد اللاعبين في الجنوب
 لكن هناك لاعبون من الشمال يلعبون مع فرق في المحافظات الجنوبية؟
صحيح، بعض الفرق كالشعلة والوحدة والتلال تعاقدت مع لاعبيين من المحافظات الشمالية، لكن يبقى الخوف قائماً حالياً، فمثلاً رأينا كيف تعرض لاعبون من المحافظات الشمالية لهتافات معادية في مباراة وحدة عدن والشعلة في بطولة بلقيس والتي سقط فيها ضحايا من الجمهور بفعل الشغب، كما أن الحالة الأمنية المتدهورة التي تشهدها المحافظات الجنوبية من قبل العدوان تلعب دوراً كبيراً في قدوم لاعبين من الشمال للعب في الجنوب.

أفضل من التوقف
 هل تؤدي البطولات التنشيطية التي تقيمها الأندية هنا الغرض المطلوب؟
الحمد لله، هنا يوجد اجتهاد من قبل الأندية الرياضية في إقامة البطولات المتواصلة. نادي 22 مايو أقام بطولة كروية شاركت فيها أندية من محافظات صنعاء وعمران وذمار وإب والحديدة، بالإضافة إلى الملتقى الشتوي والصيفي لنادي الوحدة على كافة الألعاب الرياضية، وبطولة الصمود التي نظمها أهلي صنعاء، الحمد لله بدأت العجلة تدور.
صحيح أنها لا تؤدي الغرض المطلوب بحكم خوض اللاعبين واحتكاكهم مع نفس الأندية.. لكن تبقى أفضل من التوقف والسبات.
 بالنسبة لك، هل أثر العدوان على ممارستك للرياضة؟
نعم. منذ بداية العدوان على الوطن في مارس 2015، توقفت أنشطة الأندية لمدة عام بسبب الغارات الكثيفة على العاصمة. كنت ألعب في حارتي (منطقة النهدين) تحت مخاطر الصواريخ التي تطلقها طائرات التحالف، كما كنت أتدرب في نادي الوحدة في وقت كان ينزل علينا راجع المضادات. كنا نحضر إلى النادي ونشاهد شظايا الصواريخ في الملعب.

يوم حزين
 مشهد أثر فيك في إحدى المباريات؟
مشهد أو مأساة بالأحرى عايشتها، في رمضان العام الماضي وأثناء تواجدنا في غرفة الملابس بملعب نادي الوحدة مع الكابتن أمين السنيني لخوض نصف النهائي أمام فريق العروبة، لحظتها قصف الطيران مبنى في شارع صفر القريب من النادي. تطاير الزجاج على اللاعبين وتسبب بالذعر، حتى أن الحارس سعود السودي نزل للملعب وهو مشتت وغير مركز بفعل الضربة، لقد كان يوماً حزيناً.

أحاول أن أكون رقم "1"
 متى سنشاهد الكابتن أديب حارساً أساسياً لمرمى الزعيم والمنتخب؟
أي لاعب يتمنى أن يكون الرقم (1). أنا في بداية الطريق، والحمد لله أحاول كثيراً أن أوظف كامل إمكانياتي خدمة لفريقي ومن أجل تقديم الإضافة للفريق وإسعادهم في المستقبل القريب. كما أشكرك على هذه الالتفافتة الطيبة التي لن تزيدني إلا إصرارا وعزيمة على تقديم الأفضل.
 مهاجم تخشاه؟
عبدالواسع المطري.
 لاعب تمنيت اللعب معه؟
عدنان طاهر وحالياً مدير عبد ربه.
 من شدك من حراس المرمى في اليمن؟
الكابتن صالح عوض وطلال الحبيشي.

ثابت والسنيني الأفضل
 برأيك من أفضل من لعبوا حراس مرمى في تاريخ الكرة اليمنية؟
عبدالرحمن ثابت وأمين السنيني.
 لاعبون موهوبون تتوقع لهم مستقبلاً كبيراً؟
لاعبا وحدة صنعاء ومنتخب الناشئين سعد القعود وسهيل الصنوي.
 ومن حراس المرمى؟
يحيى العزي من وحدة صنعاء وأسامة حيدر من نادي 22 مايو.
 لاعبك المفضل عربياً؟
كلاعب هو المصري محمد أبو تريكة وكحارس مرمى مواطنه عصام الحضري.
 وعالمياً؟
ديفيد بيكهام كلاعب، والإيطالي بوفون والدنماركي بيتر شميكايل.
 ناديك المفضل؟
مانشستر يونايتد.
 أصدقاؤك المفضلون؟
صلاح السيسي ورضوان الأحمدي لاعبا شعب صنعاء.. وكذلك صديقي الرائع وجدي الصراري.
 هل لديك هواية أخرى غير كرة القدم؟
أحب الكرة الطائرة، وبالذات ممارستها خلال شهر رمضان في الحارة.
 ما الذي يحزن الكابتن أديب؟
حال البلاد.
 وما الذي سيسعدك؟
أن تعود أوضاع الوطن أفضل ما كان.
 هل تشعر أنك مظلوم؟
أنا جزء من المنظومة الرياضية اليمنية.. وما يقع عليها من ظلم أو تقصير يقع علي.
 كلمة توجهها للجمهور الكروي اليمني؟
أتمنى منهم الصبر والتحمل وتقدير متاعب اللاعبين.. كما أدعوهم إلى عدم هجر مدرجات الملاعب.

 كلمة أخيرة كابتن أديب؟
أشكرك أخي طلال كما أشكرك وموقعك على هذه الالتفاتة الطيبة التي لن تزيدني إلا إصرارا وعزيمة على تقديم الأفضل، وأتمنى لصحيفة "لا" الموقرة مزيداً من النجاح، كما أتمنى الخير والسلام لليمن في القريب العاجل