لا ميديا -
«أبو جندل يخرج من جثته ويعود إلى جنين، هنا لم ينتصر جيش إسرائيل، وهنا لم نشيع تاريخنا تحت جحيم القصف والقنابل، هنا صمدنا وقاتلنا ودافعنا عن العلم والكرامة، هنا دافعنا عن أحلامنا وحياتنا وأرضنا، ارتدينا أجنحة الطيور، حملنا الماء والدم والحجر والأسلحة، حملنا مفاتيح بيوتنا وذكرياتنا الأولى وصارت بنادق، وأقسمنا ألا يمر الغرباء من أمام بيوتنا، ألا تأكل وحشيتهم حقولنا وأحلامنا، وعندما طلبوا هدنة مع أشباحنا اقترفوا ألف ألف مذبحة».
ولد يوسف أحمد محمد قبها المشهور بأبو جندل في بلدة يعبد القسام عام 1965م.
سافر عام 1981 إلى الأردن والتحق بصفوف الثورة الفلسطينية، وتلقى في سوريا عددا من الدورات العسكرية، وانتقل إلى لبنان.
أُصيب خلال الاجتياح بجراح خطيرة فنقلته الكتائب اللبنانية إلى أحد مستشفيات لبنان، ولكن جرى تهريبه إلى سوريا في ما بعد، عاد إلى الأردن، واعتقل هناك لمدة 8 شهور.
عاد بعد اتفاقية أوسلو الى الداخل وعين مدربا لقوات الشرطة والأمن الفلسطيني.
اشتبك عام 1996 مع جنود صهاينة فقتل جنديا وطالب جيش الاحتلال السلطة الفلسطينية  بتسليمه، وتم الاتفاق على نقله لمدينة جنين فأسس فيها وحدة عسكرية من أفراد الأمن وأشرف على دورات التدريب العسكرية والأمنية في المدينة مما أكسبه شعبية كبيرة بين أفراد الأجهزة المختلفة.
ومع بدء جيش الاحتلال حشد قواته وآلياته الثقيلة لاقتحام مخيم جنين أقسم مع رفاقه على الصمود حتى النصر أو الشهادة واختاروه قائدا لهم، شكَّل محور قيادة المعارك متجاوزا البُعد التنظيمي، حيثُ تركزت خططهم على الهجوم أكثر من الدفاع. ولمدة 10 أيام خاضوا معارك ضارية تكبد فيها الصهاينة خسائر لم يتوقعوا حجمها حتى نفدت الذخيرة والطعام والماء منهم.
بعد اجتياح الجيش الإسرائيلي لمخيم جنين، ألقوا القبض عليه ووضعوه في وسط المخيم، وأعدموه رميًا بالرصاص في 13 نيسان (أبريل) 2002م.
اعترف الناطق العسكري الإسرائيلي في مقابلة مع صحيفة يديعوت أحرنوت أن أبو جندل كان مسؤولا عن قتل 56 صهيونيا وجرح العديد منهم وتدمير أكثر من 10 دبابات وحرق جرافة عسكرية وإصابة طائرة مروحية بأضرار.